الصومال: أطراف النزاع تعقد مفاوضات سلام في جيبوتي الشهر المقبل

وزير خارجية جيبوتي لـ«الشرق الأوسط» : نجاح المفاوضات مرهون بجدية طرفيها

وزير الدفاع الفرنسي ارف مورن يصل الى ميناء جيبوتي على متن سفينة «جان دارك» العسكرية أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت مصادر جيبوتية وصومالية، رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة المناوئ لها الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له، سيعقدان في العاشر من الشهر المقبل أول محادثات سلام مباشرة بين الطرفين في جيبوتي برعاية منظمة الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإقليمية المعنية بالأزمة الصومالية.

ومن بين نحو 14 اجتماعاً إقليمياً استهدفت محاولة البحث حلا سياسيا وسلميا للأزمة الصومالية المحتدمة منذ نحو 17 عاما، استضافت جيبوتي حتى الآن ثلاثة اجتماعات؛ كان آخرها الذي عقد في مدينة عرتا عام 2000 وانتهى بتشكيل السلطة الانتقالية بقيادة الرئيس الصومالي السابق، عبد القاسم صلاد حسن. وبالنظر إلى طبيعة الأزمة السياسية التي تعيشها كينيا حاليا، والتي سبق أن استضافت آخر محادثات سلام صومالية عام 2003، فقد قرر أحمد ولد عبد الله، مبعوث الأمم المتحدة، بعد موافقة طرفي الأزمة الصومالية والحكومة الجيبوتية على عقد المحادثات المقبلة في جيبوتي.

وسيشارك ممثلون عن الجامعة العربية والاتحادين الأفريقي والأوروبي في المحادثات التي ستناقش كيفية إطلاق مصالحة وطنية شاملة قد تؤدي إلى وقف لإطلاق النار بين الحكومة الصومالية والجماعات المناوئة لها، بالإضافة إلى بحث إمكانية انسحاب القوات الإثيوبية التي تدعم السلطة الشرعية التي يمثلها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه عدي. لكن الشيخ مختار روبو، الناطق الرسمي باسم حركة الشباب المجاهدين، المناوئة للسلطة الانتقالية وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال، قلل في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» من أهمية هذه المحادثات المرتقبة، وقال إن أطرافها لا تستطيع ضمان وقف إطلاق النار في الصومال إذا توصلوا إلى اتفاق في هذا الصدد.

واعتبر روبو الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» من مكان غير معلوم داخل الصومال أن هذه المفاوضات مصيرها الفشل المحتوم. وتعهد باستمرار القتال ضد القوات الإثيوبية بالإضافة إلى القوات البوروندية والأوغندية العاملة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال. وقال أبو منصور إن لا سلام ولا وقف لإطلاق النار قبل أن تنسحب هذه القوات التي وصفها بالغازية والمحتلة، مؤكدا أن حركته ليست معنية بأي مفاوضات سلام حتى لو كانت برعاية الأمم المتحدة.

وكان ولد عبد الله قد ابلغ «الشرق الأوسط» أخيرا في مقابلة خاصة أنه يسعى لعقد محادثات مكثفة بين الحكومة الصومالية والمعارضة المناوئة لها، لافتا إلى أن هذه المحادثات لن تكون مطولا كما حدث في الاجتماعات المماثلة والسابقة لكن مختصرة لضمان نجاحها. وقال محمود على يوسف وزير الخارجية الجيبوتى لـ«الشرق الأوسط»، عقب محادثات أجراها وفد من تحالف المعارضة الصومالية مع الرئيس الجيبوتى إسماعيل عمر جيلة، إن بلاده مستعدة لبذل كل ما تستطيع من أجل إنجاح هذه المفاوضات الجديدة، لكنه اعتبر أن نجاح المفاوضات مرهون بجدية طرفيها والموضوعات المدرجة على جدول أعمالها.