بعد سبعين عاما من منع إطلاق اللحية في المؤسسة العسكرية البحرينية، رفعت السلطات البحرينية هذا الحظر، بعد أن سمحت للعسكريين منتسبي قوة دفاع البحرين (الجيش) بإطلاق لحاهم دون أن تمنعهم وتعاقبهم كما كان يجري سابقاً.
ووفقا للقرار الذي أصدره الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، القائد العام لقوة دفاع البحرين، فسيتم السماحُ لمنتسبي القوة بإطلاق اللحية ابتداءً من اول مايو (ايار) المقبل.
وكانت الحكومة البحرينية قد رفضت في وقت سابق، اقتراحا برلمانيا برغبة (غير ملزم للحكومة) يسمح بإطلاق اللحى للرجال ولبس النقاب للنساء في المؤسسة العسكرية، مبررة ذلك «بطبيعة عمل العسكريين التي يتطلب بعضها ارتداء أقنعة تمنع تسرب الغاز، مثل المطافئ والقوات الخاصة والخدمات الطبية والمرور».
لكن الموقف الحكومي أشار إلى «أن إطلاق اللحى مسموح به في قسم الإرشاد الديني، وسيتم دراسة تنظيمه في بعض المجالات المهنية الاستثنائية، بما لا يتعارض مع القواعد العسكرية».
وقال لـ«الشرق الأوسط» نائب رئيس البرلمان البحريني ورئيس جمعية الأصالة (السلفية) غانم فضل البوعينين إن هذا القرار «لم يأت استجابة لمقترح برلماني، ولكنه جاء تثميناً من القيادة لدور أفراد قوة الدفاع، وأيضا تجاوبا مع شعائر الدين الإسلامي التي تدفع بهذا الاتجاه».
وبحسب البوعينين، فإن قرار القيادة العسكرية العليا البحرينية جاء باعتبارات مجتمعية وتوافق مع رغبات كثيرة عرضت من قبل جمعيات إسلامية منذ فترة طويلة.
واعتبر نائب رئيس البرلمان البحريني أن قرار السماح بإطلاق اللحية للعسكريين العاملين في قوة الدفاع «أتى بعد مشاورات بالتي هي أحسن مع المسؤولين في قوة الدفاع».
وثمن النائب البوعينين توجيه القائد العام لقوة دفاع البحرين الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة بالسماح لمنتسبي القوة اطلاق اللحية ابتداءً من اول مايو المقبل. وقال «كتلة الأصالة تتوجه إلى القيادة الحكيمة ثم القائد العام بخالص الشكر والثناء والتقدير على التفضل بالاستجابة لسعي الأصالة في هذا الشأن».
وأشار البوعينين إلى أن القرار من شأنه أن «يثلج صدور شريحة واسعة من رجال القوة وجنودها ومن جميع المسلمين لأنه سيبيح لهم اتباع سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم».
وأكد البوعينين أن هذا القرار لا يتفق فقط مع تعاليم الدين الاسلامي، «وإنما كذلك مع الدستور الذي ينص في المادة (1) الفقرة (أ) على أن «مملكة البحرين عربية إسلامية...» وفي المادة (2) على «دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع...»، وفي المادة (22) «...وتكفل الدولة... حرية القيام بشعائر الأديان».
والبحرين هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تمنع منتسبي قوة دفاعها من إطلاق لحاهم، فيما تسمح بقية دول الخليج بذلك.
وعلى الرغم من عدم وجود قانون صريح يمنع إطلاق اللحية في قوة دفاع البحرين، إلا أن عرفا قديما عمره أكثر من سبعين عاما، اقره المستعمرون البريطانيون حينذاك، واستمر حتى بعد رحيل الإنجليز مطلع السبعينات واستقلال البحرين.
وأثيرت قضايا عدة في البحرين، أبطالها أفراد في قوة الدفاع تم إنهاء خدماتهم، بعد إصرارهم على إطلاق لحاهم، وهو ما تعتبره السلطة العسكرية مخالفة للأوامر وتفرض عقوبات عليه تصل إلى الطرد من الخدمة. وبحسب مصادر، فإن قيادة قوة الدفاع في البحرين، بصدد إصدار تعميم للعاملين فيها، برفع الحظر المفروض على اطلاق اللحية، مع تحديد بعض من الاشتراطات لتنظيم عملية إطلاق اللحية في المؤسسة العسكرية مثل تحديد طولها.