الصدر يهدد بـ«حرب مفتوحة» و«انتفاضة ثالثة» ضد الحكومة «ناكرة الجميل»

الناطق باسم الزعيم الشيعي: التحذير فرصة أخيرة > الجيش الأميركي: سنرد

TT

هدد قائد اميركي في العراق الاحد بالرد عسكريا على الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، اذا ما نفذ تهديداته وهاجم القوات العراقية والاميركية. وقال الجنرال ريك لينش قائد القوات الاميركية في محافظات بابل وواسط وكربلاء والنجف في وسط العراق «آمل ان يواصل مقتدى الصدر خفض وتيرة العنف وعدم التشجيع عليه».

واضاف امام صحافيين غربيين محذرا «اذا ما اصبح الصدر وجيش المهدي عنيفين جدا، فنحن نمتلك ما يكفي من قوة النيران لنقل القتال الى ميدان العدو».

وكان الزعيم الشيعي قد هدد الليلة قبل الماضية بشن «حرب مفتوحة»، اذا ما تواصلت العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الاميركية والعراقية في معقله مدينة الصدر في بغداد، وفي كبرى مدن الجنوب البصرة. وقال الصدر: «اوجه آخر تحذير وكلام للحكومة العراقية، ان تتخذ طريق السلام ونبذ العنف مع شعبها والا كانت كحكومة الهدام»، في اشارة الى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. واضاف الصدر الذي يتزعم «جيش المهدي» الذي يضم آلاف المقاتلين، ولكن من دون تنظيم جيد، «ان لم تكبح (الحكومة) جماحها وجماح الميليشيات المندسة فيها فسنعلنها حربا مفتوحة حتى التحرير». وخاطب الصدر الحكومة قائلا «أنسيتم الانتفاضة الاولى في النجف وباقي المحافظات، التي منها وبسببها تكونت حكومتكم، أم الانتفاضة الثانية التي كانت سببا في البدء بالانتخابات، أم تريدونها انتفاضة ثالثة؟». واضاف ان «لم تكبح (الحكومة) جماحها وجماح الميليشيات المندسة فيها فسنعلنها حربا مفتوحة حتى التحرير، ومن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه».

وتابع الصدر «تكالب علينا العدو فالنواصب من جهة، حيث لم نسلم من مفخخاتهم واحزمتهم ونزعتهم الطائفية وسياساتهم واقوالهم الكاذبة اخرها ما قاله كبارهم من اني لايران اتبع مع اني لغير العراق لا انتمي»، في اشارة الى تصريحات الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري التي قال فيها ان مقتدى الصدر تابع لايران. وأضاف «من جهة اخرى جعل المحتل منا هدفا لطائراته ودباباته وقاذفاته وهاوناته وقناصيه وسياسته الخداعة، اخرها مطالبتي بعدم الوقوف ضد الحكومة العراقية». واعتبر الصدر الحكومة العراقية الطرف الثالث «الذي جعل من الصدريين هدفا له، متناسية باننا اخوتهم بل انفسهم»، واصفا الحكومة بأنها «ناكرة للجميل».

ووجه الصدر شكره لموقف «بعض المرجعيات التي نطقت على لسان خطبائها رافضة حصار المدن، لاسيما حصار مدينة الصدر والا تستهدف الحكومة جهات معينة لاسباب سياسية»، مستنكرا في الوقت نفسه «سكوت البعض بل قبوله بما يسمع ويرى.. متمنيا منهم ومن الحكومة العراقية ان تطالب المحتل بجدولة خروجه بأقرب وقت ممكن».

من جهة اخرى، عد صلاح العبيدي المتحدث الرسمي باسم مقتدى الصدر، التحذير الذي أطلقه الزعيم الشيعي «الفرصة الاخيرة» للحكومة لان توقف العمليات ضد جيش المهدي والتيار الصدري. وقال لـ«الشرق الاوسط» «ان الحكومة تمادت بخطواتها كثيراً، وان الالتزامات التي ادعت بها حول نيتها تنفيذ مطالب الشعب كانت غير جدية». وخير الحكومة بين «المواجهة او الرضوخ لمطالب ابناء الشعب». وذكر بأن الصدر «كان قد حذر في 8 ابريل (نيسان) حينما اجل المظاهرة المليونية بانه في حال استمرت التجاوزات ضد اتباعه فانه سيرفع قرار تجميده لجيش المهدي، والبيان الاخير يؤكد من خلال تحذيراته، ان هناك نية الى رفع التجميد عن جيش المهدي». وكان الصدر قد أعلن تجميد نشاطات «جيش المهدي» في اب (اغسطس) من العام الماضي لمدة ستة اشهر، ثم مدد قرار التجميد ستة اشهر اخرى في شباط (فبراير) الماضي.

ودعت غالبية المساجد في مدينة الصدر عبر مكبرات الصوت السكان أمس الى مقاومة الاحتلال. كما طالبت النداءات الحكومة العراقية بـ«فك الحصار عن مدينة الصدر واطلاق سراح المعتقلين». وناشدت في الوقت نفسه «قوات الجيش العراقي عدم مقاتلة اخوانهم العراقيين»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية.