مؤتمر «أصدقاء لبنان» يدعو إلى انتخاب سليمان رئيساً فوراً من دون شروط مسبقة

TT

دعا المشاركون في اجتماع «أصدقاء لبنان» الذي عقد في الكويت أمس على هامش مؤتمر جوار العراق الى «الانتخاب الفوري للمرشح التوافقي، العماد ميشال سليمان رئيسا بدون شروط مسبقة»، والى «اعادة تحديد» العلاقات بين بيروت ودمشق. إلا ان سورية التي لم تدْعَ للمشاركة، اتهمتهم بالسعي الى تدويل الازمة اللبنانية. واعترض وزير خارجيتها، وليد المعلم، على استبع اد سورية من اللقاء، وقال ان «كرامة سورية لا تسمح لها بأن تستبعد بهذا الشكل». وانسجاما ايضا مع المبادرة العربية، طلب البيان قيام حكومة وحدة وطنية في لبنان، واعتماد قانون جديد للانتخاب يتوافق عليه الاطراف اللبنانيون وتجري على اساسه الانتخابات. وكانت الخارجية الفرنسية قد رتبت لعقد اجتماع تنسيقي حول الأزمة اللبنانية دعت إليه وزراء مجموعة «أصدقاء لبنان»: وهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأمم المتحدة وفرنسا وايطاليا ومصر وألمانيا والسعودية والإمارات وقطر والأردن وروسيا والكويت، إلى جانب وزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري، وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، ومبعوث الأمم المتحدة إلى لبنان تيري رود لارسن.

واجتماع امس هو الثالث لمجموعة «أصدقاء لبنان»، إذ عقد قبله اجتماعان؛ الأول في اسطنبول على هامش اجتماع دول الجوار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، والثاني بباريس في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، على هامش مؤتمر المانحين للفلسطينيين. وترأس الاجتماع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي رحب في كلمة بأصدقاء لبنان، مؤكدا دعمهم المبادرة العربية، وجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فيما يخص الأزمة اللبنانية. وخشيَّ المعلم من تأثير «هذا الاجتماع على المساعي العربية لحل الأزمة اللبنانية، باتجاه تدويلها، الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيل الحل في لبنان»، وأضاف: «أما إذا كان المجتمعون يثقون بأن المبادرة العربية هي المخرج لحل الأزمة اللبنانية فإننا سنصفق لهم». وقال المعلم إنه التقى موسى مساء أول من أمس، «وبحثت معه طويلا مشاركته في الاجتماع، وحرصت على ألا يشارك، لأن هناك اتجاها لتدويل الأزمة اللبنانية، مما يعني فشل مساعي الأمين العام والمبادرة العربية، إلا أن موسى أصرَّ، وقلت له نحن ننتمي إلى مدرستين مختلفتين بالدبلوماسية». وبعد انعقاد المؤتمر الصحافي للمعلم، لفت موسى انتباه الصحافيين الذين حملوا إليه تصريح المعلم، الى ان مشاركته في اجتماع أصدقاء لبنان جاءت للتأكيد «على أن الأزمة اللبنانية حلها عربي، وهناك تخوف من مخاطر التدويل، والمبادرة العربية هي الوحيدة الفاعلة حاليا»، متمنيا «ألا يكون أمام لبنان صيف ساخن»، كما قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش. وأضاف موسى: «انا انتمي الى مدرسة دبلوماسية تختلف عن مدرسة المعلم. انتمي الى مدرسة تقوم على ان تحضر وتتخذ موقفا وتنقل وجهة نظرك، وهي مدرسة تعاكس مدرسة المعلم الدبلوماسية». وفي الاطار نفسه، التقى المعلم صباح أمس في الكويت نظيره الفرنسي كوشنير وبحث معه «جملة من القضايا؛ أهمها الأزمة اللبنانية». وقالت الخارجية الفرنسية في بيان لها إن «الاجتماع تخلله تبادل صريح حول مسائل إقليمية وخاصة الأزمة الراهنة في لبنان، والقضايا ذات الاهتمام السوري ـ الفرنسي المشترك».