خاطفو السفير الباكستاني لدى كابل يطلبون الإفراج عن زعيم المسجد الأحمر

اشترطوا أيضا إطلاق سراح أربعة أصوليين متهمين باغتيال بوتو

TT

لف الغموض امس هوية خاطفي السفير الباكستاني في العاصمة كابل، حتى بعد اعتراف مسؤول حكومي، طلب عدم الكشف عن هويته، في العاصمة اسلام اباد تلقي بلاده مجموعة من الطلبات من الخاطفين للافراج عن السفير طارق عزيز الدين، الذي اعلن اختفاؤه في 11 فبراير (شباط) الماضي. وضمن الطلبات التي وصلت الى الحكومة الباكستانية عبر وسطاء اول من امس، الافراج الفوري عن زعيم المسجد الاحمر مولانا عبد العزيز، الذي قتل شقيقه عبد الغفار في حملة مداهمات على المسجد الاصولي العام الماضي، وكذلك الافراج عن اربعة اصوليين، تم اعتقالهم على خلفية التورط في عملية اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو في ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وضمن الشروط ايضا الافراج عن الزعيم الاصولي صوفي محمد، الذي اعتقل اثناء عبوره الحدود من افغانستان الى باكستان نهاية عام 2001. من جهة ثانية، أكد متحدث باسم حركة طالبان عدم مسؤولية حركته عن اختطاف السفير الباكستاني لدى أفغانستان طارق عزيز الدين، بحسبما جاء في قنوات التلفزة الباكستانية. وقال إن حركة طالبان قالت إنها لم تقم بتسجيل شريط للسفير المختطف. ويلف الغموض بحسب مراقبين في العاصمة اسلام اباد عملية اختطاف السفير طارق عز الدين، فبينما تنفي طالبان، يشير مسؤولون في الحكومة باصابع الاتهام الى حركة طالبان الباكستانية، الا ان مولوي عمر المتحدث الاعلامي باسم الحركة الاصولية اصدر بيانا اول من امس نفى فيه مسؤولية حركته عن عملية الاختطاف. وكان عزيز الدين قد ظهر اول من امس في شريط تلفزيوني أذاعته قناة العربية قال فيه إنه محتجز من قبل مسلحين تابعين لجماعة طالبان. وحث السفير الباكستاني في الشريط حكومة بلاده على تلبية مطالب الخاطفين، لافتا النظر إلى أنه يعاني من مشاكل صحية. وبدا عز الدين محاطا بعدد من المسلحين، وترجمت القناة التي تبث من دبي أقواله إلى اللغة العربية. وكان السفير الباكستاني قد فقد في شهر فبراير الماضي، وذلك في منطقة خيبر القبلية القريبة من الحدود الافغانية في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان. وكان عزيز الدين في طريق عودته الى مقر عمله في العاصمة الافغانية كابل من مدينة بيشاور الباكستانية بطريق البر عندما وقع الحادث. يذكر ان منطقة الحدود الباكستانية الافغانية فيها الكثير من معاقل المتشددين الموالين لحركة طالبان. من جهته اعرب البريجادير محمود شاه المحافظ الاسبق لمنطقة الشريط الحدودي عن تحفظه تجاه وجود السفير طارق عزيز الدين في الاراضي الباكستانية، وقال لا نعرف على وجه الدقة ان كان الخاطفون قد نقلوه الى داخل الاراضي الافغانية. من جهة اخرى وصل وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إلى إقليم الحدود الشمالية الغربية بباكستان امس لعقد محادثات متعددة الابعاد، حيث تتصدر مبادرات مكافحة الارهاب جدول الاعمال. وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية محمد صديق إن «وزير الخارجية البريطاني يقوم بزيارة تستمر لمدة يومين لتعزيز علاقته بالقيادة السياسية وبحث مجموعة واسعة من القضايا».

ومن المقرر أن يلتقي ميليباند الرئيس برويز مشرف ورئيس الوزراء المنتخب حديثا يوسف رضا جيلاني بالعاصمة إسلام آباد، خلال المحطة الاخيرة من الزيارة. وبمدينة بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية يلتقى ميليباند ورئيس وزراء الاقليم أمير حيدر حوتي وحاكم الاقليم عويس غني لبحث التغيرات الاخيرة على الساحة السياسية وتداعياتها على الموقف الامني. وشكل القوميون حكومة بالاقليم الواقع على الحدود مع افغانستان، بعد فوزهم بأغلبية ساحقة في انتخابات 18 فبراير الماضي، وأعربوا عن ميلهم لعقد حوار مع المتشددين الموالين لطالبان بالاقليم المضطرب. ويعتبر إقليم الحدود الشمالية الغربية والمناطق القبلية المحيطة به ملاذا آمنا للمقاتلين المسلحين الذين يخططون لشن هجمات عبر الحدود على قوات التحالف والجيش الافغاني.

من جهة اخرى قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، امس ان القادة الاميركيين في افغانستان حثوا في الآونة الاخيرة على توسيع الجهود الحربية ربما لتشمل شن هجمات اميركية على المتشددين من سكان باكستان الاصليين داخل المناطق القبلية الباكستانية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين قولهم ان هذه الطلبات رفضت في الوقت الحالي في اعقاب مناقشات داخلية في ادارة الرئيس جورج بوش اعرب خلالها مسؤولون اميركيون عن مخاوفهم من إمكان ان تؤدي الهجمات على الراديكاليين الباكستانيين الى اثارة الغضب داخل الحكومة الباكستانية الجديدة، التي تتفاوض مع المتشددين، وزعزعة الامن هناك. وصرح مسؤول بادارة بوش بان مناقشات واشنطن ضمت كبار مساعدي الرئيس جورج بوش للأمن القومي، وعقدت في وقت سابق من العام الجاري. وامتنع المتحدثون باسم البيت الابيض ووزارة الخارجية التعليق، مثلما فعلت آن باتريسون المتحدثة باسم السفيرة الاميركية لدى باكستان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم ان من بين المقترحات الاميركية شن هجمات محدودة محتملة بالمدفعية عبر الحدود على باكستان وشن هجمات صاروخية بطائرات بريداتور او غارات تشنها فرق صغيرة من القوات شبه العسكرية لوكالة المخابرات المركزية الاميركية او قوات عمليات خاصة. وذكرت الصحيفة ان القادة الاميركيين فضلوا ان تشن القوات الباكستانية مثل هذه الهجمات، ولكن العمليات العسكرية الباكستانية في المناطق القبلية تراجعت مع انتهاء المفاوضات مع المتشددين. وقالت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين في افغانستان، الذين حثوا على شن هجمات في باكستان ناقشوا اهدافا محتملة مع باترسون.