«الفوتبوناوت» جهاز تقني متقدم لتدريب المنتخب الألماني لكرة القدم

غرفة تعوض عن الملعب.. وترمي الكرات من مختلف الاتجاهات والارتفاعات

TT

في الوقت الذي تعتمد فيه فرق أميركا الجنوبية على التقنية والمهارات الفردية العالية، يعتمد الألمان على النظام والانضباط والقوة الجسدية لكسب مباريات كرة القدم. ولهذا يصف الصحافيون الفريق الألماني بـ«الماكنة العسكرية» و«كتيبة الدبابات». ويبدو أن المنتخب الألماني ينوي تحويل هذه التسميات إلى حقيقة عن طريق اعتماد جهاز تقني جديد لتدريب اللاعبين. وأعلن اتحاد كرة القدم الألماني عن اهتمامه بجهاز صنعه شاب برليني يضمن تدريب اللاعبين على مساحة صغيرة.

ونظام التمرين الذي وضعه المخترع الشاب كريستيان غوتلر عبارة عن ساحة مساحتها 14X 14 مترا، وارتفاعها 5 أمتار، ومحاطة بشبكات الأهداف. ونصب غوتلر عدة أجهزة (مدافع) قاذفة للكرات بهدف تدريب اللاعبين. وتقذف المدافع الكرة إلى الساحة بسرعات مختلفة، وارتفاعات مختلفة، وبحالات مختلفة، ويفترض أن يوجهها اللاعب بسرعة إلى المكان الذي يقف فيه زميله أو إلى الهدف. ويقول غوتلر أن الجهاز كفيل بتدريب اللاعبين الألمان بما يكفي، في الأقل، للفوز بكأس أوروبا المقبل في سويسرا والنمسا في يونيو (حزيران) المقبل. وأطلق غوتلر على ساحة التدريب المصغرة اسم «فوتبوناوت» Footbonaut أي جهاز تدريب لاعبي كرة القدم الاوتوماتيكي، ولو إنه يود لاحقا استبدال الاسم باسم آخر أسهل. ويحقق التمرين شعار كل مدرب ناجح، كما يقول غوتلر، وهو أن يكون اللاعب عند مستوى الكرة في أية لحظة ومستعدا لاستقبالها بالشكل الصحيح مهما كانت سرعتها أو دورانها أو ارتفاعها.

وأحاط غوتلر الملعب المصغر بعشرة مدافع قاذفة للكرات من عدة اتجاهات. ويطلق كل مدفع صفيرا ينبه اللاعب، كما لو أن زميله ينبهه لاستقبال الكرة، ثم تطلق الكرة باتجاه اللاعب. وهناك 72 هدفا صغيرة في أرجاء الملعب الصغير، كل منها مزود بشبكة، ومساحة كل منها نحو 1.4 متر مربع، ومزود بأضوية إلكترونية. ينطلق الصفير أولا، تنقذف الكرة ثانيا ويضيء فجأة الهدف المطلوب، ويقع على اللاعب المتدرب أن يركل الكرة بسرعة إلى الهدف المطلوب. ثم تنطلق كرة أخرى وغيرها، وهناك كومبيوتر يعد للاعب عدد الأهداف التي أصابها وعدد الكرات التي أخطأت الهدف.

واستخدم المخترع لاعبي فريق «يونيون برلين» لكرة لقدم بهدف تجربة الجهاز وتطوير مهارات اللاعبين. ونجح اللاعب توم ترايبول، بعد الكثير من التدريب والعديد من الأخطاء، أن يركل 40 كرة في أهدافها المطلوبة بشكل متسلسل بدون أن يرتكب أي خطأ. وذكر غوتلر أن اللاعب كان يركل الكرات بفرق زمني لا يزيد عن 5.3 ثانية كمعدل بين كرة وأخرى. وترايبول أحد أعضاء المنتخب الألماني لكرة القدم لسن ما تحت 15 ويتدرب مع ثلاثة من زملائه باستمرار في الـ«فوتبوناوت» في شرق برلين. ويقول ترايبول إن مهاراته تقدمت وأنه صار يتحرك بالسرعة ويناولها ويستقبلها بسرعة غير معتادة. وعبر البروفيسور شتيفان نوب، من جامعة كولون الرياضية، عن قناعته بأن على قاذفات الكرات أن تدخل في تدريب لاعبي كرة القدم كما دخلت في تدريب لاعبي التنس وهوكي الجليد. وعبر نوب عن قناعته بأن الـ«فوتبوناوت» سيحدث ثورة في كرة القدم على صعيد استلام الكرة وتوزيعها وتسديد الكرات نحو الأهداف. ويرى الباحث الرياضي إمكانية استخدام النظام لتدريب المسنين الذين يعانون من مشاكل في العضلات وفي التركيز والحركة.

وتستطيع المدافع في الـ«فوتبوناوت» أن ترسل الكرات بسرعة 120 كم/ ساعة، كما يمكنها أن تقذف الكرات بارتفاعات مختلفة وبحركة دورانية تتطلب الكثير من التركيز والتقنية للسيطرة عليها. ويمكن للكومبيوتر التحكم بقذف الكرة إلى ما لا نهاية من الحالات والسرع. واستثمرت شركة «س غول» 3.8 مليون يورو في تطوير النسخة الأولى من نظام الـ«فوتبوناوت»، وهي شركة يملكها غوتلر وزوجته ويشاركهما مليونير روسي «مجنون بالكرة» لا يرغبان بكشف اسمه. وقال مدير المنتحب الوطني الألماني، أوليفر بيرهوف، إنه كان سيستخدم النظام لو كان هو مديرا لفريق أهلي، لكن تمرير القرار على الاتحاد الألماني سيكون صعبا.