سعودية تحسم قرار سعودة محلات المستلزمات النسائية بافتتاح محلها وسط سوق شعبي في جدة

قالت لـ«الشرق الأوسط»: هناك مَن دفع لنا مبالغ كبيرة لترك المحل ولا أعلم السبب

أم وفاء تعرض بعض مبيعاتها في سوقها النسائي الخاص أمس (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

بينما ما زال السعوديون ووزارة العمل وجهات أخرى منذ أعوام في شد وجذب حول تطبيق سعودة محلات المستلزمات النسائية من عدمه، حسمت امرأة في عقدها الرابع، أمرها، وقررت افتتاح أول محل خاص بالنساء وسط سوق شعبي في جنوب مدينة جدة.

وفتحت فاطمة يوسف هتان، البالغة من العمر 42 عاما، والموظفة في أحد القطاعات على بند المستخدمين، الباب على مصراعيه، أمام 22 امرأة أخرى ليعملن معها في نفس المحل في مختلف المبيعات والمنتجات التي يبيعها السوق وتخص النساء.

المحل الذي يقع بالقرب من احد مساجد سوق الأمير متعب الشعبي جنوب جدة، وبين مئات المحلات الرجالية، حمل على بوابته المحجبة بنوع من التجليد عبارة «ممنوع دخول الرجال» و«المحل خاص بالسيدات».

تقول فاطمة يوسف هتان صاحبة المحل في حديث خاص لـ «الشرق الأوسط»: «إن فكرة المحل تولدت لها من خلال الحاجة الملحة لوجود مثل هذه المحلات في السعودية، ومن خلال الفكرة التي قدمها مشروع عبد اللطيف جميل لدعم المشاريع الصغيرة، الذي كان يملك المحل ويؤجر الأكشاك الموجودة به على النساء عبر مشروع «بأيدينا»، لكن بعد انتقال مشروع «بأيدينا» من الموقع وإبلاغنا بنقله إلى حي السامر، لم استطع الانتقال معهم، فأخبرت زوجي، الذي ساعدني باقتراض مبلغ 60 ألف ريال يمثل إيجار المحل لعام واحد، وطورته عبر وضع ديكور خاص له من خلال تغطيته بالكامل ووضع لوحات عدم دخول الرجال، مما شكل فرقا كبيرا لدى النساء، وتدافعت النساء من ذوات الدخل المحدود لمشاركتي النجاح واستئجار البترينات والأكشاك حتى كونا سوقا صغيرا متكاملا بكافة مرافقه، حتى أنه يحوي كافتيريا صغيرة لبيع المشروبات وبعض المأكولات الخفيفة لتمارس البائعة عملها من دون الخروج من المحل».

وأضافت هتان، التي تعرف في السوق بـ «أم وفاء»: «المحل تباع فيه كافة المستلزمات النسائية وكل ما تحتاجه المرأة من أدوات»، مشيرة إلى ان ذلك ساعد على تسهيل الاختيار للأشياء الخاصة بالنساء، وسهولة التعامل مع البائعة على عكس البائع، خصوصا في بعض أنواع الحاجيات والملابس. مؤكدة ان النجاح الذي حققه المحل رغم وجوده في سوق شعبي، يدفعها لفتح محلات أخرى وتوجيه رسالة للمسؤولين «بمنحنا الفرصة في خصوصياتنا».

الصعوبات التي تواجه أم وفاء كثيرة، وإن كانت تؤكد انه لا صعوبات، إلا ان حديثها كان مليئا بالشكاوى، يأتي الرجال في مقدمتها، حيث تقول «لا نواجه صعوبات كبيرة، بل نواجه قبولا واحتراما من الجميع، لكننا نواجهه بعض المواقف الغريبة التي تحدث من بعض الرجال الذين يقبلون الفكرة مضمونا ويرفضونها عمليا، فمثلا يأتي الشخص إلى السوق وعندما يشاهد المحل يصيبه شيء كبير من السرور، ويندفع مع عائلته للمحل، وعندما نخبره بمنع دخول الرجال، يسحب عائلته وينسحب متضجرا، والبعض منهم يتضجر من الانتظار في الخارج ويبدأ بالصياح والمناداة بصوت عال، والبعض يفضل الانتظار أمام باب المحل».

ولا يقف الأمر عند ذلك الحد، حيث تستطرد أم وفاء قائلة «إن هناك مشكلة تتعلق بدفع البعض لنا مبالغ كبيرة لترك المحل، لا اعلم عن أسبابها، هل لرفضهم الفكرة أو لطمعهم في الفكرة أو المحل، البعض دفع لنا مبالغ كبيرة لإخلاء المحل».