طرد 1300 عنصر أمن لم يقوموا بواجبهم في مواجهات البصرة والكوت

بين المطرودين ضباط تتراوح رتبهم بين مقدم وعميد * قصف جوي أميركي شرق بغداد يوقع قتيلين * هجمات على «الصحوة» في كركوك

جنود بريطانيون يعدون ساتراً ترابياً في معسكر للقوات العراقية بكرمة علي شمال شرقي البصرة أمس (رويترز)
TT

طرد 1300 شرطي وجندي عراقي بسبب عدم قيامهم «بواجبهم» خلال المواجهات الأخيرة مع الميليشيات الشيعية في البصرة والكوت، حسبما أعلن مسؤول أمني عراقي رفيع أمس.

وقال اللواء عبد الكريم خلف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هؤلاء العناصر لم يؤدوا واجبهم في البصرة والكوت». واضاف «هناك الكثير من المؤشرات، ووجودهم هو لهذا الغرض»، في اشارة الى تقصير رجال الأمن في القيام بواجبهم خلال عملية «صولة الفرسان» التي بدأت في البصرة في 25 مارس (اذار) الماضي، وسرعان ما امتدت الى بغداد ومدن جنوبية اخرى. ودارت اشتباكات دامية بين القوات العراقية تدعمها قوات اميركية وميليشيات شيعية؛ ابرزها جيش المهدي استمرت ستة ايام في البصرة، أسفرت عن قتل المئات واصابة آلاف آخرين بجروح.

وقال خلف ان 921 من عناصر الشرطة والجيش طردوا في البصرة، بينهم 37 ضابطا كبيرا تتراوح رتبهم ما بين مقدم وعميد. واضاف ان المطرودين هم 421 من الشرطة و500 من الجيش، وحسب مصادر حكومية فان نحو الف عنصر أمن، بينهم كتيبة مشاة كاملة تمردوا وفي بعض الحالات سلموا اسلحتهم وعرباتهم للميليشيات. وفي الكوت، وحسب مسؤول أمني آخر، تم طرد 400 شرطي لرفضهم قتال الميليشيات.

الى ذلك، أبلغ نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، مستشار الرئيس الاميركي لشؤون العراق، بيرت جورك، بأن «استقرار الاوضاع في العراق يعتمد إلى حد كبير على اداء القوات المسلحة التي أثبتت العمليات الأخيرة في البصرة وبغداد انها بحاجة الى تأهيل في الجوانب المهنية والتسليحية. من ناحية ثانية وسعت القوات النظامية المشاركة في عملية «صولة الفرسان» بمحافظة البصرة، أمس، عمليات تطويق الأحياء السكنية ومداهمة المطلوبين للعدالة ومصادرة الأسلحة. من ناحية ثانية، أعلن الجيش الاميركي مقتل مسلحين وإصابة ثلاثة مدنيين بجروح في قصف جوي استهدف على ما يبدو «جيش المهدي» شرق بغداد. وقال شهود عيان في مناطق الجمعيات والكفاءات والمهندسين في البصرة لـ«الشرق الأوسط» إن الأجهزة الأمنية فرضت طوقا على الأحياء فيما شرعت مفارز من قواتها بمداهمة أعداد من الدور السكنية بعد توفر معلومات استخبارية عن وجود فلول من المسلحين الخارجين عن القانون. وذكر شهود آخرون إن قوات أميركية وأخرى بريطانية جابت شوارع وأسواق منطقتي الجزائر والساعي وسط المدينة في أجواء سادها الهدوء.

وكانت القوات الأمنية قد ألقت القبض على 14 مطلوبا وضبط كميات من الأسلحة والذخائر في مناطق متفرقة من المحافظة. وقال مدير غرفة العمليات في وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف للصحافيين «ان القوات الأمنية العراقية قامت بغلق جميع الطرق المؤدية الى مناطق القبلة والتميمية وحي الحسين وحي الأصدقاء، وان عمليات البحث والتفتيش تجري من بيت الى بيت في تلك المناطق». وأضاف خلف ان «عمليات الدهم والتفتيش أسفرت عن القبض على 14 مطلوبا وضبط الكثير من العبوات الناسفة وصواريخ ورشاشات متوسطة ومقاومات للطائرات فضلا عن 31 بندقية خفيفة».

من جهة اخرى، أعلن الجيش الاميركي مقتل اثنين من «المجرمين» وإصابة ثلاثة مدنيين بجروح في قصف جوي استهدف مجموعة تزرع عبوات ناسفة وتطلق النار من المنازل في شرق بغداد اول من امس السبت. وأكد ان القصف كان خلال عمليات عسكرية في شرق بغداد حيث تنشط ميليشيا جيش المهدي. واوضح ، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ان «سلاح الجو استهدف بعد ظهر السبت مجرمين يزرعون عبوات ناسفة على جانب احدى طرقات منطقة بغداد الجديدة، المجاورة لمدينة الصدر». وأضاف «خلال القصف، تعرضت آلية تابعة للجيش الاميركي لإطلاق نار من احد المنازل القريبة مما ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص وجنديين بجروح». وأعرب الكولونيل بيل بوكنر عن الأسف لإصابة المدنيين بجروح.

وتدور مواجهات متقطعة في مدينة الصدر منذ أواخر مارس (آذار) بين قوات اميركية وعراقية وجيش المهدي، الجناح العسكري للتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر. وقتل ما لا يقل عن مائة شخص خلال الاسبوع الماضي في بغداد معظمهم في مدينة الصدر، أبرز معاقل جيش المهدي في بغداد. وتصاعدت حدة التوتر بعد اغتيال رياض النوري مدير مكتب الصدر في النجف الجمعة. وأكد شهود عيان السماح بدخول الضاحية الشيعية عبر منفذ واحد من الجهة الشمالية في حين يستمر غلق منفذين آخرين.

الى ذلك، أفادت الشرطة العراقية بأن أحد عناصر مجلس الاسناد (الصحوة) قتل أمس وجرح خمسة آخرون في سلسلة اعمال عنف في مناطق متفرقة في كركوك. فقد ذكر مسؤول في شرطة كركوك لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) أن عبوة ناسفة انفجرت ظهر أمس بحافلة تقل افرادا في الجيش العراقي وعناصر الصحوة قرب نقطة تفتيش في حي واحد حزيران جنوب كركوك، مما أدى إلى إصابة اثنين من ركاب الحافلة بجروح، فيما قتل احد عناصر الصحوة لدى انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في قرية ديرش التابعة لناحية الزاب.

وأوضح المصدر أن ثلاثة من عناصر الصحوة أصيبوا بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة الدبس شمال كركوك، فيما تمكنت قوات الشرطة من اعتقال أربعة اشخاص استنادا الى معلومات استخباراتية للاشتباه بتورطهم بأعمال ارهابية. وذكر المسؤول أن ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت اليوم على المقر الرئيس للقوات الاميركية من دون معرفة حجم الأضرار.