كبير الاقتصاديين في «دويتشه بنك» يتوقع تعافي الدولار خلال عامين

قال إن دول الخليج منزعجة من هبوطه المستمر

انخفض الدولار إلى مستويات قياسية مقابل عدة عملات رئيسة («الشرق الأوسط»)
TT

توقع كبير الاقتصاديين في «دويتشه بنك» الالماني تعافي الدولار الأميركي المتهاوي خلال عامين، قائلا إن الاقتصاد الأميركي لا يزال أقوى اقتصاد في العالم.

وقال نوربرت فالتر، إنه لا يمكنه التنبؤ بإمكانية غروب شمس الدولار، موضحا ان الولايات المتحدة سوق حيوية تتمتع بقاعدة ديموغرافية شابة، ونظام تعليمي متقدم وغنى بالمهارات والمواهب.

وذكر فالتر في مؤتمر للسياحة بدبي أول من أمس، ان دول الخليج «منزعجة» من الهبوط المستمر للدولار، موضحا ان «الخليج يستخرج ثرواته من باطن الارض ويوزعها في انحاء العالم، لكنه منزعج من حصوله على عوائد بعملة تتراجع تقريبا كل يوم». وقدر تقرير رسمي اميركي صافي إيرادات صادرات النفط لمنظمة اوبك العام الحالي بنحو 980 مليار دولار، بسبب الأسعار القياسية التي يسجلها النفط حالياً، بزيادة 45 في المائة عن العام الماضي.

الا أن محللين رأوا ان الهبوط المثير للدولار امام العملات الرئيسية خلال الأعوام القليلة الماضي قاد بالفعل الى الحاق خسائر كبيرة بإيرادات دول الخليج الاعضاء في «اوبك» من صادراتها النفطية المقومة بالدولار الامريكي. ويقول هؤلاء إن ارتباط اسعار النفط بالعملة الاميركية يلقي بظلاله السلبية حاليا على ايرادات دول من الصادرات النفطية، فضلا عن انعكاساته على ارتفاع تكاليف المعيشة في دول المنطقة بتأثير التضخم. وانخفض الدولار إلى مستويات قياسية مقابل عدة عملات رئيسة في العام الماضي، فقد هبط حوالي 12%، مقابل اليورو و2.8% مقابل الجنيه الإسترليني. وخفض هذا الهبوط قيمة عملات الخليج المرتبطة بالدولار، مما أدى إلى ارتفاع قيمة الواردات واندفاع التضخم. ويقدر محللون إن الخسائر الدفترية لدول الخليج الأعضاء في منظمة اوبك، وهي السعودية والامارات والكويت وقطر قد تصل الى 90 مليار دولار العام الحالي، جراء هبوط الدولار امام العملات الرئيسية.

ورسم فالتر صورة قاتمة للعالم في هذا العام، قائلا إن الولايات المتحدة على وشك الدخول في ركود، فيما تعاني اليابان ثاني اكبر اقتصاد في العالم من ضعف الطلب المحلي المستمر منذ مدة طويلة. وتمر الصين، التي تسجل معدلات نمو مدهشة منذ سنوات، بمرحلة توتر، بسبب احداث التبت التي انعكست على الالعاب الاولمبية التي تستضيفها بكين الصيف المقبل والتي اصبحت مناسبة للمواجهة بدل الاحتفال وفق تعبيره.

وقال فالتر، ان اميركا ستتعافى من الركود، ولكن ليس بالسرعة التي يراها المصرفيون والاقتصاديون والخبراء. وقال ان الدولار الاميركي يهبط منذ سنوات، الا انه لا توجد دلائل على ان العالم مستعد للتخلي عن هذه العملة في تعاملاته الدولية كعملة أولى للاحتياط النقدي في العالم. وقررت دول الخليج التي تربط عملاتها الوطنية بالدولار باستثناء الكويت الابقاء على هذا الارتباط، حتى تحقيق الوحدة النقدية الخليجية المقررة عام 2010، بعد ان تصاعدت الضغوط المحلية لفك الارتباط، أو تعويم العملات لمجابهة مستويات التضخم القياسية، التي سجلتها دول المنطقة على مدار العامين الماضيين وحتى الآن.