العمل على إيجاد حلول «عاجلة» للموظفين المتضررين من إزالة الفنادق حول الحرم

مصادر رسمية: غرفة مكة قدمت مقترحات لحل مشكلتهم ودعت إلى مناقشتها

فنادق نقلت موظفيها وتشغلهم خارج المنطقة المركزية
TT

كشفت مصادر رسمية في مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»، أنها تعمل على إيجاد حلول عاجلة لتشغيل الشباب «العاطلين» الذين كانوا يعملون في الفنادق المحيطة بالحرم التي أزيلت لصالح توسعة الحرم الشريف. مشيرة إلى أن عمليات هدم هذه العقارات كشفت عن تلاعبات كبيرة في قضية السعودة.

يأتي ذلك في وقت اتجهت فيه فنادق ورجال أعمال إلى نقل هؤلاء الموظفين إلى مناطق أخرى أو منحهم إجازات من دون رواتب لحين حل وضعهم، بينما استغنت جهات أخرى عن أعداد كبيرة منهم.

وأوضح محمد سمران البنيان، مدير مركز مكة للتدريب وتوطين الوظائف في الغرفة التجارية في مكة المكرمة، لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم تقديم مقترح بفكرة تدريب وتأهيل ومناقشة أوضاع شريحة كبيرة من موظفي الفنادق والشقق المفروشة التي أزيلت من منطقة الشامية وتم عمل بعض الإعلانات في الصحف بخصوص الموظفين الذين انتهت خدماتهم بسبب الأمر السامي الذي أفضى بتوسعة ضخمة لساحة الحرم المكي الشريف، حيث تقدم في هذا الجانب عدد كبير والاتصالات كانت كبيرة في هذا الخصوص وصلت لأكثر من 150 اتصالاً. مشيراً في ذات السياق إلى أن عدد المتقدمين كان سبعة أشخاص فقط.

وساق البنيان ثلاثة أسباب رئيسية استند إليها البرنامج، أولها إيجاد وظائف عاجلة وبديلة للشباب، والهدف الثاني كان عن عمل قاعدة بيانات متكاملة وتقديمها لأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، والثالث كان عمل دورات تدريبية تأهيلية لهؤلاء الشباب لإبقائهم على رأس العمل.

وأشار مدير مركز مكة للتدريب وتوطين الوظائف، إلى أنه تم عمل نسب علمية في برنامج إعادة تدريب الموظفين، حيث وجدت الغرفة التجارية والصناعية بمكة أن 11 في المائة فقط تقدموا لمركز التدريب و65 في المائة من الشباب فضل مالكو العقارات إراحتهم لشهرين وأبقوا على عقودهم حتى يتسنى للمستثمرين إيجاد بدائل عاجلة في هذا الخصوص، لافتاً النظر إلى أن فندقين هما خليل بهادر وزهرة الرياض، نقلا موظفيهما إلى مجموعاتهما في مناطق أخرى، فيما تبقت نسبة 24 في المائة لم يعلم مصير هؤلاء الموظفين نظراً لعدم تواصلهم مع الغرفة التجارية والصناعية.

وأبان محمد البنيان أن شريحة من الموظفين تقدموا بشكوى طردهم تعسفياً من بعض الفنادق واشتكوا من أنهم لم يعطوا شهادات خبرة في هذا الصدد وقامت الغرفة التجارية والصناعية بالطائف باستقبال هؤلاء الشباب وإعطائهم جرعات تدريبية وعمل اللازم معهم.

وأوضح مدير المركز الوطني أن إزالة أكثر من 6000 عقار كشفت تلاعباً كبيراً في السعودة، وكشفت كذلك موظفي الـ«ستاند باي» على حد وصفه، مشيراً إلى أن عدداً من الموظفين في هذه الفنادق كانوا فقط جاهزين للحضور أثناء علم المستثمرين بقدوم لجان السعودة واستعانة بعض الفنادق بهم وقت المواسم في الحج، خصوصاً انها أمور تعيق بلا شك توطين الوظائف.

من جانبه قال رجل الأعمال والعقاري يوسف الأحمدي، وصاحب فكرة إعادة توطين موظفي الفنادق، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، ان هناك حملة كانت كبيرة من أجل إعادة الموظفين المنتهية خدمتهم على رأس العمل في فنادق جديدة، مضيفاً أنه تمت إعادة تهيئتهم بالكامل في برامج عكفت عليها غرفة مكة، وكان لبعضهم تجارب من سنتين إلى ثماني سنوات، لديهم خبرة عريضة في مجال الفندقة.

وأضاف رجل الأعمال الأحمدي «أن ثمة فنادق جاهزة في المسفلة وابراهيم الخليل وجرول والمعابدة، والخيارات البديلة كثيرة، وفنادق في العزيزية ومحبس الجن لم تكن تعمل والآن بدأ استيعاب هؤلاء الموظفين فيها، بالإضافة إلى فنادق تبعد 2 كلم مشيا عن الحرم المكي، ليأتي هذا البرنامج بمثابة الداعم والمحفز، وحتى يعلم الشباب أننا نقف في صفهم ولتشجيع الموظفين والمستثمرين للحفاظ على قيمة الأجور».

إلى ذلك أبان فهد الشمري، مدير مكتب العمل في مكة المكرمة، في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم يتقدم إلى مكتب العمل أي شخص من الفنادق التي حول الحرم، وفي حال ذلك سيقوم مكتب العمل بتوظيفهم حسب الحاجة وحسب المفاهمة بين المستثمرين والموظفين.