أبو علاء غير راض عن وثيقة تفاهمات بين أولمرت وأبو مازن

احتمال إعلانها خلال مشاركة بوش إسرائيل في احتفالات ذكرى قيامها الـ60

TT

كشفت مصادر سياسية في اسرائيل ان رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، أحمد قريع (أبو علاء)، غير راض عن «وثيقة التفاهمات» التي يسعى الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، للتوصل اليها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، وينويان اعلانها في منتصف مايو (أيار) المقبل خلال وجود الرئيس الأميركي، جورج بوش في اسرائيل للمشاركة في احتفالات اسرائيل بذكرى قيامها الستين. وقالت المصادر ان الادارة الأميركية تمارس ضغوطا شديدة على الطرفين حتى يتوصلا الى هذه الوثيقة، التي يراد لها أن تكون أساسا للمفاوضات حول التسوية الدائمة. وان الرئيس بوش معني بإعلانها خلال زيارته، حتى تعطى الزيارة مضمونا وحتى يبدأ الشعبان في ادراك حقيقة وجود تقدم في المفاوضات.

لكن أبو علاء، الذي يدير المفاوضات الرسمية مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيبي ليفني، يعتقد بأن مفاوضات أبو مازن مع أولمرت تولد ضربا من الازدواجية التي تذكر بمفاوضات أوسلو السرية التي أجراها الرئيس الراحل ياسر عرفات (وأدارها أبو علاء نفسه في حينه)، من وراء ظهر الوفد الفلسطيني برئاسة الراحل حيدر عبد الشافي في واشنطن في سنة 1993. وحسب صحيفة «معاريف» الاسرائيلية فإنه في حين يتفق أولمرت ولفني ويحافظان على التنسيق بينهما في قناتي التفاوض، فإن أبو علاء يشعر بأن محادثات أبو مازن مع أولمرت تؤثر بشكل سلبي على مفاوضاته وفي بعض الأحيان تعرقلها. وذكرت هذه المصادر ان ابو علاء فوجئ باللقاء الذي عقد في القدس الغربية، الليلة قبل الماضية، بين أولمرت وأبو مازن، وسمع عنه وهو خارج الوطن من نشرات الأنباء. ولم يخف غضبه ازاء ذلك. يذكر ان كلا الطرفين، أولمرت وأبو مازن، لم يفصحا عن المضمون الحقيقي للقاء المفاجئ المذكور. وأن كل ما نشر حوله اعتمد بالأساس على التقديرات. فقال البعض انهما تباحثا حول «وثيقة التفاهمات». وقال البعض الآخر ان أبو مازن طلب اللقاء لكي يقنع أولمرت بضرورة عدم الانجرار وراء «حماس» وعملياتها العسكرية والاستمرار في فتح المعابر مع قطاع غزة وفك الحصار لأن «الحصار لا يساعد سوى سياسة «حماس»، التي تخطط لدفع اسرائيل الى تشديد الحصار حتى تمارس الضغوط الدولية على اسرائيل وتعود دول أوروبا الى فتح حوار معها (أي مع «حماس»). وقال البعض ان اللقاء عقد في هذا الوقت لأنهما لا يجدان وقتا آخر، حيث ان ابو مازن سيغادر المنطقة الى الخارج طيلة اسبوعين وفي اسرائيل سيحل عيد الفصح طيلة الأسبوع المقبل.

بيد ان الأمر الأساس هو ان أبو مازن وأولمرت ينجحان في الحفاظ على سرية محادثاتهما ووتيرتها العالية، كما يطلب الأميركيون. والامتحان الحقيقي لهما ستظهر نتائجه في منتصف مايو المقبل، عندما يصل بوش. للمشاركة في احتفالات اسرائيل, ولكنه يريد اعطاء مضمون اضافي لزيارته. وحسب مصادر اسرائيلية مطلعة، فإن بوش يريد ان يقدم «هدية ثمينة» لاسرائيل بهذه المناسبة، ولكنه يخشى ان يفسر ذلك بشكل سلبي في العالم العربي. فالعرب يحيون في هذه الفترة ذكرى مرور 60 عاما على النكبة وتشرد الشعب الفلسطيني المستمر حتى اليوم، ولن ينظر بعين الرضى الى مكافأة أميركية لإسرائيل في هذه المناسبة. لذلك فإن بوش ينوي الظهور بموقف متوازن إزاء الطرفين. ويمارس الضغط للتوصل الى تفاهمات بين قائدي البلدين.

يشار الى ان الرئيس الفلسطيني سيغادر الى واشنطن بعد حوالي أسبوعين بناء على دعوة بوش. وفي الأسبوع المقبل سيصل الى إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية، ستيف هادلي، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض. وستعقبه وزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، في زيارة أخرى بعد عودة أبو مازن. وتصب هذه الأحداث في الجهود الأميركية للخروج بـ«اعلان تفاهمات» بين الطرفين، والاستمرار في المفاوضات بوتائر عالية من أجل التوصل الى اتفاق مبادئ للتسوية الدائمة بين الطرفين قبيل نهاية السنة الجارية.

ويتجاوب أولمرت مع هذه الرغبة قائلا ان الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه لن ينفذ قبل ضمان تنفيذ الفلسطينيين بنود المرحلة الأولى من «خريطة الطريق»، تفكيك التنظيمات المسلحة وجميع أعمال العنف والارهاب بما في ذلك وقف القصف الصاروخي من قطاع غزة. ولكنه سيشكل انعطافا في مفاهيم الشعبين وسيحقق انطلاقة جديدة لقوى السلام في الجانبين.