«القسام» تقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وتجرح 5 وتفقد 4 من عناصرها

استدرجوهم إلى «حقل الموت» وسط القطاع لينهال الرصاصُ عليهم من كل صوب

TT

افترض أفراد الوحدة الخاصة الثمانية في لواء المشاة (جفعاتي)، الذي يعد من ألوية الصفوة في الجيش الاسرائيلي، امس أنهم سيقومون بعملية تمشيط عادية في منطقة «جحر الديك»، شمال شرقي مخيم البريج، وسط قطاع غزة مثل تلك التي يقومون بها عشرات المرات في الأسبوع الواحد في أنحاء مختلفة من القطاع.

لكنهم في هذه المرة أخطأوا الحسابات حيث تبين لهم أنهم استدرجوا الى كمين محكم نصبه لهم عناصر «كتائب عز الدين القسام» ـ الجناح العسكري لحركة حماس، ليسفر عن مقتل ثلاثة من جنود الوحدة وجرح خمسة آخرين. فبشكل تظاهري، قام اثنان من عناصر «كتائب القسام» بالتحرك أمام ناظري عناصر لواء «جفعاتي» الذين كانوا يتمركزون على الخط الفاصل بين اسرائيل والقطاع، فقام الجنود بإطلاق النار عليهم، فتظاهر الاثنان بأنهما أصيبا وسقطا على الأرض. فانطلق عناصر الوحدة الاسرائيلية المختارة صوب الجثتين للسيطرة على سلاح المقاومين وتمشيط المنطقة بحثاً عن آخرين. وعندما كان الجنود على بعد خمسين متراً من الجثتين، فوجئ عناصر الوحدة بوابل من النيران يطلقه عليهم من كل الاتجاهات عناصر مجموعة من «كتائب القسام»، كانوا قد نصبوا كميناً على تلتين محيطتين بالطريق الذي سلكه الجنود، فأصيب عدد منهم، وعندما حاول الجنود الفرار باتجاه الجنوب، فوجئوا بمجموعة اخرى من كتاب القسام. واستحكمت في أحد الكمائن، فأصبح الجنود تحت نيران المجموعات الثلاث؛ وتتكون كل واحد منها من شخصين، وكانت النتيجة أن قتل ثلاثة من عناصر الوحدة، فيما جرح الخمسة الآخرون. واعترف الجيش الإسرائيلي برواية حماس بعد تردد وبمقتل جنوده الثلاثة وجرح خمسة آخرين. واقرت قيادة المنطقة الجنوبية أن عناصر الوحدة الخاصة الذين توغلوا في المنطقة لم يستطيعوا تحديد مصدر النيران. كما أن وحدة الاسناد والطائرات التي حلقت في السماء في محاولة للعثور على المقاومين لم تحدد مصدرها ايضا، الأمر الذي سمح بنجاح المقاومين في الانسحاب بعد تنفيذ العملية.

وفي مؤتمر صحافي عقده في غزة، قال الناطق بلسان «كتائب القسام»، ابو عبيدة، إن المقاومين نفذوا كميناً محكماً ضد قوة «جفعاتي» التي تسللت إلى «جحر الديك». واضاف أن العملية أطلق عليها «حقل الموت»، وأن ثمانية مقاومين نفذوها. وأضاف «بعدما وقعت القوة الإسرائيلية بين فكي كماشة اشتبك مجاهدونا في السابعة صباحاً معهم بالأسلحة المتوسطة، مما دفع تلك القوة للهرب باتجاه الجنوب، ليتلقفها مجاهدونا في الخط الأمامي، ويشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة عن بعد أمتار قليلة». واشار أبو عبيدة الى أنه خلال الكمين اطلقت ثلاث قذائف «آر بي جي»، مما أدى إلى إبادة «القوة الصهيونية»، مشيراً الى أن «وحدة المدفعية القسامية» شاركت في العملية حيث أطلقت عدداً من قذائف الهاون لقطع الإمدادات على القوة، الى جانب مشاركة «وحدة الدفاع الجوي» في التصدي للطيران الاسرائيلي مما أعاق وصول الاسعافات للمكان لنقل القتلى والجرحى. وحذر ابو عبيدة «جنود الاحتلال الذين يتوغلون في القطاع من أن دخولهم للقطاع سينتهي إما بالموت او الأسر او الإعاقة، أو العودة بمرض نفسي للأبد. وفي عملية توغل اخرى في حي «الشجاعية»، شرق غزة قتل خمسة مقاومين، من بينهم 4 من «كتائب القسام». وقصفت الدبابات المتوغلة مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية، مما عطل غرفة العمليات الجراحية الرئيسية مؤقتاً بسبب الإصابات المباشرة التي تعرض لها المستشفى. وفي مؤتمر صحافي عقده في المستشفى، ادان مدير المستشفى، تيسير البلتاجي، استهداف المستشفى، مؤكدا أن القصف طال مبانيَّ ومرافق المستشفى ومحيطه واخترقت رصاصاته غرف المرضى، مما عطل خدماته الأساسية على مدى ساعات، وعرض الكثير من النزلاء للخطر الشديد، ولا يزال معظم المرضى يعانون من صدمة عصبية وحالة هلع شديدة. في نفس الوقت، قامت الجرافات الاسرائيلية المتوغلة بهدم أسوار مدرسة الأوقاف الشرعية للبنين.