السوق تخفف تسارع الحركة التصاعدية مع انتفاء «الأنباء المؤثرة» في المسار

الاهتمام ينصرف للمضاربة في ظل انسحاب صفة الخمول على «القادة الجدد»

جانب من تداولات الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

خففت سوق الأسهم السعودية في تعاملاتها أمس من تسارع الحركة التصاعدية قياسا بتداولات أول من أمس، بعد انتفاء الأنباء المؤثرة في مسار المؤشر العام، والمرتقبة من قبل المتعاملين، والتي تتمثل في إعلانات الشركات الكبرى في السوق، التي ينتظر السوق أن تحدد التوجه الحقيقي للتعاملات خلال الفترة المقبلة.

ودفع استمرار الضبابية حول معرفة النتائج المهمة، إلى إقصاء دور أسهم الشركات القيادية، والتي تراخت في وجه حركة السوق، بعد أن عكست أداء يكسوه اللون الأحمر، من خلال تراجع أسهم شركة سابك بمعدل 0.15 في المائة، وأسهم مصرف الراجحي بنسبة نصف نقطة مئوية، مع استقرار أسهم شركة الاتصالات السعودية، إلا أن أسهم الشركة السعودية للكهرباء استطاعت مخالفة التيار بارتفاعها 1.7 في المائة.

كما أن هذا الشعور في التعامل أنسحب على أسهم «القادة الجدد» وهي الشركات التي سطع نجمها مع تطبيق المؤشر الحر والتي أصبح لها دور بارز في حركة المؤشر العام تقارع به كبار الشركات في التأثير على السوق، إلا أن الضمور في الأداء تمكن من هذه الشركات ايضا في ظل استمرار الارتفاع المتواصل مع جمود المحفزات المنشطة لتوجه السوق المتفائل. ونشطت بدلا عن الأسهم القيادية أسهم الشركات المضاربية والأخرى التي تميل إلى السلوك المضاربي، بالإضافة إلى بعض الشركات التي تفاعلت مع أنباء نتائجها الأولية للربع الأول، والتي عكست من خلالها نموا في الأرباح، الأمر الذي دلل على لهفة المتعاملين في تقصي القوائم المالية للشركة، والتي انكشفت من نشوة الحركة لأسهم الشركة المعلنة. وكما أن الخمول الواضح على أسهم القياديات، أشعل فتيل المضاربة على أسهم الشركات المفضلة للمضاربين، والتي امتلكت مساحة تحرك واسعة بتسجيلها نطاقا تذبذبيا عاليا، استغلالا لظروف السوق التي عكست نوعا من الاستقرار الذي عزز الجانب النفسي في الطمأنية حول اتجاه المؤشر العام، بالإضافة إلى استفادة أسهم بعض الشركات من هذه الحركة الايجابية، خصوصا أنها تقف عند مستويات سعرية متدنية قياسا بالتوقعات الايجابية المرجحة لنتائجها المالية.

في نفس السياق انسحب التخفيف من تسارع الحركة التصاعدية للسوق، على المؤشرات المالية، بعد أن تقلصت قيمة التعاملات بمعدل 13 في المائة مقارنة بالسيولة المدارة في تداولات أول من أمس، حيث وقفت السوق أمس عند مستوى 9562 نقطة بارتفاع 9 نقاط فقط تعادل 0.01 في المائة، عبر تداول 226.8 مليون سهم بقيمة 7.7 مليار ريال (2.05 مليار دولار). أمام ذلك أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الكوير، محلل مالي، أن ترقب النتائج المهمة في سوق الأسهم السعودية تسيطر على التعاملات، والتي تنتظر وبحرقة اتضاح المسار المستقبلي من خلال الكشف عن نتائج الشركات الكبرى في السوق والحسم في توجهات المؤشر العام، خصوصا أن ذلك يأتي في وقت تشهد السوق فيه تصاعدا مستمرا منذ دخول فترة النتائج الربعية.

ويؤكد المحلل المالي أن السلوك الحالي الذي يكتنف التعاملات ينبئ عن الايجابية في ما تستقبله السوق من نتائج مهمة، خصوصا مع اتضاح بعض الاشارات في هذا التوجه، من خلال تركيز السيولة على أسهم بعض الشركات ذات العلاقة، والذي يعني طمأنينة المستثمر للنتائج المرتقبة.

من ناحيته أشار لـ«الشرق الأوسط» خالد السلطان، محلل فني، أن المؤشر العام يسير وفق معطيات فنية ايجابية بالرغم من تضخم طفيف لبعض المؤشرات اللحظية، مؤكدا أن ذلك يفسر فنيا في رغبة السوق بالتأكيد على اختراق المسار الهابط الماضي، ومنح المسار الحالي مصداقية أكبر.