حياة مليون فلسطيني في خطر بعد تعليق الأمم المتحدة نشاطاتها في غزة

المفوضية الأوروبية: قطع إسرائيل للوقود عن غزة غير مقبول

TT

تسبب نفاد الوقود الناجم عن الحصار الإسرائيلي في شل عمل المنظمات الدولية والخيرية التي تقدم الخدمات الإغاثية للفلسطينيين في القطاع. وقال عدنان أبوحسنة الناطق بلسان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الاونروا) في قطاع غزة إن مئات الآلاف من الفلسطينيين تضرروا بفعل قرار الأنروا التوقف عن تقديم خدماتها الإغاثية للمعوزين في القطاع لعدم توفر الوقود اللازم. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال ابوحسنة إن الاونروا تنفذ منذ سنين مشروع الطوارئ وهو يعنى بتقديم مساعدات إغاثية لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين تدهورت اوضاعهم الاقتصادية. واشار الى أن الأونروا تحتاج الى وسائل لنقل المواد الإغاثية من المعابر الحدودية الى المخازن، ومن المخازن الى مراكز التوزيع، ومن مراكز التوزيع الى المؤسسات التي تحتاجها. وأشار الى أن الأونروا لم تعد قادرة على توفير الحافلات لنقل الموظفين والمدرسين والطلاب بين مناطق القطاع المختلفة، الأمر الذي أثر على سير العملية التعليمية في مدارس الاونروا. وشرح أن الاونروا تجري الان اتصالات مكثفة مع الامين العام للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول المانحة للضغط على اسرائيل للسماح بتزويدها بالوقود اللازم لتمكينها من تقديم خدماتها الاغاثية.

عصام ابو خليل، الناطق بلسان جمعية الصلاح الخيرية في القطاع والتي تعتبر أكبر الجمعيات الخيرية التي تقدم خدمات إغاثية للفلسطينيين قال لـ«الشرق الأوسط» إن قدرة جمعيته على تقديم الخدمات الإغاثية تكاد تؤول الى الصفر. وأشار الى أن مدرسة «الصلاح» للإيتام التابعة للجمعية والتي تضم 1000 طالب وطالبة مغلقة منذ اسبوع لنفاد الوقود الذي يمكن وسائط النقل التابعة للمدرسة بجلب الطلاب والطالبات من ارجاء القطاع. واشار الى أن الجمعية غير قادرة على توزيع الطرود الغذائية على عشرات الآلاف من الأسر المعوزة كما كانت تعمل دائماً قبل أزمة الوقود الخانقة. وكان تقرير أممي قد اكد أن نقص الوقود في قطاع غزة قد ادى إلى التشويش على مناحي الحياة الضرورية، محذراً من أن الغياب الكامل للوقود سيزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير. وجاء في التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية «أوتشا» أن 12 بلدية في القطاع توقفت عن جمع النفايات من الشوارع في اعقاب نفاد الوقود، الأمر الذي سيؤثر سلباً على الوضع الصحي لخمسمائة الف فلسطيني. واشار التقرير الى أن مستشفيات القطاع لديها وقود يكفيها لمدة اسبوع فقط. ونوه التقرير الى أنه في حال قطع التيار الكهربائي لاكثر من 8 ساعات، فإن التطعيمات والأمصال المخصصة لخمسين الف طفل ستتلف. وبين التقرير أن 70% من آبار المياه الزراعية البالغ عددها 000. 4 بئر تعتمد على المضخات التي تحتاج إلى وقود، وفي غياب المياه ستتلف المزروعات مما سيؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار ونقص في المواد الغذائية. من ناحيته، حذر جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على قطاع غزة من أن حياة أكثر من مليون فلسطيني أصبحت مهددة بالخطر.

من جانبها، دعت المفوضية الأوروبية في بروكسل إسرائيل الى الاستمرار في تزويد قطاع غزة بالوقود اللازم في بيان صادر عن العضو المكلف شؤون التنمية والمساعدات الإنسانية لوي ميشيل الذي اعتبر انه «من غير المقبول» قيام إسرائيل بقطع الوقود الحيوي عن المستشفيات.