تدشين مقبرة رمزية لضحايا الحصار أمام معبر رفح

إسرائيل استأنفت تزويد القطاع بالوقود والأونروا توقف عملياتها في غزة

أطفال فلسطينيون في دعاء امام مقبرة رمزية، احتجاجا على حصار قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

في خطوة احتجاجية على مواصلة الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من تسعة أشهر، دشن الفلسطينيون صباح امس الأربعاء مقبرة رمزية لضحايا الحصار بالقرب معبر رفح الحدودي. وأشرف على تنظيم هذه الخطوة كل من رابطة علماء فلسطين ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة المقالة، وبمشاركة أطفال حملوا شعارات تدعو لإنهاء الحصار وإنقاذ حياتهم. وحملت المقبرة اسماء الاشخاص الذين توفوا بسبب قيام اسرائيل بمنعهم من السفر للخارج لتلقي العلاج. ودعا الدكتور مروان أبو راس رئيس رابطة علماء فلسطين، الدول العربية والإسلامية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، محذراً من أن القطاع اصبح «على شفا كارثة إنسانية بسبب اشتداد الحصار ونفاذ الوقود». وحذر من استمرار الحصار، داعياً الجميع لـ«انتظار مفاجآت لا تكون من شعب غزة، بل يمكن أن تكون من الشعوب العربية، والتي لا تقبل بأن يبقى الشعب الفلسطيني معذبا ويذبح أمامهم ليل نهار، وأن تستأصل غزة»، على حد تعبيره. وخاطب الشعب المصري قائلاً: «يا أهلنا في مصر، هل إذا كنا نريد مصنوعاتكم يعني أننا نهدد أمنكم، يا إخوتنا يا من تستعرضون قوتكم أمامنا، وتنصبون رشاشاتكم، ما رأيكم بحالنا، ونحن نقف في وسط مقبرة أنتم تسببتم بها». يذكر أن الحصار قد أدى حتى الآن الى وفاة 136 شخصا بسبب منعهم من تلقي العلاج في الخارج. الى ذلك استأنفت اسرائيل، تزويد القطاع بالوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء، لكنها تواصل منع تزويد القطاع بوقود السيارات والغاز المستخدم للاستعمال المحلي. وقال كنعان عبيد نائب رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، إن الاسرائيليين وعدوا بادخال 800 الف لتر الى مليون لتر من السولار الصناعي لمحطة الكهرباء، مشيرا الى انه في حال تم ادخال مليون لتر فإنها ستكفي لمدة ثلاثة ايام فقط. وكانت اسرائيل قد قلصت كميات السولار الصناعي المستخدم لتوليد الكهرباء وغاز الطبخ بسبب العملية التي قامت بها فصائل فلسطينية في معبر ناحل عوز شرق مدينة غزة، والتي ادت الى مقتل اثنين من المستوطنين.

من جانب آخر أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عن وقف كافة عملياتها الاغاثية في قطاع غزة ابتداء من اليوم بسبب نفاذ الوقود اللازم لتشغيل شاحناتها ومراكزها المنتشرة في كافة مناطق قطاع غزة. وفي مؤتمر صحافي عقده بغزة مع ممثل الأمين العام للامم المتحدة في الاراضي الفلسطينية روبرت سيري، قال مدير عمليات الاونروا جون كنغ، إن نفاذ الوقود سيؤدي الى وقف كافة العمليات الاغاثية وتوزيع المواد التموينية للاونروا وبرنامج الغذاء العالمي لأكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة. واضاف كنغ «المطاحن سينفذ وقودها وستتوقف عن العمل نهاية الاسبوع والصيادون لا يجدون وقودا لقواربهم والمزارعون لا يجدون وقودا لري زراعاتهم اضافة الى شلل الصناعات ونظام الحياة اليومي». واشار الى ان الاطباء والمرضى يضطرون الى السير على اقدامهم للوصول الى المستشفيات موضحا ان 20 في المائة من سيارات الاسعاف توقفت تماما عن العمل وستتوقف 60% خلال نهاية الاسبوع. وقال ان العيادة المركزية نفذ وقودها المخصص لحفظ الادوية فيما الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والتي تعالج 12000 مريض وصل الى أقل من 25%. وقال ان اكثر من 53 طفلا قتلوا واصيب 177 اخرون بجروح منذ يناير الماضي فقط .

من جانبه قال ممثل الامين العام للامم المتحدة روبرت سيري: ان الحصار الاقتصادي على غزة «فشل ولم يحقق اهدافه» داعيا جميع الاطراف الى التعاون مع الجهود المصرية لرفع الحصار عن غزة. وندد سيري بعمليات «قتل الاطفال ومصور صحافي وتدمير الاقتصاد وعدم السماح بالدخول والخروج من غزة» مناشدا الجميع التدخل العاجل «لاننا جميعا على مفترق طرق».