حركة شبيبة يهودية تحمل كارتر رسالة سلام إلى مشعل

TT

في خطوة جريئة غير مسبوقة، توجهت حركة «شباب ميرتس»، التي تضم في صفوفها ألوف الشباب اليهود اليساريين، الذين خدموا وما زالوا يخدمون في صفوف الجيش الاسرائيلي، برسالة سلام مباشرة الى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، تحييه فيها على تصريحه بأن هدف حركته السياسي هو اقامة دولة فلسطينية في حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، وتدعوه للإقدام على خطوة أخرى باتجاه الشعب في اسرائيل والموافقة على اطلاق سراح الجندي الأسير، جلعاد شاليط، في اطار صفقة تبادل الأسرى. وسلم رئيس الحركة، أوري زاكي، هذه الرسالة الى الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، أمس، لكي ينقلها شخصياً الى مشعل الذي سيلتقيه في سورية الاسبوع المقبل. وقال: «أصبح واضحاً ان الاحتلال فشل في اخضاع الشعب الفلسطيني.. والإرهاب الفلسطيني فشل في اخضاع الشعب الاسرائيلي ولم يبق أمامنا سوى الحوار المباشر من أجل انهاء الاحتلال والعنف بكل أشكاله ومن الطرفين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وجاء في الرسالة ان شبيبة ميرتس تنظر بايجابية كبيرة الى تصريح مشعل حول الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود 1967، وتعتبره خطوة مهمة وذات مغزى ينبغي على الاسرائيليين والعالم كله أن يفهمها ويرد عليها بالمثل. وأعربت عن أملها في أن يخطو مشعل خطوة جريئة أخرى الى الأمام، فيوافق على تسهيل المفاوضات لإطلاق سراح شاليط وإعطاء الاشارات التي تدل على ان حماس مستعدة للاعتراف بإسرائيل في أجواء السلام.

وأكدت الرسالة ان «العلاقات الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين أثبتت فشلها. فلا الاحتلال ولا الارهاب حققا شيئا للشعبين، ولم يعد هناك سوى الاعتراف المتبادل بأن الشعبين وجدا هنا لكي يعيشا معاً بسلام وأمان». ورحب كارتر بهذه الرسالة. وقال إنه سيسلمها الى مشعل مع التوصية بأن يرد عليها بمبادرة حسن نية تجاه الشعب في اسرائيل. وكان كارتر قد أنهى، أمس، سلسلة لقاءات أخرى مع المسؤولين الاسرائيليين، ليغادر اليوم الى مصر ثم الى السعودية وبعدها الى سورية فالأردن، ثم يعود الى اسرائيل في الواحد والعشرين من الشهر الجاري. وقال إنه سيعود حاملا ما يمكن القول انه مفيد لعملية السلام بين اسرائيل والعرب. ومن أبرز لقاءات كارتر في اسرائيل، أمس، لقاؤه مع ممثلي 120 حركة اسرائيلية وفلسطينية تعمل من أجل السلام بين الشعبين. وقال لمستقبليه: «إعلموا انكم سائرون في الطريق الصحيح المنتصر. فأنتم ضمير الشعبين. ومشروع السلام الذي تؤمنون به (مبادرة جنيف) هو المشروع الوحيد الواقعي والعملي لتسوية الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، فلا تتخلوا عنه، بل ارفعوه عاليا وثابروا في تعميمه وتوجيهه للجمهور». والتقى كارتر مع زعيم الحزب اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان، الذي حاول ثنيه عن نيته التقاء مشعل في سورية. وقال له: «أنا والكثيرون أمثالي في اليمين الاسرائيلي نحترمك ونقدر عاليا دورك وتاريخك. ورفضت الدعوات لمقاطعتك وقررت أن ألتقيك لأقول لك انك ترتكب خطأ فاحشا بلقائك مع مشعل. فمثل هذا اللقاء مع قائد تنظيم حماس الارهابي، خالد مشعل، سيفهم على انه رضوخ وتشجيع للارهاب». ورد كارتر بالقول: «استغرب هذه الدعوة لسبب بسيط هو أن حكومتك، حتى عندما كنت تشغل فيها منصبا وزاريا الى ما قبل بضعة شهور، كانت وما زالت تتفاوض مع حماس. والحقيقة انني أرى في التفاوض مبدأ مفضلا على أية لغة أخرى. وأنا اقترح عليكم ان تحاولوا فتح حوار مع حماس لكي تتوصلوا الى طريق للتفاهم يضع لبنات السلام. فجميع شعوب هذه المنطقة يريدون السلام. وعلى القادة أن يدركوا ذلك».