ليبيا تغضب سفراء الغرب في مجلس الأمن بالمقارنة بين الوضع في غزة ومعسكرات النازية

سفراء فرنسا وأميركا وبريطانيا وبلجيكا وكوستاريكا انسحبوا من الجلسة

TT

أثارت ليبيا العضو العربي في مجلس الأمن، غضب سفراء الدول الغربية في جلسة غير رسمية مغلقة، عقدت بطلب من دولة جنوب أفريقيا، لإصدار بيان رئاسي عن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة. وأفادت مصادر المجلس أن القائم بأعمال البعثة الليبية السفير ابراهيم دباش، وصف أثناء بيانه الذي أدلى به في الجلسة المغلقة، ما يجري في قطاع غزة بأنه شبيه لما جرى لليهود على يد النازية الألمانية. وقال «ان الوضع في قطاع غزة يشبه معسكرات الاعتقال النازية». كما ذكرت مصادر المجلس إن السفير الفرنسي موريس ريبرت، الذي كان يستمع الى خطاب القائم بأعمال البعثة، مترجما من العربية إلى الفرنسية، رفع سماعة الاستماع وقام مغادرا قاعة الاجتماع، ومن ثم تبعه القائم بأعمال البعثة الأميركية السفير اليخاندرو ولف، وتبعته القائمة بأعمال البعثة البريطانية السفيرة كيرن بيرس وسفيرا بلجيكيا وكوستاريكا. وبعد موجة الاحتجاج التي بادر فيها السفير الفرنسي، قرر سفير جنوب أفريقيا ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر دوميساني كمالو، رفع الجلسة والتخلي عن مشروع إصدار بيان رئاسي. وقالت القائمة بأعمال البعثة البريطانية السفيرة كيرن بيرس «نحن ندعم قرار رئاسة جنوب افريقيا بإنهاء الاجتماع». وأضافت في بيان صدر عن البعثة البريطانية «ان اعضاء المجلس كانوا في حيرة من تعاطي ليبيا، ولا نعتقد أن مثل هذه اللغة ستساعد في تقدم عملية السلام». وخارج قاعة مجلس الأمن، أيد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، ما ورد في بيان مندوب ليبيا، وقال الجعفري «نحن لمرات عديدة قارنا هذا الوضع (وضع الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي) مع الوضع الذي كان عليه في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية». وتابع بشار الجعفري يقول «لسوء الحظ أن من يشكون انهم كانوا ضحايا المجزرة الجماعية، انهم يكررون نفس النوع من المجازر الجماعية ضد الفلسطينيين». وأوضح «ان المسألة مطروحة أمام مجلس الأمن لينظر بطريقة مناسبة لإيجاد حل للأزمة خصوصا اضطهاد الإسرائيليين للفلسطينيين». وبدوره قلل سفير جنوب افريقيا ورئيس المجلس من أهمية احتجاج الكتلة الأوروبية في مجلس الأمن، وقال كمالو «دائما يغادر السفراء اجتماعات المجلس». وفي الوقت ذاته اعترف بفشل محاولة إصدار بيان رئاسي عن المجلس حول الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.

وأوضح السفير كمالو قائلا «من الوضح جدا اننا لن نتفق على مشروع بيان رئاسي وقد حاولنا، وللأسف ليس هناك سبب يدعونا إلى مواصلة المحاولة». وكان مجلس الأمن قد استمع إلى تقرير شفهي قدمته مساعدة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسية انجيلا كين عن آخر تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية وفي لبنان. وأكدت ان استمرار الوضع على ما هو عليه «قد يؤثر بشكل سيئ على القضايا الأمنية والسياسية». وحذرت كين في تقريرها من خطورة الحالة الإنسانية وأثرها على تزايد أعمال العنف وقالت «ان الأمم المتحدة تشهد أزمة إنسانية متصاعدة». وحذرت من خطورة استمرار غلق المعابر مع قطاع غزة.