ارتفاع أسعار الغذاء يضع العالم في مأزق

صعودها القياسي أدى إلى ثورات جوع.. ويهدد استقرار كثير من البلدان > الوقود الحيوي زاد الطين بلة

TT

يضع الصعود القياسي لأسعار الغذاء العالم في مأزق حقيقي، وقد دعا البنك الدولي المجتمع الدولي لحشد جهوده لمكافحة ارتفاع أسعار الغذاء التي أدت إلى مجاعة وتهدد الاستقرار السياسي في العالم النامي. كما أعرب العديد من الوزراء المشاركين في اجتماع الربيع السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين عن مخاوفهم بشأن الاستخدام المتزايد للوقود الحيوي والذي يلقى عليه اللوم في نقص المحاصيل الغذائية باعتبارها مصدر بديل للطاقة.

وحث بيان مشترك صادر عن الوزراء الدول على الوفاء بالنقص في برنامج مساعدات برنامج الغذاء العالمي والبالغ 500 مليون دولار من اجل مساعدة المناطق الأكثر فقرا في العالم حيث يواجه مئات الآلاف من الناس خطر المجاعة. ويحسب وكالة الانباء الألمانية قفزت أسعار الأغذية العالمية 83 بالمائة خلال السنوات الثلاث الماضية وحذر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك من أن الأزمة أدت بالفعل إلى الإطاحة بحكومة هاييتي ويمكن أن تدفع المزيد من الناس إلى حافة العوز والفقر.

وتنحي الكثير من الدول باللائمة في أزمة الغذاء العالمي على زيادة انتاج أنواع معينة من الوقود الحيوي التي تستخدم محاصيل الأطعمة من أجل إنتاج نوعيات طاقة بديلة. فقد زادت الولايات المتحدة وأوروبا ومناطق أخرى من إنتاج الوقود الحيوي في السنوات الأخيرة من أجل تقليل الاعتماد على النفط المستورد وخفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ودعا وزير المالية الهندي بي تشيدامبارام الدول الصناعية الكبرى إلى وقف كل أنواع الدعم الذي توفره لانتاج الوقود الحيوي. وقال تشيدامبارام «في عالم مازال ينتشر فيه الجوع والفقر ليس هناك تفسير لسياسة تحويل المحاصيل الغذائية إلى وقود حيوي... إن سياسة تحويل الطعام إلى وقود ليست جيدة للفقراء ولا للبيئة».

واعترف دومينيك شترواس كان، رئيس صندوق النقد الدولي، بأن تأثير الوقود الحيوي مثل قلقا خطيرا للعديد من الدول النامية وقال إن بعض الوزراء وصفوا عملية تحويل الطعام لوقود بأنها «أزمة إنسانية». وقال شتراوس كان في إفادة صحافية مشتركة مع زوليك بعد اجتماع لجنة التنمية «إن هذا يظهر مدى جسامة القلق».

وقال زوليك إن الخلاف بشأن الوقود الحيوي هو مبرر آخر لتستجيب الدول الصناعية لدعوات تقديم المساعدات الغذائية والتي لم يتم الوفاء إلا بنصفها حتى اللحظة وإلى تقليل التعريفات الجمركية على المواد الزراعية. واعترفت بعض الدول المتقدمة بهذا القلق لكن لم تصدر أي تعهدات محددة من أجل زيادة المساعدات في الاجتماع الذي جرى أول من أمس الأحد.

ودعا وزير الخزانة البريطاني أليستر دارلينغ إلى تحرك دولي وقال إن الاجتماع تناول "تخفيف الوقع السلبي لارتفاع أسعار السلع على الفقراء على وجه التحديد».

وحث رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الأسبوع الماضي الحكومة اليابانية التي تستضيف اجتماع مجموعة الثمانية في يوليو (تموز) القادم على وضع أزمة الغذاء في صدارة جدول أعمال الاجتماع. ويقدر البنك الدولي أن 33 دولة مهددة باضطراب اجتماعي جراء الأزمة الغذائية وكان زوليك قد قال الأسبوع الماضي إن معدلات ارتفاع أسعار الأغذية قد تعود بجهود القضاء على الفقر التي بدأت في الدول الأكثر فقرا إلى الوراء بنحو سبع سنوات. وحذر شتراوس كان من أن أزمة الغذاء يمكن أن تقود إلى اضطرابات سياسية وتهدد بوقف أي تقدم حدث في مسألة الحد من الفقر في أفريقيا والمناطق الأخرى.