أبو عبيدة: لدينا معلومات استخبارية مؤكدة حول حفر إسرائيل لأنفاق في القطاع.. وجاهزون لمواجهتها

الناطق بلسان «كتائب القسام» لـ«الشرق الأوسط»: حديث إسرائيل عن تعاظم قوة حماس هو لتبرير عدوان مستقبلي

مسن فلسطيني يتسلى بلعب الطاولة في مخيم الجلزون القريب من رام الله امس (اب)
TT

قالت دراسة استخبارية إسرائيلية إن حركة حماس هربت نحو 80 طنا من المواد المتفجرة الى داخل قطاع غزة منذ سيطرتها عليه في يونيو (حزيران) الماضي. وأضافت الدراسة التي صدرت امس عن «مركز الاستخبارات والإرهاب» المقرب من جهازي المخابرات الخارجية (الموساد)، والمخابرات العامة (الشاباك)، ومقره تل ابيب، أن حماس تملك 20 الف مقاتل، ولديها قذائف صاروخية يصل مداها الى 20 كيلومترا. وادعت الدراسة ان حماس في سباق مع الزمن وتحاول تعزيز قوتها العسكرية قبل ان تشرع اسرائيل في حملة عسكرية واسعة النطاق على القطاع. واضافت الدراسة أن كلاً من إيران وسورية تقومان بتزويد حماس بالسلاح وتدريب عناصرها. وحسب الدراسة، فإن حزب الله اللبناني يعتبر مثالا يقتدى به بالنسبة لحماس، حيث استنبطت الحركة من حرب لبنان الثانية أن استخدام الصواريخ عامل مهم في تهديد الجبهة الاسرائيلية الداخلية. وادَّعت الدراسة أن التهديدات التي تواجه اسرائيل حالياً تتمثل في استخدام حماس مضادات جوية قادرة على تهديد الطيران الاسرائيلي.

ويتحدث التقرير أيضا عن أن البناء العسكري يدار من دمشق، التي يوجد فيها لحماس قاعدة، حيث مجال التزود بالسلاح والحصول على المال من سورية وايران أسهل. ورغم ذلك يقول التقرير إن الثقل السياسي لحماس ينتقل الى قطاع غزة.

وتركز الدراسة ايضا على الصواريخ المتطورة الموجودة في غزة، عبر عمليات التهريب (ربما مصدرها ايران) من مصر وعشرات الانفاق. غير ان التقرير لا يصل في استنتاجاته الى حد اتهام مصر بالتعاون في عمليات التهريب، بل يتحدث عن عدم الفاعلية في وقفها، وتشعر اسرائيل بالقلق من ان هذه الصواريخ قد تصل في مداها الى تجمعات سكانية مثل عسقلان واسدود. واما الصواريخ الاخرى فهي من صنع محلي من مواد مهربة إما من اسرائيل او مصر.

وتقول الدراسة ان حماس تعلمت اساليب اخفاء الصواريخ التي يصنع بعضها في غزة، بالاحياء الاهلة بالسكان. ومن تكتيكاتها، وفقا للتقرير، ان تكون مواجهة القوات الاسرائيلية خفيفة لدى توغلها ومحاولة جرها الى المناطق الآهلة حيث تنتظرها الالغام الارضية والعبوات الناسفة.

من ناحيته، نفى الناطق الرسمي باسم «كتائب عز الدين القسام» ـ الجناح العسكري لحماس المعلومات التي تضمنتها الدراسة، واصفاً إياها بـ«عودة الى ذات الإسطوانة المشروخة» بهدف الحصول على غطاء دولي لتبرير شن عدوان على القطاع. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، اكد ابو عبيدة ان هذه المعطيات تأتي من أجل التمهيد لشن حملة عسكرية واسعة النطاق على القطاع. وقال ابو عبيدة أن إسرائيل تتعمد تهويل وتضخيم قوة المقاومة لإعطاء انطباع مضلل حول ميزان القوى بين المقاومة وجيش إسرائيل.

واضاف «على الرغم من أننا ننفي دقة المعلومات التي تضمنتها الدراسة، ونشكك في دوافعها، إلا أننا نؤكد حق المقاومة الفلسطينية في محاولة الحصول على أي سلاح مهما كان لاستخدامه في مواجهة جيش الاحتلال الذي يمارس القتل اليومي ضد أبناء شعبنا». وشدد ابو عبيدة على أن «المعلومات المضللة التي تضمنتها الدراسة تشبه الى حد كبير المزاعم حول وجود القاعدة في قطاع غزة، وأن حركة حماس ذراع إيران في المنطقة. وهذه المعلومات تهدف الى ضمان أكبر تأييد دولي لعمل ضد حماس»، على حد تعبيره. في سياق اخر، أكد ابو عبيدة أن «كتائب القسام» لديها معلومات مؤكدة حول شروع إسرائيل في حفر أنفاق تحت قطاع غزة لتنفيذ عمليات اختطاف. وحول طبيعة المعلومات التي يستند إليها، قال إن هذه معلومات استخبارية، بعضها يعتمد على اعترافات موثوقة قدمها عملاء تم ضبطهم والتحقيق معهم، بالإضافة الى مصادر معلومات أخرى، رافضاً الكشف عنها. وأشار ابو عبيدة إلى أن القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي نوهت بشكل عابر بأن الحرب القادمة في القطاع ستكون «حرب أنفاق».