صياغة مخطط جديد لـ«أونا» وإقلاع درعها العقاري على رأس أولوياته

المعتصم بلغازي على رأس المجموعة المالية الأولى بالمغرب

TT

في تحول مفاجئ، عُين المعتصم بلغازي، رئيسا لمجموعة «أونا» المالية المغربية الخاصة، يوم الجمعة الماضي خلفا لسعد بنديدي، الذي كان يشغل هذا المنصب منذ بداية سنة 2005. وخلف القرار الذي اتخذ خلال دورة استثنائية لمجلس إدارة المجموعة، ردود فعل مختلفة لدى الأوساط المالية، وتساؤلات كبيرة حول مدى التغيير الذي ستعرفه توجهات مجموعة «أونا»، التي تعتبر أكبر مجموعة مالية في المغرب.

وفيما يرى بعض المحللين في إقالة سعد بنديدي، عقابا له من طرف المساهمين على النتائج التي حققتها المجموعة في مجال الاتصالات، وحجم الهوة المالية التي نتجت عن إطلاق شركة «أونا» للاتصالات، يرى البعض الآخر أن تعيين بلغازي ينسجم مع الأهمية التي أصبحت توليها المجموعة لتطوير درعها العقاري والسياحي «أونابار» الذي بدأ يعلن عن طموحات ومشاريع ضخمة وأخذ يحتل واجهة الأحداث بعد أن ظل في الظل لفترة طويلة.

وكانت المجموعة قد عينت بنديدي في بداية 2005، في وقت كانت فيه تهيئ لدخول قطاع الاتصالات. وكان بنديدي آنذاك رئيسا لشركة «ميديتيليكوم» صاحبة الرخصة الثانية للهاتف الجوال بالمغرب، والتي عرف إطلاقها نجاحا كبيرا. وشكل نجاح «ميديتيليكوم» وتجربة بنديدي على رأسها سببا كافيا لاستقطابه من طرف «أونا» ليتولى إطلاق وتطوير فرعها الجديد «ونا» للاتصالات، غير أنه بعد عام من انطلاق شركة «ونا» وإطلاق منتجاتها لم تظهر بعد للمساهمين أية بوادر للإقلاع، فيما ارتفعت الاستثمارات بشكل صاروخي لتتجاوز المليار دولار، نصفها رأسمال ونصفها قروض مصرفية. ويرى المحللون في تسمية بلغازي، إشارة إلى الأهمية التي أصبح يكتسيها القطاعان العقاري والسياحي بالنسبة للمجموعة، في سياق الطفرة التي يعرفها القطاعان بالمغرب. وكان بلغازي يشغل رئيسا لـ«الشركة المغربية الإماراتية للتنمية» (صوميد)، والتي يشمل مجال نشاطاتها السياحة والعقار والصيد البحري والصناعات الغذائية وصناعة الصلب. وتعتبر مجموعة «أونا» أهم مجموعة مالية خاصة في المغرب. وتعتمد سياسة التدبير المباشر لفروعها عبر السيطرة على أغلبية رأسمال الفروع وأغلبية الاصوات في مجالسها الإدارية. وتراقب المجموعة 64% من سوق زيوت الطعام بالمغرب، و100% من سوق إنتاج وتوزيع السكر، كما تسيطر على أكبر مصرف خاص بالمغرب، وتملك فروعا رائدة في قطاعات في التأمين والمعادن والتوزيع العصري، بالإضافة إلى شركة «أونابار» الدرع العقاري والسياحي للمجموعة، وشركة «ونا» للاتصالات. وبلغ رقم المعاملات المدعم للمجموعة «أونا» 32.8 مليار درهم (4.5 مليار دولار) خلال سنة 2007، بزيادة 14.7% مقارنة بالعام السابق. ورغم تراجع نتائج تشغيل المجموعة بنسبة 29.3% خلال سنة 2007، إلى مستوى 1.3 مليار درهم (178 مليون دولار) نتيجة المجهود الاستثماري لانطلاق شركة «ونا» للاتصالات، فإن الأرباح الصافية للمجموعة ارتفعت بنسبة 80.1% لتبلغ 1.7 مليار درهم (233 مليون دولار), وذلك نتيجة بيع حصص المجموعة في بعض الفروع التي لا تملك فيها الأغلبية بقيمة 857 مليون درهم (116.4 مليون دولار). وتعتبر شركة «سيجير» القابضة، المكلفة تدبير الاصول المالية للعائلة الملكية بالمغرب، المساهم المرجعي في مجموعة «أونا». وتستحوذ «سيجير» على حصة 35% من رأسمال «أونا».