إسرائيل وافقت على تسليم مطار قلنديا قرب القدس لإدارة السلطة الفلسطينية

عاصفة انتقادات لحكومة أولمرت.. والسلطة تتوقع صيفا ساخنا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق

TT

كشفت مصادر اسرائيلية وفلسطينية، أمس عن ان المفاوضات الجارية بينهما بقيادة أحمد قريع وتسيبي لفني تتقدم بشكل حثيث، وأنها بدأت تدخل في الكثير من التفاصيل، وان اسرائيل وافقت خلالها على تسليم السلطة الفلسطينية ادارة مطار قلنديا، الواقع على بعد خمسة كيلومترات من حدود مدينة القدس. ولم ينف مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، هذا النبأ وأحال الصحافيين المهتمين الى وزارة الخارجية، «فهي التي تدير المفاوضات مع الفلسطينيين». وأما في الخارجية، فقد رد الناطق بلسان الوزيرة جيل مستينغ، بأن مضمون المفاوضات سري تماما وهو ليس مستعدا للحديث عنه. وان كل ما يتفق عليه سيبقى غير نافذ، إلا إذا أعلن رسميا وتم التوقيع عليه بين الطرفين. لكن مصادر سياسية مقربة من وزيرة الخارجية تسيبي لفني، دافعت عن القرار وقالت ان مطار قلنديا لم يكن ذات مرة تابعا لمدينة القدس، وانه عندما قررت اسرائيل ضم القدس الى حدودها في سنة 1967، وكذلك في سنة 1981، لم تشمل المطار في حدود خارطة القدس البلدية. وقالت ان اتفاقات أوسلو، التي التزمت بها معظم الأحزاب الاسرائيلية، بما فيها الليكود المعارض، ضمنت للفلسطينيين مطارا دوليا هو مطار غزة. وبما ان المطار في غزة مشلول واسرائيل لا تسمح باستخدامه، خصوصا بعد انقلاب حماس، فإن السلطة الفلسطينية تحتاج الى معبر دولي مستقل حتى تكون لها رموز سيادية فعلية وذات قيمة. ومطار قلنديا جاهز لهذه المهمة. واسرائيل ستضمن شكلا من أشكال المراقبة عليه حتى تحافظ على أمنها. وحالما نشر هذا النبأ، هبت عاصفة من الانتقادات للحكومة، وأعلن رئيس بلدية القدس أوري لوبيانسكي، انه سيرد على هذا الخبر بقرار مصادرة أرض المطار وبناء حي يهودي استيطاني عليه مؤلف من 10 آلاف وحدة سكن. واتهم حزب «اسرائيل بيتنا» الحكومة بالتفريط بمدينة القدس.

وتوجه حزب الليكود بنداء عاجل الى حزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس»، الذي كان أعلن انه سينسحب من الحكومة في حالة التفاوض حول القدس، أن ينفذ وعده للجمهور ويسقط حكومة أولمرت حتى لا يسمح لها بتسليم المطار الى الفلسطينيين. ونقل على لسان بنيامين نتنياهو قوله: «بعد أيام من تسليم محمود عباس هذا المطار سيصبح تحت قيادة تنظيمات الارهاب أمثال فتح وحماس وسيصبح مطار بن غوريون في خطر».

المعروف ان مطار قلنديا مقام في هذا المكان قرب القدس منذ مطلع القرن الماضي. وقد احتلته اسرائيل خلال حرب 1967، وجعلته مطارا عسكريا. وفي سنة 1990، تحول الى مطار مدني داخلي، ولكنه أغلق في فترة الانتفاضة الثانية سنة 2000، وعاد ليصبح منشأة عسكرية للجيش الاسرائيلي وبني على قسم منه معسكر اعتقال للفلسطينيين ومحكمة عسكرية. وهذا المطار ملاصق لبلدة بيتونيا غربا وقلنديا شرقا ومخيم اللاجئين المجاور، وكلها باتت أحياء تابعة لمدينة رام الله. من جهتها حذرت الرئاسة الفلسطينية أمس من ان المنطقة «ستشهد صيفا ساخنا» اذا استمرت اسرائيل في المماطلة ولم يتم التوصل الى اتفاق وفق تعهدات مؤتمر انابوليس. وقال نبيل ابو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية في بيان: «نحذر من ان المنطقة ستشهد صيفا ساخنا وهي على مفترق طرق».

واضاف «على اسرائيل والادارة الاميركية العمل على عدم اضاعة الفرصة المتاحة حاليا لتحقيق السلام لان البديل عن السلام هو الفوضى الشاملة في المنطقة».