هيلاري تتعهد بمحو إيران من الخارطة.. وأوباما يمتعض من سؤال حول كارتر ـ مشعل

المرشحان الديمقراطيان لجآ إلى كل الأساليب لإقناع الناخبين في بنسلفانيا بالتصويت لهما

أوباما وزوجته ميشيل، خلال تجمع انتخابي في جامعة بيتسبورغ في بنسلفانيا (أ.ف.ب)
TT

بذل المرشحان الديمقراطيان باراك اوباما وهيلاري كلينتون، جهودا جبارة طوال الشهر الماضي في انتظار اليوم الذي يختار فيه مواطنو بنسلفانيا، مرشحهم المفضل من بينهما. وعلم كلاهما ان عليهما بذل كل ما في وسعهما تحضيرا للانتخابات التي جرت امس. واعتمدت كلينتون تصريحات متطرفة أمس، عند حديثها عن ايران، فتوعدت بإزالة ايران عن الخارطة، اذا هاجمت اسرائيل بأسلحة نووية. وقالت «ايه.بي.سي» ردا على سؤال عما يمكن ان تقوم به، ردا على هجوم نووي ايراني على اسرائيل: «ليعلم الايرانيون انني في حال انتخابي رئيسا سوف أهاجم ايران». وتابعت تقول «خلال السنوات العشر المقبلة التي يمكن ان يفكر خلالها (الايرانيون) بشن هجوم متهور على اسرائيل، سنكون قادرين على إزالتهم كليا عن  الخارطة».

أما أوباما فقد بدا مستاء أمس، حين سئل عن لقاء الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. واجاب: «لماذا لا استطيع فقط ان أتناول فطوري؟».

وامام اصرار الصحافي على طرح سؤاله أجاب اوباما «لماذا لا تدعني آكل فطيرتي؟». وانتقد اوباما الاسبوع الماضي مبادرة كارتر، مؤكدا انه يعتبر حركة حماس منظمة «ارهابية» وانه يدعم الحوار مع الحكومات مثل ايران ودمشق وليس مع منظمات خارج الحكومات.

وخلال المواجهات الشرسة التي خاضاها والتي امتدت ستة اسابيع في ولاية بنسلفانيا، لجأ المرشحان الديمقراطيان الى التلاعب بشعارات بعضهما بعضاً. وفي هذا السياق قالت هيلاري مثلا: «لا يكفي ان نقول: نعم يمكننا ذلك، بل علينا ان نقول كيف يمكننا ذلك». في إشارة الى الشعار المفضل لأوباما والذي ظل يردده منذ البدايات الاولى للحملة الانتخابية.

وفي المقابل سخر اوباما من شريط اعلاني استعملته هيلاري، تظهر فيه لقطات حول بعض التحديات التي واجهتها اميركا في السنوات القليلة الماضية، وأرفقت حملة كلينتون الشريط بإشارات تؤكد ان الولايات المتحدة تحتاج الى رئيس له خبرة للتصرف حول مختلف القضايا، من أزمة الطاقة الى موضوع الارهاب. وهذه هي المرة الاولى التي يوظف فيه احد المرشحين الديمقراطيين هجمات سبتمبر (أيلول) في الحملة الانتخابية. كما تضمن تعليق الشريط عبارة قالها الرئيس الاميركي الاسبق هاري ترومان: «إذا لم تكن قادراً على تحمل الحرارة، عليك الخروج من المطبخ». وبعد هذا التعليق تظهر صورة بن لادن وهو يسير في منطقة جبلية في افغانستان، ولقطة اخرى تبين أعصار كاترينا، ثم لقطة لانهيار جدار برلين، ولقطة تبين محطة وقود في حين تتصاعد اسعار البنزين. وكانت هيلاري قالت إنها ستجري تحقيقاً حول ما إذا كانت شركات النفط لا تتلاعب بأسعار مواد الطاقة. وفور بث هذا الشريط، لفتت حملة اوباما الى ان هيلاري هي التي صوتت عام 2002 لصالح غزو العراق، في إشارة الى ان تقديراتها للقضايا الدولية لا تتصف بالحكمة، عكس ما تقول الآن. ورد اوباما بنفسه قائلاً: «السيناتورة هيلاري تتحدث عن الخبرات ونحن نتحدث عن التغيير.. وخبراتها هذه هي التي جعلتها تقوم بحملة لصالح اتفاقية «نافتا» التجارية عندما كان زوجها رئيساً، ثم تقوم الآن بحملة ضدها عندما أصبحت مرشحة. هذه هي الخبرات التي تريد هيلاري اقناعكم بها». وأضاف: «ما يدعو للسخرية ان تستعمل هيلاري اساليب الرئيس بوش في حملتها لدينا اصلا رئيس يلجأ الى سياسة التخويف، فلسنا بحاجة الى آخر مثله، او ان تعتمد كذلك على اسامة بن لادن لتسجيل نقاط». واضاف يقول: «عملي كقائد اعلى للجيوش الاميركية (في حالة انتخابه رئيساً) هو حمايتكم وهذا سيكون هدفي الأول.. وحرب العراق كانت خياراً أحمق».

واختار المرشحان تبادل أقسى عبارات النقد اللاذعة من منبر جامعتين، حيث خاطب اوباما وزوجته ميشيل ناخبين شبابا في جامعة بيتسبيرغ، في حين خاطبت هيلاري وزوجها بيل كيلنتون، ناخبين شبابا من جامعة بنسلفانيا. وعاد موضوع الاعراق من جديد كمادة تراشق بين اوباما وآل كيلنتون، وذلك عندما سئل الرئيس السابق بيل كيلنتون حول ما سبق ان قاله من ان حملة اوباما تستعمل موضوع الاعراق، فأجاب: «نحن نعرف الآن من خلال الحملة الانتخابية انهم سيواصلون استعمال هذا الامر». وعقب اوباما على ذلك قائلاً: «من الافضل ان توجهوا اليه السؤال ماذا تعني اقواله، لأن ليس لدي فكرة عما يقول، هذه كلمات خرجت من فمه، ولم تصدر عني».

الى ذلك اهتمت وسائل الاعلام الاميركية بتحليل التعابير التي كتبها المخرج والمنتج والممثل مايكل مور، منتج فيلم «فهرنهايت.. 11 سبتمبر» حول هجمات سبتمبر (أيلول)، على موقعه الالكتروني، والتي اعلن من خلاله مساندته لباراك اوباما. وقال في الوقت نفسه عبارات قاسية ضد هيلاري كلينتون والحزب الديمقراطي وادارة الرئيس جورج بوش. وكتب مور 1100 كلمة اشتملت على تنويه حار ولافت بقدرات اوباما، وقال مور الذي استبعدت ولايته ميتشيغان من الانتخابات التمهيدية: «ان ما نشهده ليس مجرد مرشح، ولكن حركة تغيير عميقة وواسعة النطاق من أجل التغيير». وقال عن هيلاري: «على مدى الشهرين الماضيين تحولت اعمال واقوال هيلاري كلينتون من مجرد أقوال وأفعال مخيبه للآمال، الى شيء يبعث على القرف».

وفي موضوع آخر قرر الحزب الديمقراطي في شمال كارولاينا الغاء مناظرة بين المرشحين الديمقراطيين قبل الانتخابات التي ستجرى هناك في السادس من مايو (آيار) المقبل، بعد ان رفض اوباما الالتزام بالحضور بسبب ارتباطات اخرى في جدول مواعيده. ويشار الى ان هيلاري واوباما شاركا في 21 متاظرة حتى الآن، واتسمت مشاركاتهما بتوخي الحذر في الرد على اسئلة الحاضرين، وكانت آخر مشاركة لهما قبل اسبوع في مدينة فيلادلفيا، بيد ان المرشحين سيحضران كلاهما غذاء يقيمه الحزب الديمقراطي في الثاني من مايو (آيار).