غوردون براون يريد التعرف على مواقف المرشحين الثلاثة من العلاقات بين واشنطن ولندن

حيازة السلاح تسبب إحراجاً بالغاً لأوباما وهيلاري قبل انتخابات بنسلفانيا

TT

يلتقي اليوم غوردون براون، رئيس الحكومة البريطانية، المرشحين الثلاثة للرئاسة الاميركية في لقاءات هي الاولى من نوعها يقوم بها ضيف اجنبي يزور واشنطن، في حين سيجري براون في بعد ظهر اليوم محادثات في البيت الابيض حول العراق وافغانستان.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان براون يريد التعرف عن كثب على رؤية المرشحين الثلاثة الى العلاقات الاميركية البريطانية، حيث تعد لندن تقليدياً أهم حليف لواشنطن في العالم. وكان براون قد التقى من قبل المرشح الجمهوري جون ماكين، كما سبق ان التقى هيلاري كيلنتون، لكنها المرة الاولى التي سيلتقي فيها مع المرشح الديمقراطي باراك اوباما الذي لا يكترث كثيراً للعلاقات مع اوروبا، لكنه يتطلع الى علاقات أوثق مع كل من افريقيا وآسيا.

وفي غضون ذلك قال نائب ديمقراطي بارز إن جون ماكين «عجوز جداً» ليصبح رئيسا. وعبر جون مرثا، المعروف بصراحته، عن رأيه خلال لقاء مع النقابات، مشيراً الى ان سنه متقاربة مع ماكين (75 سنة)، وتولي رئاسة بلد مثل اميركا مسألة صعبة وتتطلب قدراً كبيراً لتحمل الاجهاد الذي يسببه المنصب. وقال مرثا «عاصرت سبعة رؤساء.. بمجرد ان يتولوا المنصب يرتكبون اخطاء ويشيخون بسرعة». واضاف «هذا الرجل (ماكين) في مثل سني ودعوني اقول لكم شيئاً: هذا ليس منصب رجال عجزة». يذكر ان ماكين اذا انتخب فسيتولى المنصب في يناير (كانون الثاني) من السنة المقبلة وسيكون عمره آنذاك 72 سنة وبالتالي أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.

وفي موضوع آخر انتقد اوباما الاقتراحات التي تقدم بها جون ماكين لمعالجة الاوضاع الاقتصادية وقال إنه (ماكين) سبق ان عارض خفض الضرائب والآن يدعو الى اصلاحات، وكان ماكين قد دعا الى اعفاء المستهلكين من ضريبة مواد الوقود خلال هذا الصيف، وضمان قروض لجميع طلاب الجامعات خلال الخريف المقبل، وذلك في محاولة منه لضمان استقطاب الشرائح الاجتماعية محدودة الدخل في الانتخابات المقبلة. وعلى صعيد الديمقراطيين يواجه المرشحان باراك اوباما وهيلاري كلينتون حرجاً بالغاً حول موضوع حيازة السلاح في ولاية بنسلفانيا التي ستجري فيها انتخابات اولية يوم الثلاثاء المقبل إذ يتوفر حوالي مليون شخص في الولاية على رخصة حمل سلاح من أجل الصيد البري، لكن بالمقابل تعاني مدينة فلادلفيا وهي أكبر مدن الولاية من ارتفاع معدلات الجريمة حيث يقتل شخص يومياً في جرائم ترتكب بأسلحة نارية. ويطلق على المدينة اسم مستوحى من هذه الوضعية المقلقة وتسمى «كيل لادلفيا» اي مدينة القتل. ويصل عدد اعضاء «الجمعية الوطنية للبندقية» الى 250 الف عضو في الولاية، وهي واحدة من أقوى الجمعيات في الولايات المتحدة التي تدعو الى عدم تقييد حمل السلاح. ويحاول كل من اوباما وهيلاري تفادي الانحياز بكيفية صريحة الى جانب المؤيدين او المناهضين لحمل السلاح. وتحاشى الاثنان اتخاذ موقف من النزاع المطروح على المحكمة العليا بشأن قرار العاصمة واشنطن منع حمل السلاح، وما إذا كان القرار يشكل خرقاً دستورياً، في بلد يعتبر حمل السلاح فيه جزءا من الثقافة السائدة.

وابتعد الديمقراطيون منذ عام 2000 عن مسألة تقنين حمل السلاح التي أدت الى ان يخسروا الرئاسة مرتين في مواجهة الرئيس الحالي جورج بوش، كما خسر عدد من اعضاء الكونغرس مقاعدهم بسبب ذلك. وفيما تؤيد كلينتون اصدار قوانين مقيدة لحمل السلاح، في حين ان اوباما كان يؤيد تشديد القوانين حول حمل السلاح عندما كان عضواً في المجلس التشريعي لولاية إلينوي. وفي غضون ذلك ما يزال اوباما يعاني زلته التي انتقد فيها سكان المدن الصغيرة في بنسلفانيا، حيث أشار استطلاع للرأي نشر امس تفوق هيلاري عليه وذلك وسط الاستياء من تصريحاته بخصوص الناخبين من الطبقة العاملة. واظهر الاستطلاع الذي اجرته جامعة كوينيبياك تفوق كلينتون على اوباما بنسبة 50 الى 44 بالمائة قبل اسبوع من الانتخابات التمهيدية في الولاية. إلا ان ذلك لا يعتبر تراجعا في تأييد اوباما على الرغم من الانتقادات القوية التي تستهدفه، حيث لم تختلف نتيجة هذا الاستطلاع كثيرا عن استطلاع جرى الاسبوع الماضي.

وفي استطلاع آخر اجرته صحيفة «واشنطن بوست» مع شبكة «إيه بي سي» قال 51 بالمائة من الديمقراطيين إنهم يؤيدون ترشيح اوباما للرئاسة، في حين قال 41 بالمائة إنهم يفضلون هيلاري، ولم يحدد 8 بالمائة موقفهم بعد.