السعوديون يشربون 7 مليارات كوب شاي سنويا

ينفقون على استهلاكه نحو 170 مليون دولار

عامل في مقهى وسط مدينة جدة يعد الشاي لمرتادي المقهى (تصوير: خضر الزهراني)
TT

كشفت دراسة حديثة أن السوق السعودية تحتل المرتبة الثانية بعد المصرية عربيا، في حجم استهلاك الشاي السنوي، وبما يعادل 9 ملايين كوب يوميا. واضافت ان السعوديون يستهلكون حوالي 7 مليارات كوب سنويا من الشاي، وبتكلفة تبلغ 170 مليون دولار أميركي. وأكدت الدراسة، التي أجراها عدد من شركات الشاي العالمية، أن تناول الفرد لقدح أو قدحين من الشاي، في اليوم الواحد، ينعكس بشكل إيجابي على حركة الدورة الدموية والمزاج والنوم بشكل صحي أيضا.

وعبر ندوة تثقيفية شهدتها مدينة جدة، قال بول كونيلان مدير البحوث والتطوير للمشروبات في برنامج الصحة والتغذية العالمي، أن الشاي هو المشروب الثاني في العالم بعد الماء على مستوى العالم، موضحا أن الاستهلاك البشري للشاي يوميا يفوق 3.5 مليار كوب. وأشار الدكتور كونيلان أن الآثار والنتائج الصحية للشاي تعود إلى المكونات المختلفة لعديد الفينول «POLYPHENOLS»، مضيفا، ان توفر مادة الثيانين الطبيعية في أوراق الشاي الجافة يساهم في تحسين وظائف المخ بخفض نسب القلق والتوتر، إضافة إلى الشعور بالارتياح. وكانت دراسة سابقة قد قدرت أن متوسط صرف الفرد السعودي على مصروفات الشاي بواقع 22 ريالا سنويا، وكذلك تبين أن معدلات الاستهلاك تبلغ نحو 30 في المائة.

ويوضح مهدي الحسيني لـ«الشرق الأوسط»، وهو يعمل مديرا للإنتاج في شركة لبيع الشاي، أن السوق السعودية تستورد الشاي من كافة الدول المصدرة له، مبينا أن آخر الإحصاءات المتوفرة لديهم عن حجم استهلاك السعوديين للشاي يبلغ مليار ريال سعودي سنويا.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» قد توقعت ارتفاع أسعار الشاي بنسبة 10 في المائة خلال العام الحالي، بسبب انخفاض إنتاجه في أهم الدول المصدرة له كينيا، وكذلك ارتفاع استهلاك الشاي في الصين مقارنة بالهند التي تعد الأولى عالميا في استهلاكه. الجدير بالذكر، أن تاريخ الشاي في العالم يعود إلى أكثر من 5000 عام، ومن بين الأساطير التي تدور حول أهمية الشاي أسطورة الإمبراطور الصيني شين ننج (سنة 2700 قبل الميلاد).

حيث يحكى أن الإمبراطور الصيني لم يلاحظ أن بعض أوراق الشاي قد سقطت من الشجرة في الإناء أثناء غليّ قدر من المياه لتسكين آلام المعدة، وبعد تناول الإمبراطور هذا الشراب وجد أنه ليس فقط ذا طعم لذيذ ولكنه أدى أيضاً تلقائياً إلى اختفاء آلام المعدة التي كان يعاني منها.

ويعود دخول الشاي الى السعودية في العصر العثماني عندما كانت المملكة تحت حكم الدولة العثمانية، ودخل الشاي باسم «تاي» ثم تحول اللفظ إلي شاي للدلالة على كل مشروب يشرب ساخنا كالينسون والكراوية وغيرها، كما أن لفظ شاي قديم في العربية وهو موجود في القواميس منذ قديم الزمان.