كارتر يلتقي قيادين في حماس.. وسط حديث عن حمله "بوادر جيدة"

الرئيس الأميركي الأسبق يؤكد أن زيارته للمنطقة ليست في إطار "الوساطة"

TT

التقى الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر في القاهرة الخميس وفدا من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) آتيا من قطاع غزة بعد ان منعت اسرائيل كارتر من زيارة القطاع الذي تسيطر عليه الحركة.

واجتمع الوفد الذي يضم قياديين من حماس من بينهم محمود الزهار وسعيد صيام واربعة اخرين، مع كارتر في احد فنادق القاهرة وسط اجراءات امنية مشددة، حسب مراسل وكالة فرانس برس.

وقبل الاجتماع، قال مسؤول في حركة حماس في القاهرة طلب عدم ذكر اسمه ان كارتر "لديه بوادر جيدة، ونحن محتاجون الى ذلك".

وقبل لقائه وفد حماس، التقى كارتر الرئيس المصري حسني مبارك الى مائدة غداء في الوقت الذي تبذل فيه مصر جهودا للتوسط بشأن تهدئة بين اسرائيل وحماس.

وتضاءلت فرص التوصل الى مثل هذه التهدئة في اعقاب اعمال العنف التي شهدها القطاع الاربعاء وادت الى مقتل 18 فلسطينيا من بينهم مصور تلفزيوني يعمل لحساب وكالة رويترز للانباء، اضافة الى ثلاثة جنود اسرائيليين.

وتوعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بان اسرائيل "ستجعل حماس تدفع ثمن ما يجري في غزة"، في حين دعت حماس ذراعها المسلحة كتائب عز الدين القسام الى ضرب اسرائيل "في كل مكان وبكل الوسائل الممكنة".

واضاف المسؤول في حماس ان الوفد الذي جاء برا من غزة عبر معبر رفح الاربعاء "سيطلع كارتر على ما يجري في غزة، ويؤكد له ان حماس هي حركة تحرير وطنية".

ولدى وصوله الى مصر، اشاد الزهار باللقاء المرتقب مع كارتر.

وصرح للصحافيين ان كارتر "استطاع ان يكسر كل القيود الاسرائيلية التي ارادت ان تحول بينه وبين حماس".

واضاف ان كارتر "صمم على لقاء الاخوة في دمشق (خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حماس) ولقائنا في القاهرة بعد منعه من الوصول الى غزة".

واشار الزهار الى ان كارتر "اكد على شرعية حماس وانها حركة تحرر وطني على الرغم انه لم يقل ذلك".

ويتوقع ان يلتقي الرئيس الاميركي الاسبق خالد مشعل الجمعة في دمشق رغم الانتقادات الحادة من جانب اسرائيل والمسؤولين الاميركيين.

ويعتبر الزهار وصيام من الجناح المتشدد في حماس الذي خطط للسيطرة على قطاع غزة في مواجهات مع القوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس في يونيو (حزيران).

ومن المقرر ان يلتقي الوفد الفلسطيني ايضا في مصر رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان لبحث احتمال التوصل الى وقف اطلاق نار مع اسرائيل واعادة فتح معبر رفح ومصير الجندي الاسرائيلي الذي تحتجزه حماس منذ عام 2006 جلعاد شاليت.

وكان كارتر، حائز جائزة نوبل للسلام عام 2002، بدأ الاحد جولة تستغرق تسعة ايام في المنطقة لدفع عملية السلام. ورفضت الرهابية".

واكد كارتر الثلاثاء ان اسرائيل رفضت اعطاءه ترخيصا للتوجه الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ يونيو (حزيران) 2007.

ويقول كارتر انه لا يزور المنطقة بصفته وسيطا، وحث على اجراء محادثات مع حماس وسوريا، مؤكدا انه لا يمكن التوصل الى اتفاق سلام دونهما.

وشدد البيت الابيض على ان الرئيس كارتر يتحرك بصفة شخصية، وخصوصا ان الولايات المتحدة واسرائيل تعتبران حماس "منظمة ارهابية".

كما وصف غوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي لقاء كارتر بوفد حماس بانه "غير مفيد"، ودان الحركة ووصفها بـ"الارهابية".

وقال "لا نعتقد ان الاجتماع مفيد. وكما رأينا جميعا من اعمال العنف الاخيرة في غزة، فان حماس منظمة ارهابية".

وبعد يومين في مصر، يتوجه كارتر الى سوريا والاردن والسعودية.