باكستان: زعيم طالبان يأمر أتباعه بوقف الهجمات.. ويحذر المخالف بتعليقه في الأسواق

بعد يوم واحد على إعلان الحكومة التوصل إلى اتفاق سلام مع الإسلاميين في منطقة القبائل

عناصر من الشرطة الباكستانية في المناطق القبلية يتظاهرون للمطالبة بدعم رواتبهم في بلدة ميرانشا التي تقع على الحدود مع أفغانستان (أ.ف.ب)
TT

أمر زعيم المقاتلين الاسلاميين في باكستان المرتبط بتنظيم «القاعدة»، بيعة الله محسود، أتباعه بوقف الهجمات على قوات الامن الباكستانية، بعد يوم واحد من اعلان الحكومة الباكستانية الجديدة التي شكلتها الاحزاب المعارضة الفائزة في الانتخابات توصلها الى اتفاق سلام مع الاسلاميين المسؤولين عن عمليات ارهابية في أنحاء البلاد، وعن اغتيال رئيس الوزراء السابقة بي نظير بوتو.

وقال محسود الذي عينته حركة طالبان الباكستانية زعيما لها، العام الماضي، وتؤكد الحكومة انه مرتبط بـ«القاعدة»: «من اجل السلام العام يحظر القيام بأي أعمال استفزازية على الاطلاق»، مؤكدا ان «هذا الامر نهائي ولن يتم التهاون في تنفيذه».

وحذر في رسالة وجهها الى أتباعه، ووزعت أمس في منطقة وزيرستان القبائلية واجزاء من الولاية الحدودية الشمالية الغربية المحاذية لافغانستان، من انتهاك الامر، وقال: «كل مَنْ ينتهك هذا الأمر سيعلق علناً في الاسواق الرئيسية».

واكد مصدر كبير في طالبان لوكالة الصحافة الفرنسية، ان الرسالة صادرة عن الحركة. وأكد مسؤول حكومي مقره في شمال غربي البلاد أن المنشورات صحيحة وأصدرتها جماعة محسود. وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه لوكالة رويترز: «انه إجراء لبناء الثقة وجزء من عملية السلام التي بدأت مع المتشددين المحليين». ورفض متحدث عسكري التعقيب على الهدنة او المحادثات، قائلا إن الحكومة تعالج هذه الامور، لكنه نفى زعم المتشددين ان قوات حكومية بدأت الانسحاب من مواقع في جنوب وزيرستان. ورحب رحمن مالك، المسؤول الرفيع بوزارة الداخلية بالهدنة، وقال: «لو كان قد قالها، فاننا نرحب بها ويجب ان نرحب بأي خطوة جيدة». ويهدف الاتفاق الى تحويل التهدئة في موجة الهجمات الانتحارية، الى سلام دائم في باكستان. وذكر مسؤولون ان مسودة اتفاق السلام تتضمن تعهدات من المسلحين والقوات المسلحة بعدم القيام بأي عمل تفجيري، وسحب القوات من مناطق معينة وتبادل الاسرى. ويحتجز متمردو طالبان السفير الباكستاني لدى افغانستان في مناطق القبائل بعد أن خطفوه في فبراير (شباط) الماضي.

وتأتي الرسالة عقب الإفراج عن صوفي محمد، المسؤول الباكستاني الموالي لطالبان، في وقت سابق من هذا الاسبوع بعد ان تعهد تنظيمه المتشدد المحظور «حركة تطبيق الشريعة المحمدية» بالتخلي عن العنف. وكانت الولايات المتحدة قد عبَّرت عن قلقها من محادثات السلام بين الحكومة والإسلاميين. ويقول منتقدون ان اتفاقات السلام بين الطرفين لا تفعل سوى أنها تعطي المتشددين الفرصة لإعادة تجميع قواهم وتشديد هجماتهم في افغانستان التي يأتي عدد كبير من المقاتلين فيها من باكستان.

وكان رئيس الوزراء، يوسف رضا جيلاني، الذي ينتمي لـ«حزب الشعب»، قد أعلن عقب الفوز في الانتخابات انه سيبدأ محادثات مع اي متمردين ينبذون العنف.

وحملت الحكومة السابقة الموالية لمشرف ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) محسود مسؤولية مقتل بوتو في هجوم انتحاري في تجمع انتخابي في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، الا ان محسود نفى تلك التهمة.

والهجوم الذي قتلت فيه بوتو هو واحد من سلسلة من العمليات التي بدأت عام 2007 وقتل فيها اكثرُ من الف شخص في باكستان التي تعد من دول المواجهة في «الحرب على الارهاب». إلا ان الحكومة الجديدة، قالت ان اساليب مشرف المتشددة ضد المسلحين ادت الى نتائج عكسية، وأعلنت انها تحرص الآن على اتباع استراتيجية متعددة تشتمل على قرارات سياسية واقتصادية.