اجتماع الكويت حول العراق انتهى من دون نتائج ملموسة وبغداد «غير سعيدة»

وعود أميركية لم تتبلور في مؤتمر دول الجوار * اللقاء المقبل في بغداد

TT

ساد جو من عدم الارتياح في اجتماع دول جوار العراق الموسع، الذي انهى اعماله في الكويت أمس، بعد ان اعرب الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ عن «عدم سعادته» لنتائج الاجتماع، اثر فشله في الحصول على وعود ملموسة من دول الجوار لدعمه سياسياً، من خلال الاعلان عن تعيين سفراء للدول العربية أو شطب الديون، وهو ما كانت تعول عليه الولايات المتحدة ايضا. وبينما اكد البند الاول من من البيان الختامي للاجتماع، ان المشاركين «يؤكدون احترام الهوية العربية والاسلامية للعراق»، لم تتخذ الدول العربية خطوات ملموسة للتأكيد عن دعمها من العراق. وكان الاعلان عن احترام الهوية العربية والاسلامية للعراق من التغييرات البسيطة، التي طرأت على البيان، الذي كان شبيهاً لبيان اجتماع اسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مثل بند اضيف للاعلان عن «دعم الحكومة العراقية» في جهود الاصلاح والمصالحة الوطنية. ولفتت مصادر دبلوماسية حضرت الجلسات المغلقة، إلى ان العراق عمل على الظهور اكثر ثقة بعمله وبناء علاقات اكثر ايجابية مع الدول العربية، الا ان «التأثير الايراني بقي مخيماً على الاجتماعات». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية حسام الدين محمد زكي إن «الدول العربية تنظر بترقب وحذر الى الاتهامات ضد ايران، ولدينا تساؤلات للمسؤولين العراقيين حول هذه الاتهامات»، لافتاَ الى ان الصورة لم تتضح بعد، حول الدور الايراني في العراق وتعامل الحكومة العراقية معه. وأضاف دبلوماسي غربي ان «ايران لم تتحدث كثيراً في الاجتماع، مكررة كلامها بأنها تدعم استقرار العراق، وان المشكلة الرئيسية تكمن في وجود القوات الأجنبية فيه، فلم يحرز تقدم في التواصل بين الاطراف المجتمعة».

وحول التردد العربي بالتعامل الأوسع مع العراق، قال مصدر حكومي عراقي ان «المشكلة ما زالت التخوف العربي من ايران». وأضاف «لم تطرح هذه المسألة بوضوح في المؤتمر مثل ما حصل في السابق، ولكنها كانت واضحة، ولا يزال هناك عدم قناعة بما نفعله من قبل الكثير من الدول العربية». وعلى الرغم من الفصل بين المسؤولين والاعلاميين، توجه الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ الى مركز الاعلاميين، للاعراب عن «عدم سعادة العراق» لمجرى المؤتمر. الا ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري حاول التقليل من حدة تصريحات الدباغ، قائلاً: «انا سعيد بهذا الاجتماع.. هذه المؤتمرات تخلق المزيد من التفاهم والتقدم». وأضاف «ما انجز في تاريخ قياسي، اذ خلال نصف يوم انجزنا الكثير، واتفقنا على البيان الختامي». لكن الدباغ تحدث مطولاً الى الصحافيين حول العقبات امام انجاح المؤتمر، مشدداً على ضرورة «التفاعل مع الوضع العراقي من قبل الدول العربية»، من خلال التمثيل الدبلوماسي وشطب التعويضات. ويريد العراق شطب نسبة الـ5 في المائة من كل ايراداته النفطية، التي تذهب لتعويض الدول المتأثرة من غزو الكويت عام 1990. وأضاف: «نعتقد ان التعهدات التي قطعتها دول الجوار على نفسها من الأمن والديون والعلاقات الدبلوماسية لم تحرز». وشدد الدباغ على ان العراق «لا يريد تحول المؤتمر الى مؤتمر روتيني، ويريد نتائج ملموسة». وفيما اعلن امس ان الاجتماع الموسع المقبل لوزراء خارجية دول جوار العراق سيكون في بغداد، فإن اجتماع الكويت، حسب عدة مصادر غربية، لم يخرج بالنتيجة المطلوبة. وقال مصدر دبلوماسي غربي: «الاميركيون اعطوا العراقيين وعوداً بخروج المؤتمر بنتائج ملموسة في قضايا التمثيل والتعويضات، لكنهم لم يستطيعوا الوفاء بهذه الوعود». ولفت مصدر دبلوماسي اوروبي آخر، الى ان «الولايات المتحدة كانت تريد جعل المؤتمر الموسع، يركز على قضايا اقليمية لتفرض المزيد من الضغوط على ايران، ولكن الدول العربية رفضت هذا الطرح».