التبرعات في الانتخابات الأميركية.. بين أموال جماعات الضغط والأفراد

هيلاري وماكين يعانيان ضائقة مالية وأوباما حقق رقما قياسيا في تاريخ الانتخابات الأميركية

TT

استثمرت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فوزها الواضح في الانتخابات التمهيدية بولاية بنسلفانيا على صعيد تحسين الوضعية المالية لحملتها الانتخابية المتأرجحة منذ انطلاق السباق نحو الرئاسة. ويبدو أن خطابها الذي ألقته بعد فوزها في احد فنادق فيلادلفيا، والذي ناشدت فيه انصارها بأن يتبرعوا لحملتها عبر الانترنت، لاقى آذانا كثيرة صاغية.

وبعد يوم واحد من فوزها في بنسلفانيا، أعلنت مصادر في حملتها ان 3 ملايين دولار من التبرعات تدفقت على حساب هيلاري، بعد ساعات فقط من كلمتها. وبعض هذه التبرعات جاءت من آلاف الانصار الذين يتبرعون لاول مرة. وقالت المصادر انها في طريقها الى جمع عشرة ملايين دولار قبل اجراء الانتخابات التمهيدية في شمال كارولاينا وانديانا في السادس من مايو (أيار) المقبل. الا ان المصدر اضاف ان لدى هيلاري اليوم سيولة تقدر بـ9 ملايين دولار فقط، في حين هناك ديون تراكمت عليها ولم تسدد بعد وتقدر بحوالي 10 ملايين دولار، ويقدر المبلغ الذي جمعته هيلاري منذ بداية الحملة بحوالي 195 مليون دولار. وكانت هيلاري قد اضطرت في فبراير (شباط) الماضي، قبل انتخابات واشنطن وفرجينيا وميرلاند (منطقة نهر بوتاماك) للتبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار من مالها لصالح حملتها الانتخابية، التي كانت تعيش ضائقة مالية شديدة. ولا تعاني هيلاري وحدها من قلة مواردها المالية، إذ ان الامر نفسه ينطبق على جون ماكين، الذي كاد ان ينسحب في بداية الحملة الانتخابية، لان الاموال التي جمعها لم تتعد سبعة ملايين دولار فقط. واستطاع ماكين ان يجمع 72 مليون دولار، منذ أن بدأ السباق الرئاسي، وفي مارس (آذار) الماضي جمع 15 مليون دولار. وفي نهاية الشهر الماضي كان المبلغ النقدي الذي بقي في حوزة حملته في حدود 11.5 مليون دولار، بيد ان ماكين لن ينشغل كثيراً بعد الآن بمسألة تدني ميزانية حملته الانتخابية، ذلك ان اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري يمكن ان تتدخل لاسعافه بعد ان اصبح هو المرشح الوحيد للحزب.

أما بالنسبة لباراك اوباما فقد حقق رقماً قياسياً في تاريخ الحملات الانتخابية، حيث جمع حتى الآن مبلغ 236 مليون دولار، وهو رقم لم يصل اليه اي مرشح خلال الحملات الانتخابية التمهيدية في التاريخ الاميركي. وجمع مبلغ 43 مليون دولار في الشهر الماضي، ومن اول ابريل (نيسان) استطاع ان يجمع 40 مليون دولار كسيولة. وتتوفر له الآن سيولة مالية تبلغ 51 مليون دولار وبدون ديون لأية جهة. وينتقد اوباما في خطاباته بشدة جماعات الضغط (اللوبيات) والشركات، ويقول إنها هي التي تتلاعب بالحملات الانتخابية من خلال تبرعاتها. وهو يتباهى بانه لم يقبل دولاراً واحداً من هذه الشركات او اللوبيات.

ويقول المسؤولون عن حملته الانتخابية انه يعتمد بشكل كبير على التبرعات الصغيرة من متبرعين يعطون 100 دولار أو اقل ويتراوح عدد الذين يتبرعون لحملته الانتخابية ما بين 442 الفا ومليون شخص في الشهر. وكان اوباما قد نوه في احدى خطبه الانتخابية بالمرأة التي تبرعت له بمبلغ دولارين وسنت واحد، وقال إنه ترشح من أجل هؤلاء الناس الذين يحلمون بالتغيير. وصرح مدير حملته الانتخابية بان عددا كبيرا من المتبرعين هم من المتطوعين في الحملة، مما يجعل حملته الاوسع من حيث المشاركة على مستوى القواعد في التاريخ الاميركي الحديث. وأنفق اوباما خلال شهر مارس مبلغ 31 مليون دولار على حملته الانتخابية، في حين أنفقت هيلاري مبلغ 22.4 مليون دولار. وتنص قوانين التبرعات للحملة الانتخابية على الا يتجاوز تبرع الفرد الواحد 4500 دولار بشرط ان يقسم تبرعه الى قسمين، بحيث يمكنه ان يتبرع بملبغ 2300 دولار في الانتخابات التمهيدية، وبمبلغ 2200 دولار خلال الحملة الرئاسية. وفي كثير من الاحيان تلعب الامكانيات المالية للمرشحين دوراً مهماً في جذب الاصوات، من خلال الاعلانات وتوفير مصاريف فرق المساندين الذين يتحركون في جميع الولايات طوال أسابيع وشهور الحملة.

ويرى المراقبون ان كلفة حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية الحالية تقترب من مليار دولار للمرة الاولى في التاريخ الاميركي.