حماس توافق على التهدئة وحديث عن إحياء صفقة تبادل الأسرى

أبو مازن بحث مع بوش في البيت الأبيض معضلة المستوطنات الإسرائيلية

TT

تلقى الوزير عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية، رد حركة حماس على المقترحات المصرية بشأن التهدئة مع إسرائيل خلال استقباله بعد ظهر امس وفد الحركة برئاسة الدكتور محمود الزهار يرافقه القيادي في الحركة سعيد صيام، والمتحدث باسم حكومة إسماعيل هنية المقالة، طاهر النونو.

وقال مسؤول مصري رفيع المستوى أن الوزير سليمان بعد تلقيه موافقة الحركة على التهدئة سيقوم بعرضها على الرئيس مبارك وسيتلقى منه التعليمات وخطة التحرك القادمة مع السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس والفصائل الفلسطينية الأخرى والجانبين الإسرائيلي والأميركى لترجمة هذه الأفكار إلى اتفاق للتهدئة.

وقال المسؤول ان نجاح مصر في تحقيق التهدئة يمكن أن ينعكس إيجابيًا على ملفات كثيرة؛ من أهمها وقف العدوان وفك الحصار على الشعب الفلسطيني وتهيئة الأجواء لإنجاح المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية الدائرة حالياً واستئناف الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني وإتمام تبادل صفقة الاسرى الفلسطينيين بالجندي الأسير جلعاد شاليط.

وقال ان العنصر المهم والملح بعد تحقيق التهدئة هو فتح المعابر بين غزة وإسرائيل وفتح معبر رفح بين مصر والقطاع حسب ترتيبات تم الاتفاق عليها بين السلطة وإسرائيل بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي، مما يتيح انتعاش القطاع المحاصر منذ فترة طويلة، وهذا الملف تم بحثه مع الأطراف جميعها. وهناك موافقة من حماس والسلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الاوروبي والاميركيين على فتح معبر رفح طبقا لاتفاق 2005 وحماس لها تحفظات بسيطة سيتم معالجتها لاحقاً.

وأوضح المصدر ان التهدئة «ستتيح لمصر أيضًا أن تتحدث عن صفقة تبادل الأسرى التى قطعنا شوطا كبيرًا فيها حيث سيتم فى الحركة الأولى من الصفقة مبادلة نحو 400 أسير من بين حوالي 12 ألف أسير فلسطيني في سجون إسرائيل، مقابل تسليم شاليط إلى مصر لتقوم بتسليمه إلى إسرائيل، وبعد ذلك يتم إطلاق باقى الأسرى. ووافقت إسرائيل حتى الآن على إخراج ألف أسير لكن بمواصفات غير المواصفات التى وضعتها الفصائل الآسرة للجندي. وقالت مصادر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القاهرة «إن الدكتور الزهار وصيام وزيرا الخارجية والداخلية في حكومة الحركة المقالة، سلما الوزير سليمان، مساء أمس بالقاهرة، الرد الرسمي للحركة على الـ16 سؤالاً، التي وجهتها مصر لحماس، حول التهدئة مع إسرائيل، فيما أكدت المصادر «أن رد حماس على الأسئلة المصرية كان منطقياً». ومن المقرر أن يحضر للقاهرة مسؤول أمني إسرائيلي لإطلاعه على رد حماس، وإن كان الرد إيجابيًا من حكومته سيقوم الوزير سليمان بتكليف من الرئيس مبارك بزيارة إلى إسرائيل، الأسبوع القادم، لعرض اقتراح التهدئة في قطاع غزة على أن يشمل الضفة الغربية في مراحل لاحقة.

من جانب اخر, طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) من الرئيس الاميركي جورج بوش الضغط على اسرائيل من اجل وقف بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية، وألح على انها خطوة مهمة قبل تحقيق تقدم في محادثات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل. وعقد الرئيس بوش امس في البيت الابيض اجتماعاً مغلقاً مع الرئيس الفلسطيني، الذي يزور العاصمة الاميركية. وكان ابو مازن قد اجتمع قبل ذلك مع كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية، التي اقامت له الليلة الماضية حفل عشاء خاصا في مقر وزارة الخارجية.

ونسب الى ابو مازن قوله في لقاء نظمه المعهد الاميركي العربي في واشنطن: «نحن جادون في اجراء مفاوضات حقيقية للوصول الى اتفاق سلام قبل نهاية هذه السنة، بيد ان الخلافات بيننا وبين الاسرائيليين ما تزال كبيرة، والعقبة الاساسية هي استمرار بناء المستوطنات، لذلك اطلب من الحكومة الاسرائيلية التوقف عن اي نشاط استيطاني حتى يمكننا التوصل لحل للامور الاساسية».