أعلن الرئيس الكيني مواي كيباكي أخيرا تسمية زعيم المعارضة رايلا اودينغا رئيسا للحكومة بعد أن شهدت مفاوضاتهما لتقاسم السلطة تعثرات الاسبوع الماضي كادت ان تقضي على الاتفاق الذي توصلا اليه، وأعادت المخاوف باندلاع المواجهات الدموية من جديد بين المعارضة والموالاة. وبعد ان أعلن أودينغا الاسبوع الماضي وقف المفاوضات مع كيباكي بسبب رفضه القبول «بتقاسم عادل» للسلطة، استؤنفت المفاوضات قبل ايام وتوجت أمس باعلان كيباكي عن تعيين اودينغا في منصب رئيس الوزراء وذلك اثناء تلاوة تشكيل الحكومة الائتلافية، لينهي بذلك الازمة المستمرة في البلاد منذ الانتخابات الرئاسية نهاية العام الماضي والتي ادت الى اندلاع اعمال عنف ادت الى مقتل نحو 1500 شخصا.
وقال كيباكي إنه تم تعيين اوهورو كنياتا ممثل المعسكر الرئاسي وموساليا موسافادي ممثل الحركة الديموقراطية البرتقالية المعارضة، نائبين لرئيس الوزراء. وفي حديث من مقر الرئاسة الكينية في نيروبي ألقاها بحضور اودينغا، اعلن رئيس الدولة ان على الحكومة الجديدة ان «تحرص على بناء كينيا جديدة».
وكانت مصادر دبلوماسية وغربية وكينية ذكرت ان الرئيس الكيني مواي كيباكي وزعيم المعارضة رايلا اودينغا توصلا السبت الى اتفاق حول تشكيلة حكومة ائتلافية سيكشف عنها الاحد.
وقال مسؤول سياسي كيني لوكالة الصحافة الفرنسية طلب عدم الكشف عن هويته ان «المسؤولين اجريا محادثات اليوم (السبت) واتفقا على حكومة ائتلافية جديدة سيكشف عنها ظهر غد (الاحد)».
وأوضحت هذه المصادر ان كيباكي واودينغا عقدا لقاء استغرق ست ساعات في أحد المقار الرسمية للحكومة الكينية وسط البلاد. وذكر المصدر الدبلوماسي ان الرجلين يريدان تشكيل الحكومة قبل استئناف اعمال البرلمان المقرر يوم الثلاثاء المقبل.
وكانت المفاوضات لتشكيل الحكومة تتعثر حتى الان بسبب توزيع الحقائب بينما يتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلة العملية. وكان كيباكي واودينغا اعلنا انهما توصلا برعاية الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان، الى اتفاق حول حجم وتشكيلة الحكومة الائتلافية يقضي باستحداث منصب رئيس للوزراء. لكن منذ الخامس من ابريل (نيسان) يتحدث الجانبان عن خلافات عميقة ادت الى تعليق المفاوضات. وتوصل كيباكي واودينغا الى اتفاق في 28 فبراير (شباط) لاخراج البلاد من الازمة التي تلت الانتخابات. وصادق البرلمان بالاجماع على هذا الاتفاق في 18 مارس (آذار).