السودان: غموض حول مصير طاقم طائرتين روسيتين محتجزتين في الخرطوم

الطائرتان تحملان علم الأمم المتحدة وكانتا متجهتين إلى تشاد من دولتين عربيتين والطاقم قدم معلومات خاطئة حول شحنتيهما

الضابط السوداني النقيب جمال محمود الذي هرب بما يعادل مليون دولار من اقليم دارفور، الى العاصمة التشادية انجمينا، وأمامه المبلغ المذكور وهو عبارة عن رواتب جنود، في صورة تحصلت عليها "الشرق الاوسط" من مصدر بالرئاسة التشادية بانجمينا أمس ("الشرق الاوسط")
TT

قالت مصادر في الشرطة السودانية لـ«الشرق الأوسط» ان السلطات ما تزال تحتجز طاقم طائرتي شحن روسيتين، تحملان علم الامم المتحدة، في مطار الخرطوم منذ أيام، في طريقهما من دولتين عربيتين الى تشاد، بسبب تضارب أقوال الطاقم حول محتويات الطائرتين، وجهتهما. وشرعت لجنة مشتركة من الاجهزة المختصة في إجراء تحقيقات حول العمليتين اللتين احبطتهما سلطات مطار الخرطوم يومي الاربعاء والخميس الماضيين. واحتجزت سلطات مطار الخرطوم الدولي طائرة شحن روسية من طراز اليوشن تحمل شعار الأمم المتحدة قادمة من دولة الامارات مستأجرة بواسطة شركة سودانية كانت في طريقها إلى العاصمة التشادية انجمينا. وقالت السلطات ان عملية الاحتجاز تمت بعد ان هبطت بالمطار للتزوّد بالوقود وطارت ثم عادت مرة اخرى وطلبت الهبوط لاسباب فنية اضطرارية، كما ابلغ طاقمها سلطات المطار، لتكشف الاجراءات الفنية بعد هبوطها للمرة الثانية عدم مطابقة الشحنة لبوليصة الشحن. وحسب المصادر الامنية في المطار فان اجراءات التفتيش والحجز أسفرت عن أن الطائرة تحمل في جوفها ثماني سيارات تايوتا من طراز لاندكروزر موديل 2008 وعربة تايوتا واحدة برادو موديل 2008، اضافة إلى ثمانية أجهزة حاسوب محمول «لاب توب» وثمانية براميل معبأة بمواد مختلفة متراوحة ما بين أدوية ومنشطات وفيتامين.

ولم يتضح بعد ما اذا كان الهبوط في مطار الخرطوم معدا له مسبقا أم أن ظروفا غير طبيعية جعلت قائد الطائرة يقرر التوقف في الخرطوم. وقالت المصادر ان طاقم الطائرة قدم معلومات غير صحيحة حين قال إنهم قادمون من العاصمة اليمنية صنعاء في طريقهم الى العاصمة النيجيرية لاغوس وان الطائرة على متنها ثلاث سيارات من ماركة هيونداي.

وصباح الخميس أوقفت السلطات بمطار الخرطوم للمرة الثانية، طائرة أخرى قادمة من احدى الدول العربية متجهةً إلى إنجمينا وعلى متنها عدد من العربات من طراز «لاندكروزر» وأشياء أخرى، وقالت مصادر الشرطة انه بعد التحري مع الطيارين أفادا أيضا بمعلومات «مغلوطة وغير صحيحة». وقالت مصادر اخرى ان التفتيش كشف ان الشحنة تتبع لحركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور المقربة من السلطات التشادية. ولم يصدر اي تعليق من الامم المتحدة حول الطائرتين اللتين تحملان شعارها، كما التزمت الحكمة التشادية الصمت حيالهما.

من ناحية اخرى، كشف الرئيس عمر البشير عن مبادرة اريترية لتسوية المشكلات بين الخرطوم وانجمينا، في تنوير قدمه الى مجلس وزرائه حول نتائج الزيارة التي قام بها لساعات وعلى رأس وفد كبير الى العاصمة الاريترية اسمرة، كما كشف استعداد اريتريا بالتعاون مع ليبيا للوساطة لحل الازمة في دارفور بين الحكومة والحركات المسلحة في الاقليم.

وقال البشير ان اريتريا ابدت استعدادها للمساعدة في حل نزاع دارفور وتهدئة الاجواء بين تشاد والسودان، واوضح عمر محمد صالح الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء ان المبادرة الاريترية ستضم ليبيا باعتبارها احد الاطراف المشاركة في الاتفاقيات السابقة. فيما ينتظر ان يعقد السودان وتشاد ودول الوساطة لحل النزاع بين البلدين، اجتماعا في العاصمة ليبرفيل لبحث طرق وآليات انفاذ اتفاق داكار لحل الازمة بين السودان وتشاد، بحضور دول ليبيا والسنغال والكونغو والغابون واريتريا، وحضور ممثلين عن الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والولايات المتحدة وفرنسا.