الملك عبد الله: التأريخ أثبت أن كل المتطرفين عبر العصور تطايروا في مهب الريح وبقيت الأكثرية المؤمنة المعتدلة

رعى انطلاق أعمال المؤتمر العام للجامعات العربية ومنح الدكتوراه الفخرية في العلوم الأمنية

خادم الحرمين خلال رعايته لحفل افتتاح المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية وإلى جانبه الأمير نايف (تصوير: خالد الخميس)
TT

شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمس، على ضرورة التصدي لظاهرة الإرهاب، مشيرا إلى «الفكر القاتل الذي يحول الشباب المغرر به إلى أدوات قتل وتدمير».

وقال الملك عبد الله في الكلمة التي ألقاها خلال رعايته لحفل افتتاح أعمال الدورة الـ41 للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية الذي تستضيفه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، «لقد أثبت التأريخ ان كل المتطرفين عبر العصور تطايروا في مهب الريح، وبقيت الأكثرية المؤمنة المعتدلة».

وأعلن الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، رئيس مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، منح الملك عبد الله بن عبد العزيز، الدكتوراه الفخرية في العلوم الأمنية، وهي المرة الأولى التي تمنح مثل هذه الدرجة في تاريخ الجامعة.

وأوضح الملك عبد الله بن عبد العزيز، في كلمته، قبوله بهذه الجائزة «نيابة عن جنودنا البواسل من الشهداء، وعن الأبطال الذين يقفون الآن برجولة وشهامة يدافعون عن مقدسات هذا الوطن الغالي». وجاءت كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز، على النحو التالي:

«بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد القائل «من حمل علينا السلاح فليس منا».

وبعد، أيها الإخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر لجامعة نايف للعلوم الأمنية هذا التكريم، وأقبله نيابة عن جنودنا البواسل، من الشهداء، وعن الأبطال الذين يقفون الآن برجولة وشهامة يدافعون عن مقدسات هذا الوطن الغالي وأمنه وسلامته.

أيها الإخوة الكرام، إن الجريمة تبدأ في العقل المنحرف المريض، وجرائم الإرهاب بالذات، لا تُولد إلا في أشد العقول ظلاما وضلالا، وحين نتصدى للإرهابيين، يجب أن نتصدى في الوقت نفسه للفكر القاتل الذي يحّول الشباب المغرر به إلى أدوات قتل وتدمير، ومن هنا تكون أهمية العمل الذي تقومون به في هذه الجامعة الفتية.

أيها الإخوة، إن الإسلام دين الوسطية، ولقد أثبت التاريخ أن كل المتطرفين عبر العصور تطايروا في مهب الريح وبقيت الأكثرية المؤمنة المعتدلة، وأن هذا الشعب النبيل الذي سار وراء قائده المظفر جلالة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ لإقامة دولة تحكم الكتاب والسنة، سيقف ـ بإذن الله ـ سداً منيعاً في وجه فلول الضلال وأتباع الشيطان. هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

إلى ذلك، امتدح الأمير نايف بن عبد العزيز، موقف خادم الحرمين الشريفين في مواجهة الإرهاب ومكافحته. وقال مخاطبا الملك عبد الله بن عبد العزيز، «يشرفني يا خادم الحرمين الشريفين، كما يشرف إخواني رؤساء ومديري الجامعات العربية أن نلتقي بمقامكم السامي الكريم في هذه المناسبة التاريخية معتزين برعايتكم الكريمة لأعمال هذا المؤتمر الذي يؤكد عظيم اهتمامكم بالبعد الفكري في مواجهة العمل الإرهابي.

يا خادم الحرمين الشريفين إنني أقولها شهادة للتاريخ وحقيقة لا تنقصها الشواهد بأن موقفكم الحازم وعزمكم الجازم وتوجيهاتكم الرشيدة ومتابعتكم السديدة كانت هي العزوة والعزيمة في مواجهة الإرهاب ودحر الإرهابيين، بل انها كما هي في نفوس رجال الأمن عزيمة وإصرار، كانت في نفوس الإرهابيين هزيمة واندحارا. فصان الله بكم حوزة الإسلام وجماعة المسلمين ودحر بكم فلول الإرهاب ودعاته الضالين.

لقد جعلتم رعاكم الله برؤيتكم الثاقبة وقيادتكم الرشيدة من هذه البلاد ورجالها قلعة صامدة في مواجهة الفئة الضالة، ليشهد العالم بكل تجرد وإنصاف على قوة الموقف السعودي المشرف في مواجهة الإرهاب وصون منطلق الإسلام ورسالته إلى العالمين من حقد الحاقدين وشرور المغرضين.

إننا يا خادم الحرمين الشريفين نقف اعتزازا ويقف التاريخ إجلالا لمواقفكم المشهودة ورعايتكم المجيدة للأمن ورجاله وجهوده ليس في هذا البلد فحسب، ولكن على امتداد عمقنا العربي وبعدنا الإسلامي ومنظورنا العالمي. نسأل الله لكم جزيل الأجر، ومنا عظيم الامتنان والشكر. كما يشرفني في هذا اللقاء التاريخي بمقامكم أطال الله عمركم أن نعلن أمامكم قرار مجلس الجامعة في دورته السادسة والثلاثين بتاريخ 30 / 2 / 1429هـ منحكم درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الأمنية والتي تمنح لأول مرة في تاريخ هذه الجامعة. ونتشرف كما تتشرف هذه الجامعة العربية قبولكم الكريم لهذه الدرجة الفخرية تقديرا وعرفانا. حفظكم الله وأدام عزكم».

وكان خادم الحرمين الشريفين قد شاهد في اطار رعايته للحفل مجسماً لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، واستمع إلى شرح واف من وزير الداخلية رئيس مجلس إدارة الجامعة، ورئيس الجامعة، عن تاريخ جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وأهدافها ونشاطاتها المختلفة.

وحضر الحفل الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير ممدوح بن عبد العزيز، والأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمراء ومفتي عام المملكة والعلماء والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى السعودية وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

ويهدف المؤتمر، الذي يحضره أكثر من 160 رئيس ومدير جامعة عربية، إلى توثيق التعاون بين الجامعات العربية وتنسيق جهودها فيما بينها ومع الجامعات والمؤسسات الإقليمية والدولية ذات الصلة، وتشجيع إنشاء مراكز البحوث ودعم إجراء البحوث العلمية، وضبط جودة التعليم الجامعي والعالي وضمان نوعيته، ودعم وتحفيز الإبداع والأنشطة الطلابية المشتركة بين الجامعات العربية، وإحداث نوع من التوازن بين متغيرات الكم والكيف في التعليم الجامعي إضافة إلى تطوير نظم الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعات العربية. يشار إلى أن جامعة نايف ترتبط بعلاقات وصلات دولية عديدة، حيث تتمتع الجامعة بعضوية الاتحادات الجامعية العربية والإسلامية والدولية، وبالذات الاتحادات الجامعية على الصعيدين العربي والدولي، وهي عضو عامل باتحاد الجامعات العربية، كما تتمتع في الوقت ذاته بعضوية رابطة الجامعات الإسلامية والاتحاد العالمي للجامعات والكليات، والاتحاد العالمي لرؤساء الجامعات، واتحاد الجامعات العربية الأوروبية، واتحاد جامعات العالم الإسلامي، فضلا عن عضويتها للمنظمة العربية للمسؤولين عن القبول والتسجيل، وعضوية مجلس تدريب طلاب الجامعات العربية، واختارها المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في دورته الأربعين عضواً في مجلس ضمان الجودة والاعتماد في الجامعات العربية.

وترتبط الجامعة باتفاقيات تعاون مع مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، ومكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للطفولة، إضافة إلى تعاونها العلمي مع قطاعات التدريب بوزارات الداخلية في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية، مثل فرنسا، وإسبانيا، والتشيك، وألمانيا، وهولندا، والنمسا وكندا، والصين والصين الوطنية.

ووقعت الجامعة أكثر من 90 مذكرة تفاهم علمية مع أعرق الجامعات العربية والدولية بما يعكس المستوى المتميز الذي وصلت إليه، حيث تتبوأ مكانة علمية رائدة وفريدة عربياً ودولياً.