أبو مازن: الإفراجات بالقطارة والاعتقالات بالقنطار .. ولا سلام من دون إنهاء ملف الأسرى

في يوم الأسير والسلطة تتراجع عن تكريم 5 أسيرات بعد احتجاج إسرائيل.. وربع الشعب الفلسطيني يدخل السجون منذ عام 1967

أبو مازن يرتدي زي متخرجي شهادة الدكتوراه التي منحته إياها جامعة روسية أمس (أ.ف.ب)
TT

اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) اسرائيل بتحويل غزة الى سجن كبير، بينما تفرج عن المعتقلين بالقطارة وتعتقل بالقنطار. وقال ابو مازن في خطاب مسجل بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني، «ان اسرائيل تعرض حياة مليون ونصف المليون من الفلسطينيين للخطر، وتحول القطاع إلى سجن كبير لا مثيل له في العالم». وتابع القول في كلمة مصورة في المهرجان المركزي الذي عقد في مقر المقاطعة في رام الله امس، «اللافت أن إسرائيل بدلاً من أن تفرج عن آلاف الأسرى تتعمد الإفراج عن أعداد قليلة جداً، في إطار الإصرار على معاييرها الظالمة، أي أن الإفراجات بالقطارة والاعتقالات بالقنطار، وهذا عملياً يفاقم من مأساة أسرانا ويزيدها تعقيدا». ويقبع حوالي 11 الف اسير في السجون الاسرائيلية. ويحيي الفلسطينيون، في الـ17 من ابريل (نيسان) من كل عام يوم الاسير.

وتراجعت السلطة امس، عن تكريم 5 اسيرات، بعد احتجاج اسرائيل واعتبار ان هذه الخطوة لا تنسجم مع تعهدات السلطة بمحاربة ما سمته الارهاب. وقال ابو مازن «إننا نُصر على أن البدء في الإفراج عن الأسرى هو مقدمة ضرورية لا بد منها لإنجاح العملية السياسية». واوضح أن قرارنا كان ولا يزال قاطعاً بأنه لا يمكن تحقيق السلام مع إسرائيل من دون تحرير كل الأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات الاحتلال، ولا توقيع على أي اتفاق لا يتضمن الإفراج عنهم جميعا.

واعلن ابو مازن امس، انه تم تثبيت قضية الاسرى «كقضية تفاوضية» قائلا: «أود طمأنة إخوتي وأبنائي وبناتي من أسرانا الأبطال وذويهم وكل أبناء شعبنا بأننا استطعنا تثبيت هذه القضية كقضية تفاوضية أسوة بقضايا التسوية الدائمة الست: القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والمياه والأمن». وقال تقرير أصدرته وزارة شؤون الأسرى والمحررين، امس، انه منذ عام 1967 اعتقلت اسرائيل قرابة 750 ألف فلسطيني، أي ما يقارب 25% من إجمالي عدد السكان، منهم 65 ألفا منذ انتفاضة الأقصى .

واضاف التقرير انه في عام 2007 ارتفعت الاعتقالات بنسبة 34.2% عن العام السابق، وهو ما دفع اسرائيل لاعادة فتح بعض السجون والمعتقلات. وقالت وزارة شؤون الاسرى ان «عدد المعتقلين الان بلغ 9750 معتقلا، موزعين على أكثر من 25 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف.

وأوضحت الوزارة أن جميع المعتقلين الحاليين باستثناء 520 أسيرا (350 منذ ما قبل اتفاق اوسلو عام 1993)، اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى سبتمبر (ايلول) 2000. ويعتبر الأسير الفلسطيني سعيد العتبة اقدم أسير في اسرائيل، ومضى على اعتقاله قرابة واحد وثلاثين عاماً، يليه الأسير نائل البرغوثي الذي دخل عامه الواحد والثلاثين قبل أيام.

وأظهر التقرير أن 8030 معتقلا، اي ما نسبته 82.4% هم من سكان الضفة الغربية، و920 من قطاع غزة، اما الباقي وهم 800 معتقل، فمن القدس ومناطق 48 والعرب. ومن بين المعتقلين 2730 متزوجا، اي ما نسبته 28%.

واظهر التقرير انه لا يزال هناك 97 اسيرة يشكلن ما نسبته 1% من اجمالي المعتقلين، منهن قاصرات (أقل من 18 عاما، وأمهات وطالبات، واعضاء مجلس تشريعي (مريم صالح). وبين المعتقلين ايضا، 49 نائباً ووزيراً سابقاً. وفي ما يتعلق بالأوضاع الصحية أشار التقرير الى ان الأوضاع المأساوية والظروف الحياتية السيئة وسوء الطعام كماً ونوعاً والإهمال الطبي، تجعل من الأسرى الأصحاء مرضى بأمراض مختلفة. ورصد التقرير حالات وفاة معتقلين منذ عام 1967، قائلا «ان عدد شهداء الحركة الاسيرة بلغ 195 شهيداً، منهم 70 أسيرا استشهدوا نتيجة التعذيب، و48 استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي، و70 اسير استشهدوا نتيجة القتل المتعمد بعد الاعتقال، و7 استشهدوا داخل السجون والمعتقلات نتيجة اصابتهم بشكل مباشر برصاص حي.