الصين تتهم الدلاي لاما بإفساد الألعاب الأولمبية وتعتقل 9 رهبان بوذيين

سفيرة بكين في لندن تدعو إلى تفهم بلادها وتنتقد الاحتجاجات التي رافقت شعلة الأولمبياد

TT

كثفت السلطات الصينية الحرب الكلامية ضد الزعيم الروحي لسكان التبت الدلاي لاما، واتهمته بتشجيع العنف ومحاولة «إفساد دورة الالعاب الاولمبية في بكين».

وقال بيان حكومي بثته وكالة أنباء شينخوا الرسمية: «إن الدلاي لاما في الواقع لم يتخل أبدا عن آمله في «استقلال التبت»، وشارك دائما في أنشطة سياسية معادية للصين تهدف إلى تقسيم البلاد ونسف الوحدة الوطنية تحت ذريعة الدين كستار لذلك».

وكان الرئيس الصيني هو جينتاو قد اتهم الدلاي لاما أول من أمس بـ«إثارة العنف» عبر الاحتجاجات الاخيرة و«إفساد أولمبياد بكين».

الى ذلك، افادت وكالة انباء الصين الجديدة ان السلطات الصينية اعتقلت تسعة رهبان بوذيين تبتيين بتهمة وضع قنبلة في مبنى حكومي بالتبت في 23 مارس (آذار) الماضي وتفجيرها. وقالت الوكالة نقلا عن شرطة التبت التابعة لبكين ان الانفجار استهدف مبنًى حكومياً في مدينة غيانبي باقليم التبت، ويتبع الرهبان لدير تونغكسيا.

واضافت ان «سيوانغ يكسي، احد المشتبه بهم، نقل على دراجة نارية قنبلة يدوية الصنع أدخلها الى المبنى بمساعدة (رهبان) آخرين. ثم فجروا القنبلة وفروا». وقالت ان الراهب رينكن جامكان،27 عاما، كان قائد المجموعة التي نفذت الهجوم، لافتة الى ان جميع المشتبه بهم ادلوا باعترافات.

وبث التلفزيون الرسمي مشاهد تظهر العديد من نوافذ المبنى محطمة، فضلا عن تناثر الزجاج داخله وامامه. من جهة أخرى، اعتبرت سفيرة الصين لدى بريطانيا فو ينغ في مقال نشرته صحيفة «صانداي تلغراف» البريطانية ان الاحتجاجات على الشعلة الاولمبية تبين وجود هوة تزداد عمقا بين الصين والغرب. وفي رسالة الى الصحيفة أخذت فو ينغ على المتظاهرين البريطانيين السعي للاستيلاء على الشعلة الاولمبية خلال مرورها في لندن واتهمت اجهزة الاعلام الغربية بنعت بلادها بأبشع النعوت. وقالت: «ما يقلقني هو الشعور المتبادل بين الصين والغربيين والذي ينطلق بسرعة في اتجاهات متعارضة».

واضافت: «كثيرون في الصين من الذين لهم آراء عاطفية حيال الغرب وجدوا انفسهم محبطين من محاولات وسائل الاعلام الغربية نعت الصين بابشع النعوت»، مشيرة الى ان الشبان الصينيين بدأوا من ناحيتهم بـ«مراجعة جماعية لحكمهم على الغرب». واعتبرت السفيرة ان الغربيين ليسوا مطلعين فعلا بشكل جيد على ما يجري في التبت. وقالت ايضا ان «الذين احتجوا بشدة ربما لم يتوجه الكثيرون منهم الى التبت». واضافت ان «العالم انتظر لأن تنضمَّ الصينُ إليه. يجب ان تتحلى الصين بصبر الانتظار حتى يتفهم العالم ما جرى».