الظواهري: لم أقابل مغنية .. و«المنار» والإيرانيون روّجوا وقوف إسرائيل خلف هجمات سبتمبر

طالب بمعاقبة الدول الغربية التي ساهمت بقوات في العراق وليس أميركا وحدها

TT

نفى الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، أن يكون قد التقى بالقيادي العسكري السابق في حزب الله، عماد مغنية، وانتقد تلفزيون «المنار» التابع للحزب، بدعوى ترويجه فرضية أن إسرائيل نفذت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 ضد الولايات المتحدة. وقال إن هذه «الشبهة» هي «قول بلا دليلٍ»، وأن الهدف منه «حتى لا يكون لأهل السنة أبطال ينكون في أميركا، كما لم ينك فيها أحد في تاريخها».

وقال إن هذه المواقف «تلقفتها وسائلُ الإعلام الإيرانية»، معتبراً أن غرض إيران واضحٌ، وهو «التغطية على تواطئها مع أميركا في غزو ديار المسلمين في أفغانستان والعراق، وأعاد التأكيد أن الهجمات كانت من تنفيذ «القاعدة». ولدى سؤاله عن عدد المرات التي قابل فيها مغنية، قيادي حزب الله العسكري والذي قتل في 12 فبراير (شباط) الماضي بانفجار في دمشق، قال «لم أقابله، وهذا سؤالٌ غريبٌ، لا أدري ما وراءه؟». كما أكد أن الزعيم المفترض لتنظيم «القاعدة» في العراق، أبو حمزة المهاجر، شخصية حقيقية وليس من نسج الخيال. وأشار الظواهري، الذي ظهر في تسجيل صوتي خصصه للرد على أسئلة كان قد تلقاها في السابق، إلى أن لبنان مقبل على مرحلة سيكون فيها «مركزا محورياً» لنشاط التنظيم. كما دعا أهل المغرب والجزائر إلى «عدم الخوف» من احتمال أن يستهدف التنظيم المدنيين في تلك البلاد. وطلب من الجيل الجهادي في لبنان إعداد نفسه للوصول لفلسطين، وأن يطرد «القوات الغازية الصليبية» التي عنى بها قوات الطوارئ الدولية.

ولفت في التسجيل، تجنب الظواهري الإجابة عن سؤال حول الموقف من حكومة السودان، ووجه في المقابل انتقادات مطولة لتنظيم «الإخوان المسلمين». كما أظهر «اهتمامات بيئية» حمّل خلالها الغرب مسؤولية ظاهرة الاحتباس الحراري. وتحت عنوان «اللقاء المفتوح مع الشيخ أيمن الظواهري الحلقة الثانية»، والذي عرضته بعض مواقع الانترنت التي درجت على نشر بيانات وتسجيلات «القاعدة» امس، قال الظواهري أولاً: «الوضع في العراق يبشر بانتصار الإسلام واندحار الصليبيين ومن وقف تحت رايتهم قريباً بإذن الله». وقال يجب معاقبة الدول الغربية التي ساهمت بإرسال قوات إلى العراق، موضحا أن «الحرب الجهادية» لا تركز على الولايات المتحدة وحدها لكونها تقود هذا التحالف.

وحث الظواهري المسلمين، في تسجيل صوتي جديد مدته حوالي ساعتين ونصف، على الالتحاق بـ«المقاومة» ضد القوات الاميركية في العراق، محذرا من أن «القاعدة» تعتزم شن هجمات ضد الغرب.

كما وجَّهَ النقد للمسلمين، وذلك بسبب عدم دعمهم لـ«المجاهدين» في العراق والدول الاخرى. ودعا الظواهري الدول الاسلامية إلى تقديم الدعم المالي «لنصرة إخوانهم من المجاهدين»، قائلا «أنصح كل مجاهد ينفر لساحات الجهاد أن يجمع ما يستطيعه من مال قدر طاقته ليوصله للمجاهدين، فإن المال عصب الحرب، وكذلك أنصحه بأن يحرض أهل الكفاءات العلمية والفنية الذين يحتاجهم المجاهدون للنفير معه أو على الاقل أن يكون واسطة بينهم وبين المجاهدين». وتأتي الرسالة الصوتية كجزء أول من أجوبة يرد فيها الظواهري على مئات الاسئلة التي وجهها له أنصار «القاعدة» والنقاد والصحافيون عبر المنتديات الالكترونية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وحث الظواهري المقاتلين في العراق على الاتحاد تحت راية تنظيم «دولة العراق الاسلامية» التابع لـ«القاعدة»، قائلا «أدعو المسلمين جميعا للنفير لساحات الجهاد وخاصة للعراق وأدعو الامة المسلمة أن تخشى سؤال الله لها عن تخلفها عن نصرة إخوانها المجاهدين وألا يبخلوا عليها بالرجال ولا بالمال الذي هو عصب الحرب ومادتها ووقودها وأن يعلموا أن المال مال الله ويجب أن ينفق في سبيل الله». وقال إن لبنان مقبل على مرحلة سيكون فيها «مركزاً محورياً» لنشاط التنظيم. كما دعا أهل المغرب والجزائر إلى «عدم الخوف» من احتمال أن يستهدف التنظيم المدنيين في تلك البلاد. ووردت للقيادي الاصولي مجموعة من الأسئلة تناولت جواز التحاق النساء بـ«الجهاد» وعدد النساء في التنظيم، فرد الظواهري بنفي وجودهن في التنظيم، وأن الحاجة لهن خاضعة «لتقدير المجاهدين».

وتوجه الظواهري إلى الجزائريين بالقول: «إخواني المسلمين في الجزائر. أطمئنكم بأن إخوانكم في (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) هم أحرص الناس على أرواحكم وأموالكم وأعراضكم وكرامتكم، وأنهم يخوضون جهاداً في سبيل الله لتحريركم من أميركا وفرنسا وأبناء فرنسا». وذكر الظواهري أن منطقة أفغانستان وباكستان تشهد صحوة جهاديةً عارمة. وتوقع لها بأن «تغير الأوضاع في المنطقة، وأن يكون لها بالغ الأثر على العالم الإسلامي»، مشيراً إلى أن من وصفهم بـ«الصليبيين وعملائهم في باكستان وأفغانستان» دخلوا مرحلة الانهيار.

وكانت للظواهري أيضاً إجابة عن سؤال حول ظاهرة الاحتباس الحراري، فرأى أن أسباب ذلك تعود إلى «امتناع أميركا والغرب عن اتخاذ أية إجراءاتٍ فعالةٍ لوقف انبعاث الغازات الصناعية المسببة لهذا الارتفاع». وراهن أن ذلك «سيقنع شعوب العالم بمدى إجرام وجشع ووحشية العالم الغربي». وكان الظواهري قد ظهر في الثالث من الشهر الجاري في تسجيل صوتي آخر، خصصه للإجابة عن الدفعة الأولى من الأسئلة التي وردت إليه من الصحافيين والمهتمين بعدما فتح البابَ لذلك عبر الانترنت نهاية العام الماضي.