مركز أبحاث النخيل في الأحساء يسعى لتطبيق تنقية حديثة لترشيد مياه الري

إنشاء مختبرات حقلية ومحطة أرصاد

TT

في خطوة أولى للحد من استهلاك المياه في الأراضي الزراعية، يسعى المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور، في محافظة الأحساء، من خلال مشروعه البحثي الأول من نوعه، لإقامة مختبرات حقلية لحساب المقننات المائية والاحتياجات المائية الزراعية، التي تتناسب مع الظروف المناخية السعودية.

وذكر مدير عام المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور في الأحساء، الدكتور عدنان العفالق، لـ «الشرق الأوسط» أمس، أن المشروع يسعى من خلال بحثه إلى وضع قياس وتقدير الاحتياجات المائية لأشجار النخيل التي تتناسب مع الأجواء السعودية، في مختلف المناطق، وذلك باستخدام «اللايسيمترات» ومحطات الارصاد، ويعني «اللايسيمترات»، القياس، وهو يهدف في عمله إلى قياس ترشيح التربة. وقال العفالق:«إن المشروع البحثي يعمل على إرساء قاعدة زراعية مستدامة، لأبحاث الري، وتوزيع المياه بشكل مناسب، لتحقيق إدارة منظمة دائمة لاستخدام المياه بشكل يساعد على تقنين المياه الزراعية، إضافة إلى ترشيد مياه الري بالشكل المطلوب والأمثل». وأوضح العفالق، ان الموارد المائية في السعودية، محدودة للغاية، حيث تشكل الموارد القابلة للتجديد جزءا قليلا من الإجمالي الكلي للاستهلاك، مبينا أن الموارد المائية القابلة للتجديد تتكون من المياه الجوفية التي تعاد تغذيتها من مياه الأمطار، وتدفق السيول ومياه الصرف الصحي المعالج.

وأشار العفالق، إلى أن القليل من المياه المعالجة يعاد استخدامها في الزراعة. وقال العفالق: ان الاحصاءات تشير إلى أن تقنية الري الحديث المستخدمة تقارب 68%، غير أن كفاءة الري والأداء المعمول به في عملية سقي الأراضي الزراعية يعتبران متدنيين، وذلك بسبب الميل في إسراف المياه، وبكميات أكثر من الحاجة الفعلية للمحصول الزراعي. ويعزي العفالق الإفراط في المياه، إلى قلة البحوث المتعلقة بإدارة مياه الري، مضيفا: ان «اللايسيمترات» من الأجهزة المستخدمة لأغراض عديدة من أهمها بحوث الري.

وأضاف العفالق: ان المشروع يعمل على «اللايسيمترات»، الذي يعني القياس، وهو يهدف في عمله إلى قياس ترشيح التربة، مبينا أن أول لايسيمترات قد استخدم من قبل LAHIREDE في عام 1688، واللايسيمتر، هو أداة تعزل حجم التربة أو التراب بين السطح والعمق المحدد، ويتضمن بعد ذلك في أخذ عينات المياه المرشحة في قاعه.

وأضاف العفالق: ان المشروع البحثي يمر في مراحله الأولى حاليا، بعد اكتمال البنية الأساسية له بإنشاء «اللايسيمترات» وتركيب محطة الارصاد، حيث يعمل عليه فريق من الباحثين بالمركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور. وبين العفالق، ان الاحتياجات المائية للنخيل، تتراوح بين 50 إلى أكثر من 100 متر مكعب للنخلة الواحدة في العام، وذلك حسب المنطقة ودرجات الحرارة فيها. وقال العفالق: ان المشروع ينفذ مع منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» في إطار برنامج تطوير مركز أبحاث النخيل والتمور.