مشاركون في محاضرة عن المسرح ينتقدون «التربية» لقتلها للمسرح المدرسي

الشريف لـ«الشرق الأوسط»: يجب الاعتماد على المؤهلين بدلا من المقربين والأصدقاء

TT

وجهت محاضرة احتضنتها المخواة غرب الباحة، انتقادا واسعا لوزارة التربية والتعليم لقتلها للمسرح المدرسي، الذي كان من الممكن ان يكون خط امداد بشباب مسرحيين من «الطراز الأول».

ووجدت الانتقادات تأييدا كبيرا من الحضور الذي عبر عن ذلك بالتصفيـق والتــأكيد خلال وبعد المحاضرة، التي حضــرهــا عدد كبيــر من المهتميـن بــأمور المســرح والمعلميـن والطلاب.

وطالب ناقد مسرحي سعودي خلال المحاضرة، وزارة التربية والتعليم في بلاده بإيجاد جمعية للمسرحيين التــربويين في ظل نظام الجمعيــات والمؤسسات الأهلية الذي أقره مجلس الشورى، داعيا الى اعادة النظر في هيكلية الوزارة لاستحداث لجنة عليا او ادارة مستقلة للنشاط الثقافي، اسوة بالنشاط الكشفي والعمل على تطوير المسرح، وتخصيص ميزانية تتناسب مع ما يجب أن يكون عليه من مستوى رفيع، وإقامة مهرجان دوري للمسرح المدرسي واستضافة فرق أجنبية متميزة للاحتكاك واكتساب التجارب.‏ وانتقد معتوق الشريف عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وهو كاتب ومخرج وناقد مسرحي، ويعمل مشرفا للإعلام التربوي بادارة التربية والتعليم بجدة، وعضو في جمعية المسرحيين السعوديين، انتقد في محاضرة اقيمت بقاعة المحاضرات بمركز الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود الكشفي بإدارة التربية والتعليم للبنين بالمخواة، وزارة التربية والتعليم لاجهاضها للمسرح المدرسي والتربوي بسبب إرجاع بعض المشرفين المنشغلين بالمسرح إلى أحضان المدارس وإلغاء رواد النشاط بالمدارس، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على المسرح المدرسي، فأصبح شبه مهجور، وقال:«لأن النكسة التي حظي بها هؤلاء المعلمون أفقدتهم الحماس، فبالتالي فقد الطلاب منصة ثقافية للتعبير الحر والتــدريب تتنافى مع احتضان وزارة التربيــة والتعليم للجنة الوطنية للطفــولة».

ولم يسلم المعلمون من انتقادات الشريف الذي بين أن المعلمين لم يعملوا على تنويع اساليب التدريس، واعتماد مسرحة المناهج كطريقة في التدريس بدلا من الإلقاء، ودعا الوزارة الى التأكيد على أهمية ان يعتمـد المعلمــون هــذه الطريقة في تعليم الطــلاب وهي التي دعا اليها الكثيــر من المــؤتمرات الخاصة بالتربيــة والتعليــم.

وقال الشريف في محاضرته ان الحديث عن المسرح المدرسي يقود للإطلالة على البدايات الأولى لظهوره الذي ارتبط بإنشاء المدارس في العاصمة المقدسة التي كانت تقدم عروضاً أقرب إلى المشــاهد التمثيلية، إلا أن تلك العروض ظلت مجرد نشاط تمثيلي بسيط وان الطلاب الذين شاركوا فيها شكلوا في ما بعد نواة الفرق المسرحية في فروع جمعية الثقافة والفنون ومكاتب بيوت الشــباب التـابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبرزت اسماء لمعت في عالــم الدراما. واعتبر الشريف في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان أبرز التحديات التي تواجه المسرح التربوي المدرسي، تتمثل في المباني المستأجرة، وعدم إدراك أهميته من قبل المعلمين وعدم اختيار الكوادر الموهوبة من المعلمين لدعمه بدلا من الاعتماد على المقربين والأصدقاء وبطء المهرجانات والملتقيات المسرحية المدرسـية، ومن خلال قراءتنا لواقع المسرح المدرسي في المملكة، يتضح لنا أن سبل الارتقاء به تحتاج إلى استنفار جميع الطاقات الإبداعية أفرادا ومؤسسات، لإقامة الندوات والمحاضرات وإجراء الدراسات حول المسرح المدرسي، لتخرج بقرارات تتبناها الوزارة وتسعى إلى تنفيذها.

وأجمل رؤيته في شأن تطوير المسرح المدرسي، في تأهيل القائمين على النشاط المسرحي فنيا وتقنيا وتربويا، سواء أكاديميا في مجال المسرح أو تأهيلهم أثناء العمل من خلال الدورات وورش العمل والمحاضرات وغيرها، ودعم المسرح المدرسي ماليا، وتشجيع الكتاب والطلاب والمعلمين والمثقفين على مسرحة المناهج وكتابة النصوص المسرحية التــربوية من خلال إيجاد مسابقات لهذا الغرض من قبل الوزارة أو إدارات التربية والتعليم أو إشراك القطــاع الخاص لدعمها مــن مبدأ المشــاركة المجتمعية.