بري بعد مباحثاته مع مبارك: السعودية ومصر وسورية تستطيع مساعدة لبنان

أبو الغيط: لا علم لي بعقد قمة مصغرة في المستقبل القريب

TT

أجرى نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني مباحثات مكثفة أمس، في القاهرة، حول الأزمة في بلاده، واستعرض بري خلال لقاءين منفصلين مع كل من الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط، آخر التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة للوفاق بين القوى السياسية واللبنانية للوصول إلى الاستحقاق الرئاسي، فيما وصف بري لقاءه ومبارك بأنه كان «حميما وصريحا»، أشار إلى أن الحل لا يملكه هو وحده كرئيس مجلس النواب ولكن هو بيد كافة اللبنانيين.

وأوضح رئيس مجلس النواب اللبناني أن لقاءه مع الرئيس مبارك ركز بشكل أساسي على الوضع في لبنان، ولكنه تطرق إلى مجمل الهم العربي الكبير، والذي يؤثر بدوره على الوضع اللبناني مثل الشأن الفلسطيني، وما يحدث في قطاع غزة.. وكذلك الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني.. بجانب الوضع في العراق. وأوضح أن جولته الحالية للدول الفاعلة وعلى رأسها مصر تأتي نظرا لتأزم الوضع في لبنان والذي يعد استقراره ضرورة ليس للبنانيين فقط بل لكل عربي وكل مسلم ومسيحي.. مؤكدا أن مصر والسعودية وسورية تستطيع مساعدة لبنان ولكنها ليست بديلة عن اللبنانيين. وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برى إنه يدعو لحوار لبناني ـ لبناني حتى تخرج المبادرة العربية بشأن الأزمة اللبنانية من النفق المسدود الذي وصلت إليه، مؤكدا على ضرورة أن يكون هناك توافق لبناني داخلي يعتمد ويستند للمبادرة العربية التي تحظى بإجماع عربي.

وردا على سؤال عما إذا كان يحمل رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد، إلى الرئيس مبارك، نفى بري ذلك، وأضاف أنه وضع مبارك في أجواء اللقاءات التي عقدها في دمشق مؤخرا خاصة وأن سورية أكدت له في هذه اللقاءات التزامها نتائج الحوار اللبناني ـ اللبناني».

وأشار إلى أنه يدعو لجلسات مجلس النواب اللبناني والتي وصلت حتى الآن إلى 17 دعوة، لانتخاب رئيس الجمهورية.. إلا أنه لا يملك إجبار النواب على المشاركة في الجلسات. وقال بري «إن الكل في لبنان عائلة واحدة، وأن هناك مطالب للمعارضة وأيضا للموالاة لا يمكن أن تحل إلا من خلال الحوار».

وشدد بري «على أنه طرح عقد جلسة لمجلس النواب في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وأنه في هذا الصدد يدعو لبدء حوار بين الأطراف في الثامن عشر من الشهر نفسه حتى يتم التوافق قبل موعد الجلسة.. وإذا لم يحدث هذا التوافق فإنه يدعو لاستمرار هذا الحوار حتى بعد موعد انعقاد هذه الجلسة».

وعن موقفه من حكومة فؤاد السنيورة خاصة وأن القادة العرب يعترفون بشرعيتها، قال بري «إن القادة العرب يعترفون بهذه الحكومة التي يجب التعامل معها حتى لا يكون هناك فراغ بالمطلق في لبنان». وحول إمكانية تأجيل الحوار حتى يعقب انتخاب رئيس للجمهورية.. قال «إنه إذا تم التوصل لانتخاب رئيس الجمهورية ، فإننا قد لا نحتاج للحوار».. مضيفا «أنه عندما يدعو للحوار فهو (حكم) بالرغم من أنه من المعارضة.. وأنه عندما يجلس على مائدة الحوار يكون محاورا». وردا على سؤال عما تمثله سورية من إعاقة لانتخاب رئيس للبنان.. أجاب «إن أزمة لبنان لها اعتبارات كثيرة منها العلاقات السورية والسعودية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالإضافة للمعطيات الإقليمية مثل ما تفعله وتقوم به إسرائيل وعلى سبيل المثال مناوراتها الأخيرة التي يعتبر أحد أهدافها الانتقام من الانتصار اللبناني الأخير عليها.. بالإضافة إلى الاعتبار الأميركي الذي يهمه في المقام الأول ميزان الحرارة في بغداد».

وحول دعوة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لاجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الأزمة اللبنانية.. قال بري «إنه لا مجال الآن لنجاح هذه الدعوة وهذا الاجتماع، خاصة وأنه يأتي بعد قمة عربية لم يشارك فيها لبنان».. مشيرا إلى أن الدعوة لهذا الاجتماع هدفها بحث العلاقات السورية اللبنانية. وأردف رئيس مجلس النواب اللبناني قائلا «في رأيي أن هذا الموضوع بحاجة إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه .. وليس إعادة النظر».

وأكد أن لبنان بعيدٌ عن شبح حرب أهلية لأنه يوجد اتفاق بين كافة القيادات اللبنانية على عدم إيقاظ الفتنة مرة أخرى.. مشيرا إلى أن المقاومة اللبنانية لم تكن لغلبة فريق على آخر وأن الوحدة الوطنية هي أهم وسائل المقاومة.

من جانبه أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري أن العمل العربي والمصري سوف يستمر من أجل تحقيق انفراجة في الأزمة اللبنانية.. نافياً علمه بعقد أية قمة عربية مصغرة حول لبنان في المستقبل القريب.

وحول التحرك المكثف الذي بدأ منذ أيام وتمثل في محادثات الرئيس حسنى مبارك مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وزيارة أبو الغيط أمس الأول للسعودية، ووصول وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل للقاهرة أمس وما هو المطروح على جدول هذه التحركات في ضوء أزمة لبنان.. قال وزير الخارجية إن كل الجهد ينصب على التوصل لوضع عربي يتوصل لانفراجه في العلاقات العربية ـ العربية.. مؤكداً أن كافة الاتصالات المصرية تبحث في الوضع العربي بصفة عامة.

وأضاف أن الهدف من الاتصالات المصرية السعودية.. والمصرية الأردنية .. والمصرية اللبنانية هو شحذ همة الأمة في اتجاه الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وتحقيق انفراجة في المسألة اللبنانية والتوصل لفهم وتقييم مشترك لكل الأجواء المحيطة بنا.

وعما إذا كانت هناك أجواء إيجابية للوصول إلى حل للازمة اللبنانية قبل الثاني والعشرين من إبريل الجاري.. قال وزير الخارجية «إنه من الصعب الحديث اليوم، وفي خلال تسعة أيام يمكن حسم المسألة».. مشيرا إلى أن الأزمة اللبنانية تحتاج للمزيد من العمل الجاد والمشاورات والمواقف الإيجابية لتحقيق هذه الانفراجة. ووصف أبو الغيط محادثاته مع بري بأنها اتسمت بـ«الدفء والصراحة».. مؤكدا أنه استمع لأفكاره.. ووعده بأنه ستتم دراستها للبدء في خطوات جيدة في اتجاه تحقيق الانفراجة في لبنان.