ميليباند لـ«الشرق الأوسط»: نحن والعراقيون نريد أفعالا لا كلمات

وزير الخارجية البريطاني قال إن أصدقاء لبنان يطالبون سورية بالاعتراف بحدوده وإقامة علاقات دبلوماسية

TT

شدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس، على ان العراق يمكن له ان «يعلب دوراً مهماً في القضايا الاقليمية»، وان الحكومة العراقية «اثبتت جدارة وباتت اكثر ثقة» مما يساعدها على لعب دور اقليمي اوسع. وتحدث ميليباند في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» عن التحول في الحكومة العراقية ودورها في القضايا الاقليمية، قائلاً ان اجتماع دول جوار العراق الموسع الذي اختتم اعماله في العراق «كان مهماً لإظهار التغيير في مسؤولية وثقة الحكومة العراقية». وأضاف: «عند عقد الاجتماع الاول في شرم الشيخ قبل عام، كان العراق ينظر الى مستقبل متشائم واحتمال تفككه الفعلي، ولكن اليوم الحكومة العراقية اكثر ثقة وشجاعة بناءً على تقدم احرزته هي وليس فقط من قبل قوات التحالف».

وأوضح ميليباند ان «استقرار العراق مهم للمنطقة»، ليس فقط في ما يخص الوضع الداخلي العراقي، بل ايضاً «استقرار الوضع الاقليمي، فالعراق يستطيع المساهمة في استقرار المنطقة». واضاف: «تحولت الاجتماعات من الحديث فقط عن المشاكل في العراق، الى تحول العراق الى مصدر استقرار وقوة للمنطقة». ولفت ميليباند الى ان هذه الثقة «جعلت العراق هو الذي يضع اجندة الاجتماع، والمطالبة بدعم سياسي واقتصادي حقيقي»، موضحاً: «نحن والعراقيون نريد افعالا وليس فقط كلمات». وتابع: «يجب ان تعطي الجدارة العراقية ثقة لدول الجوار في التعامل مع حكومتها»، قبل ان يقول: «علينا الا ننسى ان الوضع في العراق ما زال هشا والانجازات صعب تحقيقها، كما ان الخسائر كبيرة». وطالب ميليباند في الجلسة المغلقة لوزراء الخارجية من دول الجوار «تحويل الكلمات الى افعال»، بعد ان انتهى الاجتماع من دون الاعلان عن نتائج ملموسة. وفي رد على اتهامات بعض الدول العربية حكومة بغداد من انها موالية لايران، قال ميليباند: «استعداد الحكومة العراقية لمواجهة الميليشيات الشيعية، والاجرامية، ارسلت رسالة قوية الى الجميع». واضاف: «الشعب العراقي انتخب الحكومة العراقية وقد استطاعت هذه الحكومة بضم كل الاطياف اليها»، مشيراً الى قرار جبهة التوافق الاسبوع الماضي بالعودة الى الحكومة. وأضاف: «اثبتت هذه الحكومة التزامها بقيم واضحة تهم العرب والدول الاقليمية». وحول احتمال جعل مؤتمر دول جوار العراق اكثر توسعاً لمعالجة القضايا الاقليمية، قال ميليباند: «بالطبع هناك لقاءات ثنائية ولقاءات مهمة تتناول قضايا اقليمية»، ولكنه استبعد ان يصبح المؤتمر موسعاً لتناول كل قضايا المنطقة. ولفت الى ان اجتماع دول جوار العراق شهد لقاء مهماً لـ«اصدقاء لبنان»، الذين وصفهم بأنهم «يتمتعون برؤية متشابهة في ما يخص التعامل مع الوضع اللبناني، غالبيتها دول عربية». وقال ان الاجتماع الذي ضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والكويت والامارات والاردن ولبنان وقطر والسعودية ومصر وبريطانيا وايطاليا والمانيا «طالب سورية بالوقوف بوضوح والاعتراف بالحدود اللبنانية»، موضحاً: «هناك اجماع لبناني ومبادرة عربية تدعم المرشح للرئاسة اللبنانية، ولكن هذا الترشيح يواجه العرقلة». وأضاف: «على اصدقاء لبنان دعم اللبنانيين سياسياً من خلال دعم المحكمة الدولية (في قضية مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري) واقتصادياً». وتابع: «يجب الا يصبح عدم التقدم في لبنان منحدراً خطيراً الى تدهور الامور». ورداً على سؤال حول ما اذا كان الاجتماع اكثر فعالية لو كانت سورية دعيت اليه، قال ميليباند: «هناك سبب لماذا سمينا المجموعة «اصدقاء لبنان»، وسأترك لكم تقييم ذلك». وأصاف: «لا يوجد هناك نقص في التواصل مع سورية، ولكن هناك نقص في التجاوب الايجابي» من قبل دمشق. وعن الدور الايراني في العراق ولبنان، قال ميليباند الذي التقى بنظيره الايراني منوشهر متقي مساء امس: «نريد التأكيد مجدداً على ايران، ان امامها خيار في الدور الذي تلعبه، وان يمكنها ان تكون ايجابية في القضايا الاقليمية والبرنامج النووي الايراني». وأضاف: «الخيار ليس بين النجاح او الفشل بين التعاون الاقليمي او المزيد من العزلة». ولفت الى ان «هناك حاجة كبيرة للدور الايراني الاكثر ايجابية، في وقت ايران تعاني فيه من مشاكل داخلية، مثل معدل التضخم 18 في المائة والاخبار الاخيرة عن الخلافات الجدية في الحكومة الايرانية والمشاكل الاقتصادية تظهر ذلك».