وزير خارجية الكويت ردا على وزيرة الخارجية الأميركية: لا أحتاج أجنبيا ليبين أهمية افتتاح سفارتنا في بغداد

اجتماع دول الجوار غدا يبحث ضبط الحدود والطاقة وملف النازحين

TT

شدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح على أهمية الاجتماع الموسع لوزراء خارجية دول الجوار العراقي الذي يعقد في الكويت غداً «حيث توجد تطورات كثيرة على الأرض تجعله يأخذ أهمية، ومنها المصالحة في العراق وانفتاح الحكومة العراقية على جميع طوائف المجتمع العراقي». وقال الصباح في تصريحات قبيل مغادرته الكويت، أمس، متوجهاً إلى المنامة لحضور اجتماع 1 + 2 + 6، إن اجتماع وزراء خارجية دول الجوار العراقي سيشهد لقاءات جانبية بين الوزراء. رافضاً الحديث عن استبعاد سورية من اجتماع عربي ـ دولي تسعى فرنسا لعقده لمناقشة الأزمة اللبنانية. واكتفى في رده على سؤال حول ما نسب إلى وزيرة الخارجية الأميركية من أنها تسعى لتكوين جبهة عربية ضد إيران بقوله «موقفنا واضح». كما رفض استخدام كلمة «ضغط» من رايس على دول الخليج لإعادة افتتاح سفاراتها في بغداد وقال «لا أحتاج إلى أحد أجنبي يقول لي أهمية افتتاح سفارة لي في بغداد»، مشيراً إلى سعي الكويت لشراء مقر مناسب لسفارتها في المنطقة الخضراء. وحول إسقاط الديون الكويتية المستحقة على العراق وما إذا كانت أميركا قد طلبت هذا الأمر من الكويت، قال الصباح «هذا الأمر يبحث بطريقة ثنائية بين الكويت والعراق، ولا نعتقد أنه محل قرارات أممية».

وقالت مصادر دبلوماسية كويتية مقربة من هذا الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» إن الجلسة السرية ستناقش سبل ووسائل دعم العراق وعودته إلى المجتمع الدولي من خلال دراسة مقترحات وتصورات وأفكار ستقدم من قبل الدول والمنظمات المشاركة مع إبراز دورها في دعم استقرار العراق. وأشارت المصادر إلى دراسة تقارير مقدمة من 3 لجان تم الاتفاق عليها في الاجتماع الموسع الثاني الذي عقد في اسطنبول في الثالث من نوفمبر(تشرين الثاني) 2007 وتهتم بأمن الحدود العراقية مع الدول المجاورة والطاقة والنازحين العراقيين، بالإضافة إلى الاستماع لمطالب العراق من خلال رئيس الوزراء نوري المالكي الذي سيرأس وفد بلاده وسيلقي كلمة في الاجتماع تتناول آخر التطورات على الساحة العراقية. ورجحت المصادر أن يطالب العراق بإسقاط الديون المتراكمة عليه وتخفيض نسبة الاستقطاع من مبيعات النفط العراقية التي تخصم لصالح التعويضات، ودعوة الدول لإعادة افتتاح سفاراتها في بغداد وتسمية سفراء لها. ومن المقرر أن يعقد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد الصباح ووزير خارجية العراق هوشيار زيباري مؤتمراً صحافياً عقب الاجتماع لتلاوة البيان الختامي والرد على أسئلة رجال الإعلام العرب والأجانب الذين بدأوا في التوافد على الكويت منذ صباح أمس لتغطية هذا الحدث. يذكر أن الدول المشاركة في هذا الاجتماع الموسع الثالث لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق هي دول مجلس التعاون الخليجي الست والعراق، وأميركا، وبريطانيا وكندا والصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والسويد ومصر والأردن وإيران وسورية وتركيا بالإضافة إلى مندوبين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. ويعقد خبراء من الدول المشاركة اجتماعات صباحية ومسائية اليوم للتحضير للاجتماع الموسع، حيث من المقرر أن يناقش هؤلاء الخبراء تقارير اللجان المختصة ومسودة البيان الختامي تمهيداً لرفعها إلى اجتماع وزراء الخارجية. وعلى صعيد اللقاءات الثنائية بين وزراء خارجية بعض الدول المشاركة في الاجتماع، أوضحت مصادر دبلوماسية كويتية أن هذا يرجع إلى رغبة الوزراء أنفسهم من دون تدخل من الدولة المضيفة الكويت. يشار إلى أن وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الايراني منوشهر متقي، قد أعلنا في وقت سابق عدم نيتهما اللقاء على هامش اجتماع الكويت، في حين من المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم نظيره الفرنسي برنار كوشنير وهو الأول من نوعه بعد اجتماع دول الجوار الذي عقد في اسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وحول مناقشة الأزمة اللبنانية على هامش الاجتماع الموسع، أكدت المصادر الكويتية ترحيب بلاده بأي جهد عربي أو دولي لمساعدة لبنان، ورفضت هذه المصادر التعليق حول ما ذكر في بعض وسائل الإعلام الغربية عن عدم مشاركة سورية في اجتماع مناقشة الأزمة اللبنانية، وقالت «لننتظر ساعات ونرى».