غياب مفهوم «الوقاية خير من العلاج» يكلف المريض دفع 50 ألف ريال بدلاً من نصف ريال

خبير في التغذية: البرامج الوقائيةقلصت من معدل الوفيات

TT

كشف خبير في التغذية العلاجية لـ«الشرق الأوسط» أن متوسط التكلفة الاقتصادية للرعاية الصحية المقدمة للمريض الواحد الذي يعاني من أحد الأمراض المزمنة في المستشفيات السعودية، يتراوح بحدود الـ50 ألف ريال (حوالي 13300 دولار)، في الوقت الذي تصل فيه تكلفة برامج الوقاية الصحية الموجهة للشخص الواحد نحو نصف ريال فقط.

وطالب الدكتور عبد العزيز العثيمين استشاري التغذية العلاجية في مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، بضرورة تركيز الجهات الصحية على التوعية الاستباقية وبرامج الوقاية، مرجعاً ذلك لتكلفتها القليلة مقارنة بتكلفة العلاج إلى جانب مردودها الكبير، حيث أفاد بأنه لوحظ في الدول المتقدمة كأميركا واستراليا وكندا أن عدد الوفيات جراء أمراض القلب والشرايين شهد تناقصاً كبيراً نتيجة التركيز على برامج الوقاية الصحية، في حين يؤكد الدكتور العثيمين بأن عدد الوفيات نتيجة الإصابة بهذه الأمراض في البلاد ما زال في تزايد ملحوظ.

وفيما يتعلق بمستوى انتشار الأمراض المزمنة في السعودية، أوضح الدكتور العثيمين بأن أحدث الاحصاءات أظهرت أن هناك شخصاً من بين كل 4 معرض للإصابة بالسكري من النوع الثاني، وشخصاً من بين كل 5 يعاني من السمنة، وبيـَّن أن معدل انتشار أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم يأتي بخط مواز، فيما بلغت نسبة الإصابة بسرطان المستقيم للرجال نحو 7.4%، أما نسبة الإصابة بسرطان الثدي للنساء فبلغت 14.2%.

في الوقت الذي تشير فيه أحدث التقارير الطبية إلى أن الأمراض المزمنة أصبحت تعد السبب الرئيسي في وفيات المرضى في السعودية بنسبة تصل إلى نحو 60%، فيما يقف مرض السكري على رأس قائمة أكثر الأمراض انتشاراً، بنسبة تقدر بأكثر من 20% من اجمالي عدد السكان، بحسب ما تظهر أحدث الاحصاءات، في حين يطالب المختصون بضرورة تفعيل البرامج الوقائية التي تتناول العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بداء السكري، للمساهمة في الحد من انتشاره.

من جهة أخرى، أفاد الدكتور العثيمين بأن الوضع الغذائي بناء على دراسة التقييم الغذائي لسكان السعودية، أظهر أن هناك زيادة في حجم المتناول من اللحوم، وزيادة في حجم المتناول من الدهون خاصة الشحوم، يقابل ذلك تدن في معدل الإقبال على تناول الفاكهة والخضراوات، فيما أشار إلى انتشار الخمول والكسل وعدم مزاولة الحركة والنشاط، بالإضافة إلى ارتفاع معدل كتلة الجسم مما يتسبب بانتشار السمنة، وما يتبعها من ارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري والمفاصل والسرطان، وارتفاع استهلاك الملح، بحسب قوله.

تجدر الإشارة إلى أن أحدث الدراسات الطبية أرجعت ارتفاع معدلات الأعمار المتوقعة بين سكان الأرض في القرن الماضي إلى تحسين النظافة والوقاية.