المغرب يناقش سياسته الزراعية الجديدة على هامش المعرض الدولي للفلاحة بمكناس

ينعقد من 23 إلى 28 أبريل الجاري بمشاركة 25 دولة

TT

تنطلق يوم غد، في مدينة مكناس التاريخية، فعاليات المناظرة الوطنية الأولى للزراعة، والتي سيتم خلالها عرض ومناقشة تصورات الحكومة المغربية للسياسة الزراعية الجديدة بالبلاد. وسيتم خلال المناظرة توقيع عدة معاهدات قطاعية بين الحكومة والمهنيين، خاصة معاهدة تنمية قطاع انتاج الحوامض، ومعاهدة تطوير قطاع الدواجن واللحوم البيضاء، بالإضافة إلى خطط الحكومة لدعم قطاعات إنتاج القمح والحبوب الغدائية والمنتجات السكرية وقطاع الخضر والفواكه، وتطوير الزراعات الجديدة.

ويرتقب أن تعرف المناظرة نقاشات ساخنة حول آفاق تحرير انتاج وتسويق القمح والحبوب في المغرب. ولا يستبعد المراقبون أن تعرف المناظرة كذلك بعض المفاجآت نتيجة التحولات التي عرفتها الأسواق العالمية للمنتجات الزراعية، والتي أضعفت موقف دعاة التحرير، وقوت مواقف دعاة تطوير الإنتاج المحلي وتعزيز الاكتفاء الذاتي، خاصة في مجال إنتاج القمح والحبوب الغذائية. فقد كان التوجه السائد لدى الحكومة في السابق هو التحرير التدريجي لهذا القطاع، واستبدال انتاج القمح بغرس الزيتون والأشجار المثمرة اعتبارا لضعف مردودية إنتاج القمح بالمغرب وضعف المنافسة في السوق العالمية. غير أن الارتفاع القوي للأسعار العالمية غير هذه المعطيات. فقد بدأ العالم ينتقل من حالة الوفرة التي تعمد فيها القوى الكبرى المنتجة للقمح (أوروبا وأميركا والأرجنتين) إلى إحراق المحاصيل لدعم الاسعار، إلى حالة من الندرة التي أصبحت تهدد الكثير من مناطق العالم بالمجاعات والكوارث الاجتماعية.

وتم اختيار معرض مكناس لتنظيم هذه المناظرة التي يرجى منها أن تحدد التوجهات الرئيسية للسياسة الزراعية بالمغرب، وهو ما يرتقب أن يعطي زخما جديدا للمعرض الذي اكتسب مكانة بارزة ضمن الملتقيات الزراعية على المستوى المتوسطي خلال الثلاثة أعوام الأخيرة. ويولي المغرب للمعرض أهمية خاصة تتناسب وأهمية القطاع الزراعي، وقد دأب الملك محمد السادس شخصيا على افتتاح دوراته منذ انطلاقه سنة 2006، تأكيدا لهذه الأهمية.

ويرتقب أن تستقطب الدورة الثالثة، التي ستنطلق يوم 23 من الشهر الجاري وتمتد إلى غاية 28 منه، نحو 850 عارضا من 25 دولة. وسيقام المعرض على مساحة 90 ألف متر مربع، ضمنها 40 ألف متر مربع مغطاة، في فضاء صهريج السواني التاريخي.

ويتمحور المعرض حول سبعة أقطاب يشكل كل واحد منها معرضا قائما بذاته. فالقطب الجهوي الذي يضم أروقة تمثل المناطق 16 التي يتكون منها المغرب يهدف إلى إبراز إمكانيات وقدرات كل منطقة وخصوصياتها، والقطب الدولي يضم أروقة عارضين من 25 دولة في مختلف المجالات الزراعية والصناعات والتقنيات المرتبطة بالزراعة، وقطب الإنتاج لإبراز تنوع وغنى المنتجات المغربية، أما قطب الطبيعة والحياة فيهم الأنشطة الترفيهية المرتبطة بالطبيعة كالصيد والقنص وفنون البستنة، فيما خصصت الأقطاب الباقية لتربية المواشي والآليات والتجهيزات الزراعية.