مصر تواصل تعزيز حضورها الأمني على الحدود مع غزة وتسرع في عمليات بناء جدارها

حماس تنفي ما يُشاع عن تخطيطها لاقتحام الحدود معتبرة «الاحتلال هو الجهة المسؤولة بشكل رئيسي عن الحصار»

TT

واصلت الشرطة المصرية تعزيز حضورها الأمني على طول الحدود مع غزة تحسباً لعمليات اقتحام للمرة الثانية، وذلك بعد تحذيرات لحماس من انفجار الوضع في قطاع غزة إذا استمر الحصار الإسرائيلي، مؤكدة أن كل الخيارات «مفتوحة».

وقال خليل الحية، القيادي البارز في الحركة، «نحذر من انفجار وشيك وغير مسبوق»، مضيفاً أن «كل الخيارات مفتوحة لكسر الحصار» بما فيها إعادة فتح الحدود مع مصر. واكدت حماس ان الحية لم يقل ذلك على الاطلاق، وان اكدت قوله ان كل الخيارات مفتوحة. وحسب مصادر أمنية مصرية، فقد وصل إلى مدينة العريش (40 كيلومترا) من الحدود مع غزة، الليلة قبل الماضية، المئات من جنود الأمن المركزي من القوات التابعة لمحافظتي الإسماعيلية والقاهرة». وأضافت المصادر «أن الوجود الأمني بالمنطقة يهدف إلى منع أي عمليات اقتحام للأراضي المصرية». وتابعت المصادر «سيتم الدفع بأعداد من رجال الشرطة بدءاً من النقطة رقم (1) عند الحدود البحرية المصرية مع غزة على البحر المتوسط وحتى العلامة الدولية رقم (7) بمنطقة تسمى (الدهينية) على الحدود مع غزة».

وتمركز رجال الشرطة عند مداخل الطرق الجبلية المؤدية إلى خط الحدود والمناطق التي يسهل اختراقها.  وشددت السلطات المصرية إجراءاتها الأمنية على طول الطرق المؤدية لمعبر رفح الحدودي وخط الحدود مع غزة، خاصة بالنسبة للقادمين والعائدين من وإلى رفح المصرية وفي محيط المعبر، حيث تم نشر حواجز ثابتة على بعد ثلاثة كيلومترات من المعبر، كما تقف أمام بوابة المعبر من الجانب المصري نحو ثلاث شاحنات محملة بجنود الأمن المركزي».

وعلى صعيد متصل، تسرع السلطات المصرية في عمليات بناء الجدار على طول الحدود بعد «أن دمر الفلسطينيون الجدارين الحديدي والأسمنتي على الحدود مع مصر ونزعوا الأسلاك الشائكة».

وقال شهود عيان من سكان الحدود المصرية «إنه تم الانتهاء من بناء نحو سبعة كيلومترات من الجدار من اصل 14 كيلومترا». وتقول مصر «إن الجدار سيؤمِّنُ الحدود بشكل جيد بسبب ارتفاعه ونشر دوريات حرس الحدود في الطريق الذي يتوسط الجدار الأسمنتي».  ويتولى حراسة خط الحدود الدولية المصرية مع غزة منذ سبتمبر (أيلول)، قبل الماضي نحو 750 من قوات حرس الحدود بعد أن تم إحلالها بدلاً من أفراد الشرطة بمحاذاة ممر يبلغ طوله 12 كيلومترا يعرف بأسماء ممر صلاح الدين أو معبر فيلادلفي بعد اتفاقية مصرية ـ إسرائيلية.

ونفى سامي ابو زهري، الناطق بلسان حماس، أن تكون حركته قد خططت لاقتحام الحدود مع مصر، مشدداً على أنها «تعتبر الاحتلالَ هو الجهة المسؤولة بشكل رئيسي عن الحصار». وأوضح لـ«الشرق الاوسط» «عندما هددنا بانفجار، فإننا لم نقصد إن كان هذا الانفجار باتجاه مصر»، معتبراً عمليات المقاومة الاخيرة ضد اسرائيل هي بداية الانفجار ضد الحصار. واعتبر أن التهديدات التي حرصت مستويات مصرية على توجيهها للحركة عبر وسائل الإعلام غير مقبولة، مؤكداً أنه لا يمكن التسليم بأن تلزم الدول العربية الصمت إزاء ما يجري في القطاع. واستهجن أن يحرص الزعماء العرب على مناقشة كل القضايا، باستثناء المسارعة لتطبيق القرار الذي اتخذوه برفع الحصار عن القطاع.