عمرو موسى: لبنان في حاجة إلى حكومة وحدة وطنية ولا جدوى الآن من اجتماع وزراء الخارجية العرب

قال لـ«الشرق الاوسط» إن عملية «أنابوليس» في طريقها إلى الفشل وطالب بتفكير سياسي جديد للقضية الفلسطينية

أعمرو موسى اثناء حديثه لـ"الشرق الأوسط"(تصوير: حاتم عويضة)
TT

وصل امين عام الجامعة العربية عمرو موسى الى العاصمة البريطانية بمناسبة استضافة معرض لندن للكتاب والثقافة العربية كضيف شرف. وعلى الرغم من ان الزيارة كانت تركز على القضايا الثقافية، الا ان المشاكل العربية السياسية لم تكن بعيدة عن بال موسى الذي التقى برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قبل ساعات من توجهه الى لندن. وفي حديث خاص مع «الشرق الاوسط»، شدد موسى على ان لبنان «بحاجة الى حكومة وحدة وطنية» في اقرب وقت ممكن. وأضاف ان النقطة الاولى تعتمد على انتخاب رئيس لبناني يمكن ان يلعب دوراً في التوافق بين الاطراف اللبنانية. وحذر موسى القادة الفلسطينيين من حماس وفتح من انهم سيتحملون مسؤولية خسارة القضية الفلسطينية في حال فشلوا في التفاوض و«الجلوس معاً»، مضيفاً ان عملية السلام التي اطلقت في اجتماع «أنابوليس» في طريقها الى الفشل. وفي ما يلي نص الحوار:

* بذلت جهود واسعة في لبنان وما زالت الازمة قائمة، فهل هناك افق للحل وما هي ابرز العقبات؟

ـ طبعاً، دائماً هناك افق للحل ولا داعي لليأس، المهم في هذا الاطار ان نظل جادين ومنشغلين ونشطاء في التعامل مع الوضع في لبنان، لأن لبنان حلقة ضعيفة في السلسلة العربية ولا نريد لها ان تستغل في هذه الظروف القاسية جداً في الشرق الاوسط والعالم العربي وان تكون مسرحاً للمنافسة او لعب دور سياسي لصالح اطراف اقليمية او دولية ولغير صالح استقرار لبنان نفسه.

* ما هي العقبة الرئيسية أمام الحل في لبنان الآن؟

ـ هناك اكثر من عقبة، لو كانت هناك عقبة واحدة لكنا جبناها وكسرناها. أولا، مثلت الوضع في لبنان مثل البناية من اربعة طوابق، طابق لبناني يعيش فيه اللبنانيون وطابق عربي وطابق اقليمي وطابق دولي وهناك مصعد طالع نازل بين الطوابق وهناك فوضى. اذاً، هناك مشكلة لبنانية بأربعة اركان لا بد لها جميعاً انها تجتمع لتحل المشكلة، فلو اجتمع ثلاثة وليس الرابع ستبقى المشكلة، سواء تركنا الموقف الدولي من دون ان ننتبه اليه أو تركنا الموقف الاقليمي من دون ان نتحسب ازاءه او تركنا الموقف العربي ليكون منقسماً فيما يتعلق بلبنان او تركنا الزعماء اللبنانيين من دون ان نجمعه. الموقف في لبنان معقد صحيح انما نستطع ان نجمعه ونفهمه بهذه الطريقة.

* ولكن من الصعب ان تجتمع كل هذه العوامل ويتم التوافق بين كل هذه الجهات؟

ـ نعم انه صعب ولكنه ليس مستحيلا، لأن هذا الوضع ممكن انه اذا حلينا اية مشكلة اخرى ان تكون لها ابعاد مختلفة. ولو ان هناك اهتماما من هذه الاطراف كلها، تنحل.

* هناك صيغ مختلفة طرحت حول تشكيل الحكومة، مثل المثالثة والمبادرة العربية، ما تفاصيل الصيغة التي قد تجتمع عليها الاطراف اللبنانية؟

ـ التفاصيل هذه في الفترة السابقة، اليوم نحن نتحدث عن انتخاب رئيس جمهورية والاتفاق على حكومة وحدة وطنية ومعالجة العلاقات السورية ـ اللبنانية، هكذا الاطار العمل. بالنسبة الى رئيس الجمهورية هناك اتفاق على واحد، توافق في الاراء على واحد، فما دام هناك اتفاق لماذا لا ننقله من صفة المرشح الى صفة الرئيس حتى يلعب دوره ويستطيع ان يقود عملية التوافق.

في اطار الاتفاق الشامل التي تقضي به المبادرة، المبادرة لا يجب ان تستغل لصالح تأجيل الانتخاب، العكس يجب ان تجير المبادرة لصالح تعجيل الانتخاب وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. لبنان في هذه المرحلة المنقسم فيها وفي هذه المرحلة الخطيرة وفيها نزاع خطير محتاج الى حكومة وحدة وطنية.

* ولكن كيف يمكن تشكيل هذه الحكومة؟

ـ رئيس الجمهورية هو الذي يشكلها، لا نستطع تشكيلها نحن ولكن نستطيع الاتفاق على ابعادها الواسعة.

* كيف يتم هذا الاتفاق وما توقعاتكم لها؟

ـ هنا تأتي المبادرة العربية وجهودنا.

* هناك دائماً حديث عن الدور السوري في الازمة اللبنانية، البعض يراه معرقل وآخر ايجابي...

ـ انا لا ادخل في هذا الكلام لأن العرقلة ممكن النظر اليها من ابعاد مختلفة وتوجيه الاتهام الى الكثير من الجهات بما فيها جهات لبنانية... ونحن الآن نحتاج الى ان نجمع لا ان نفرق ونوجه الاتهام.

* تقول ان هناك اتفاقا على الرئيس ولكن التركيز على الصيغة التي يمكن الاتفاق عليها بشأن الحكومة، فما آخر مستجدات العمل على هذه الحكومة؟

ـ لا يمكن تشكيل الحكومة قبل الانتخاب، الدستور يقول ان تشكيل الحكومة يتم بعد انتخاب الرئيس.

* متى تتوقع حل مشكلة الرئاسة؟

ـ في اية لحظة انما ممكن ان هذا لا يحصل، أرى الآن التحرك نحو الرئيس وأرى انه يجب التأكيد على حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الاطراف اللبنانية، مشاركة حقيقية مسألة مهمة جداً.

* هل هناك تنسيق بين رئيس مجلس الشعب اللبناني نبيه بري والجامعة العربية في تحركاته الاخيرة لحل الازمة؟

ـ طبعاً، كنت مساء (الأحد) مع الرئيس بري، اجتمعنا لوقت طويل. ومع الاسف هو وصل متأخرا يوم الاحد وانا غادرت (الاثنين) مبكراً للمجيء الى لندن ولكن تبادلنا وجهات النظر بطريقة تفصيلية وقبلها كنت اتكلم مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ومن قبلها كنت في شرم الشيخ للقاء خادم الحرمين الشريفين (الملك عبد الله بن عبد العزيز) والرئيس حسني مبارك وقبلها كنت في سورية وتكلمت مع الرئيس بشار الاسد.

* وهل البوادر ايجابية؟

ـ النوايا ايجابية

* والبوادر؟

ـ سنراها لاحقاً

* هل اصبح هناك خطان موازيان الان بين تحركات نبيه بري من جهة وتحركات الجامعة العربية من جهة اخرى؟

ـ لا، انه خط واحد.

* تحدثت في كلمتك امام القمة العربية عن العلاقات العربية ـ العربية واعتبرت انها اصبحت نموذجاً بما لا يجب ان تكون عليه العلاقات...

ـ بالضبط، نحن لا يجب ان يكون اسلوبنا رمي المسؤولية على الاخرين، فنحن مسؤولون واخطأنا في امور كثيرة وتأخرنا في اخذ اجراءات مهمة كان يجب ان نتخذها وسمحنا بالكثير من الخلافات والكثير من الشروخ ولذلك نحن مسؤولون وعلينا مسؤولية كبيرة جداً في ما حدث. لا استبعد ابدا المخططات الخطيرة من الخارج ولكن نحن مسؤولين ويجب انه عندما نرى مخططات خطيرة نفرضها واذا كان شيء جيد نقبله.

* تلتقي بالقادة العرب بتواصل، هل هناك امل بتعدي هذه المرحلة؟

ـ نعم هناك امل ومن الضروري ان نتعدى هذه المرحلة من اجل المصلحة المشتركة.

* هناك مطالبة بانعقاد اجتماع لوزراء الخارجية العرب من اجل بحث الازمة اللبنانية، هل من جدوى في مثل هذا اللقاء؟

ـ لا يوجد طلب رسمي حتى الآن، وليس الآن (نعقد الاجتماع).

* متى سيكون الوقت مناسباً لعقد الاجتماع؟

ـ اولا هناك موعد لانتخاب رئيس الجهورية في 22 ابريل (نيسان) الحالي، وثانياً هناك مقترحات لبنانية وهناك اعادة تموقع بين القوى السياسية اللبنانية، زائد ان هناك مسألة العلاقات السورية ـ اللبنانية ويجب ان يكون الطرفان جاهزين لنتحدث عن ذلك. فالاجتماع فقط للاجتماع، لا. ولكن من حيث المبدأ، من الضروري انعقاد وزاري ليس فقط بسبب لبنان ولكن ايضاً أنابوليس.

* هل لمست استعدادا سوريا لتحسين العلاقات؟

ـ نعم بالطبع والعكس صحيح. خطاب الرئيس بشار الاسد وتصريحات زعماء الاكثرية وآخرين في لبنان هناك اقتناع ان العلاقة السورية ـ اللبنانية اساسية ورئيسية لاستقرار هذه المنطقة.

* ننتقل الى العراق، هل كان يمكن تدارك الموقف حتى لا يتحفظ العراق على البيان الختامي للقمة؟

ـ لو جلسوا معاً، كان ممكنا. كانت هناك مسألة جاءت بسرعة في الآخر بالنسبة للبيان. ولكن وضع العراق معقد وفيه وجهات نظر مختلفة، انما كلها تتجه نحو كيف نساعد العراق والعراق الجديد، فالعراق القديم انتهى. اذا ما هو العراق الجديد. يجب ان يكون عراقا عربيا، ويسمح للعراق ان يلعب دوره الرئيسي في العالم العربي وعدم قبول الانقسامات الحالية مثل السنة والشيعة والميليشيات. يحب ان نتخلص من كل هذه الامور، لا يصح هذا الكلام وفي رأيي هذا الكلام ردة كبيرة الى الوراء وحري بالعراق ان يكون لكل مواطنيه وهذا طريق المستقبل.

* دائماً هناك تركيز على هوية العراق العربية وهذا ما ينص عليه الدستور العراقي...

ـ طبعاً عربي، وانا كنت من ضمن من صاغوا هذه الفقرة...

* ولكن العراقيين يعتبون بان هناك غيابا عربيا، هل تقبل هذا العتب؟

ـ قابلين هذا العتب، المسألة مسألة امنية لا اكثر ولا اقل، الناس خايفة تروح بعد الذي حصل لسفير مصر ولعضوين من سفارة الجزائر وعدد آخر من سفارة الامارات، فهناك رسالة... ولكن مع ذلك هناك مكتب لجامعة الدول العربية... هذه مسألة وقت.

* بعيداً عن التمثيل، هل هناك دعم عربي كاف للحكومة العراقية؟

ـ كلمة كاف نسبية... يوم 22 من هذا الشهر نلتقي في الكويت، دول جوار العراق ومصر والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي والامم المتحدة ودول اوروبية، اذاً هناك عمل يتم. وهذا ليس الاجتماع الاول، اول من امس كان هناك اجتماع في دمشق وقبل ذلك كان اجتماع في شرم الشيخ وهكذا.

* هناك مخاوف من ان الغياب العربي، وخاصة في التمثيل والتواصل مع العراقيين، ترك مجالا لايران؟

ـ لا لا لا، ابداً غير صحيح. كان هناك سفراء.. لا علاقة لوجود ايران، فايران لها مصالح معينة واضحة ونحن ايضاً لنا مصالح، ليست على حساب العراق أو لنقسم العراق أو نتعامل مع ثروة العراق، انما لنحتضن العراق. واذا كانت هناك مصالح ايضاً مشروعة فلا مانع ان نتكلم كيف نحمي هذه المصالح ولكن في اطار سيادة العراق ولا من وراء العراق.

* وما هي هذه المصالح؟

ـ هذه مسألة كبيرة وليس الوقت الآن في الدخول في ذلك، ولكن هناك مصالح بالطبع للعالم العربي الذي العراق ليس فقط جزء منه ولكن دولة كبيرة فيه، دولة مؤسسة لنظامه.

* لعبتم دوراً في موضوع المصالحة العراقية قبل سنوات ولكن لم يتواصل هذا الدور، لماذا؟

ـ لأن هناك من كان يرفض ان تكون المصالحة عربية.

* يعني من اطراف عراقية أم اجنبية؟

ـ اطراف يمكن ان تكون اقليمية ودولية اكثر منها عراقية. ولكن لا بد من التغلب على هذا، لأن العراق سيظل جزءا من المنطقة العربية والمنطقة العربية لها قولها في هذا ودورها في احتضان العراق، وليس في تسيير العراق. ولكن كان هناك وقت في العراق لم يكن بالامكان مساعدته، عامي 2003 و2004، وقت الغزو الاميركي والوجود الاميركي المكثف، كيف يحضر العرب؟ يشاركوا في القوات الاجنبية؟ هذا كان مستحيلا. اردنا ان نفهم اين نذهب والعراق يذهب الى اين.

* والآن؟

ـ ضروري، لا مفر ابداً من ان يكون هناك دور عربي فاعل ورئيسي في العراق وان يكون للعراق دور فاعل ورئيسي في العالم العربي والاثنين في قضايا الشرق الاوسط.

* هناك مخاوف من تمدد ايراني في المنطقة، اذا كان في العراق أو فلسطين أو لبنان أو غيرها، هل تخشون من هذا التمدد؟

ـ الدول مصالح وايران دولة في المنطقة ولا ننكر عليها هذا ولا نستطيع ان ننكر عليها ذلك، لديها مصالح وطموحات معينة في المنطقة. المهم ان تكون هذه المصالح متناسقة مع مصالح الآخرين وهذا يقتضي حواراً عربياً – ايرانياً جاداً.

* هل تدعون لمثل هذا الحوار؟

ـ دعوت اليه سابقاً وادعو اليه مجدداً.

* هل تخشون من عسكرة البرنامج النووي الايراني؟

ـ التقارير الرسمية الصادرة من كل اجهزة المخابرات الاميركية تقول ان ليس هناك برنامج نووي ايراني عسكري، لا يوجد تقرير واحد من وكالة الطاقة الذرية الدولية يقول بأن هناك برنامجا عسكريا، فالتقارير تأتي من اين (خلافاً لذلك). ونحن استمعنا في السابق عن تقارير كثيرة لديها مغالطات في المعلومات ولكن لدينا تقريرين من طرفين مهمين، سواء المخابرات الاميركية أو الوكالة الدولية. انما نحن ضد أي برنامج عسكري ولذلك نحن ضد البرنامج العسكري الاسرائيلي ايضاً ولا نستطيع ان نهضم أو نفهم أو نتعامل مع كلام عن خطورة البرنامج الايراني وعدم خطورة البرنامج العسكري الاسرائيلي. اذا اردنا الكلام عن الوضع النووي في المنطقة نتكلم عن الاثنين، والحقيقة الكلام عن البرنامج النووي الاسرائيلي لأن حتى الآن لا يوجد كلام ان البرنامج الايراني النووي عسكري.

* لننتقل الى فلسطين، الحوار بين فتح وحماس، اين وصل؟

ـ يجب ان يتم، ان يكون هناك «فلسطينيون» مسألة غير مقبولة ولن تكون، فهي فلسطين واحدة ونحن كلنا ندعم فلسطين واحدة ولن نقبل بـ2 فلسطين. واذا سيكون هناك 2 فلسطين لن يكن هناك حل وسيفقدوا القدس وحق اللاجئين ويفقدوا ارضهم كلها. عليهم الجلوس معاً وعدم جلوسهم معاً يحملهم مسؤوليات كبرى عن مستقبل قضيتهم ويصبحون هم المسؤولون عن فشلها وعن خسارتها. ولكن هذا وجهاً واحداً للعملة، فعلى الوجه الآخر الموقف الاسرائيلي الذي لا يريد السلام على الاطلاق، ان لم يكن ايضاً له اصابع في الخلافات القائمة.

* ولكن كانت هناك جهود عربية، اذا كانت من المملكة العربية السعودية أو من اليمن، لجمع الطرفين...

ـ لم نصل بعد الى محطة رئاسية لهذه القضية رغم الجهود المشكورة سواء من جانب المملكة العربية السعودية او اليمن أو مصر.

* وما هي مسؤولية جامعة الدول العربية من غزة المحاصرة وابنائها؟

ـ مسؤوليتنا كبيرة جداً، ونحن خلال هذا الحصار حولنا مئات الملايين من الدولارات ونقلتها الجامعة العربية رسمياً الى اهل غزة والسلطة الفلسطينية في رام الله. عندنا تقارير تثبت ان السلطة الفلسطينية حولت اموالاً كثيرة لدفع مرتبات غزة. ولكن كل هذا غير كاف.

* لمحت حركتا حماس والجهاد الى احتمال خرق حدود مصر من جديد...

ـ هذا كلام لا يصح ان يقال أو يفعل، هذه الحدود القائمة يجب ان تحترم، انما ايضاً مصر تحاول ان تلبي احتياجات الغزاويين تحت الحصار وترسل الكثير من المعونات. اذا احتاجوا عبور الحدود، يطلبوا ولن تغلق هذه الحدود في اوجههم. يجب ان يتم كل شيء بنظام على اساس انهم اخوان وليسوا اعداء حتى نتكلم عن اختراق، فهناك فرق بين الاثنين.

* هل هناك نتائج تذكر لاجتماع «أنابوليس»؟

ـ لا، مع الاسف من الواضح انها في طريقها الى الفشل.

* هل من جدوى من اجتماع في موسكو؟

ـ هذا اجتماع تقييم، ضروري حتى نقول لهم تفضلوا، اجتمعنا بأنابوليس بحوالى 60 دولة وفات 5 اشهر وعملتم ماذا؟ لم نر شيئا ولم نفعل شيئا لم نكتب ورقا أو شيئا.

* هل هذا يعني انه لا يمكن قيام دولة فلسطينية بحلول نهاية العام مثلما تقول الادارة الاميركية؟

ـ هل سيكون اعلان فقط على ورقة؟ اين ازالة المستوطنات وتنظيف الارض؟ وأين الحدود وموضوع القدس واللاجئين؟ هل فقط كلمة دولة، هل ينضحك علينا، لا ارى أي شيء على الارض او على الطوالة يؤدي الى ذلك. من الواضح ان أنابوليس لم يؤد الى النتيجة المطلوبة وبالتالي هناك علامة استفهام على امكانية قيام دولة فلسطينية في نهاية عام 2008 وعملية استفهام ما يجب ان نفعله في حال فشلت عملية أنابوليس وقيام دولة فلسطينية في نهاية العام...يجب ان تكون هناك حركة سياسية مختلفة.

* لننتقل الى موضوع يهم كل الناس بشكل مباشر وهو ارتفاع الاسعار الغذائية حول العالم، هل هناك خطط عربية لمعالجة احتياجات الناس؟

ـ الآن اصبحت هناك خطة، الآن نتحدث عن زراعة القمح والغذاء في الاراضي العربية الخصبة مثلا في السودان، وهناك الكثير من المشروعات المشتركة وهناك وعي. طبعاً مشكلة الغذاء اصبحت مشكلة رئيسية وبالذات في دول فيها فقر كبير وفيها سكان كثر وهذا تحد ضخم جداً يجب الا نتجاهله.

* هل هناك خطة عربية شاملة لمواجهة هذا التحدي؟

ـ في الايام العشرة الاولى من يناير (كانون الثاني) المقبل ان شاء الله القمة الاقتصادية التنموية في الكويت وستتعرض لهذا الموضوع.

* يرى البعض ان الجامعة العربية تركز بشدة على بعض القضايا مثل لبنان وتغيب عن دور فاعل في قضايا اخرى مثل قضية الصحراء والصومال ودارفور، لماذا؟

ـ نحن اهتممنا بموضوع دارفور وكانت الجامعة العربية اول من تعرض لهذا الموضوع ونعمل عليه مع الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وكذلك في قضية الشمال والجنوب. والصومال ايضاً، دعمنا الصومال حتى تم انتخاب الرئيس والبرلمان وتشكيل حكومة وما زلنا نعمل عليه.

نحن مهتمون في هذه القضايا ولكن هناك قضايا تأخذ عناوين الصحف واخرى لا. انا اهتمامي في القرن الافريقي مثل اهتمامي في العالم العربي وانا افهم تماماً قيمة الترابط الافريقي ـ العربي وبالذات القرن الافريقي في الظروف حالياً.