عبد ربه يطالب بإطلاع الشارع الفلسطيني على نتائج المفاوضات

TT

طالب المفاوض الفلسطيني، ياسر عبد ربه، الى بإطلاع «الشارع» على حقيقة ما يجري في المفاوضات. لكنه في الوقت نفسه شكك في التوصل الى اتفاق فلسطيني ـ إسرائيلي مع نهاية العام الجاري، داعيا «إلى الاستعداد للمرحلة المقبلة»، وقال «علينا أن نكون جاهزين لمعركة سياسة أطول مما جرى تصويرها حتى الآن».

وشكك مراقبون ومفاوضون وسياسيون من الطرفين بقدرة الأطقم المتفاوضة على التوصل الى اتفاق مع نهاية العام. إذ يريد الإسرائيليون التوصل الى اتفاق مبادئ أو اتفاق «رف»، على أن يؤجل تطبيقه الى حين يمكن ذلك، وهو ما ترفضه السلطة الفلسطينية التي اقر رئيسها أخيرا بأن المعروض لا يمكن ان تقبل به السلطة، وهو اقل من المقبول. وكانت «الشرق الأوسط» قد أشارت في الأسبوع الماضي، الى ان أولمرت عرض على أبو مازن 64 في المائة من مجمل مساحة الضفة الغربية، على ان ينسى ما وراء جدار الفصل ومنطقة غور الأردن.

وحذر عبد ربه الذي يعتبر احد أهم المنظرين الفلسطينيين لأهمية المفاوضات مع الإسرائيليين، واحد ابرز معارضي حركة حماس، من التعلق باوهام المفاوضات، قائلا «إن البرنامج الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة والقوى الوطنية، لا بد أن يأخذ بالاعتبار حقيقة تعثر العملية التفاوضية من دون أية أوهام أو ارتباك». وأضاف «ان الظروف والعناصر تدفع باتجاه تعقيد الوضع على الأرض وليس باتجاه الانفراج، ويجب عدم الوقوع في شرك المبالغة والوهم بأن المباحثات ستصل الى نتائج حتمية بنهاية العام وان الحل مقبل». وتابع القول «الأمور تراوح مكانها ولا شيء يتقدم رغم الاستعداد الفلسطيني للسلام والوصول الى التسوية».

وطالب عبد ربه بالإسراع في دراسة «البدائل» الفلسطينية بعد مراجعة استراتيجية السلطة، على اعتبار «ان الأوضاع المحيطة بعملية السلام في المنطقة على الصعد الفلسطينية والإسرائيلية وفي أميركا وحول العالم لا تبشر بإمكانية إحراز تقدم». وتخشى السلطة الفلسطينية من ان فشل مباحثات السلام في التوصل الى اتفاق نهاية العام، سيقوي حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وقال عبد ربه في افتتاح مؤتمر «المفاوضات والوضع الراهن.. الفرص والبدائل» في رام الله، «ان أطرافا محلية وخارجية كثيرة تراهن على فشل العملية السياسية، على أمل ان يقود ذلك إلى انهيار السلطة ومنظمة التحرير ودورهما السياسي».

ورغم قناعات عبد ربه، ومعه سياسيون فلسطينيون، إلا أن السلطة الفلسطينية تنوي مواصلة المفاوضات مع الإسرائيليين. ويفسر عبد ربه ذلك بقوله «ان استمرار المفاوضات هو لكشف حقيقة إسرائيل ونزع الذرائع من يدها وحلفائها الذين يسعون إلى تحميل الطرف الفلسطيني المسؤولية عن فشلها».

وتأكيدا منه على فشل المفاوضات في إحراز اي تقدم، حذر عبد ربه، من عواقب ربط المصالحة الفلسطينية بتعثر العملية السياسية التي قال إنها ليست البديل للمصالحة. وعاد عبد ربه ليهاجم حماس، قائلا ان التسليم بشروط حماس الساعية إلى الاحتفاظ بسيطرتها على القطاع والحصول على حصة كبيرة من منظمة التحرير يعني انهيار المشروع الوطني.