مسؤولون أميركيون وعراقيون ينفون تقارير عن اعتقال عزة الدوري

التحالف: طلبوا منا نتائج الفحص فقلنا فحص من؟ * الجيش العراقي: فوجئنا بالخبر

شرطي عراقي يقف أمس فوق أنقاض قصر عزة الدوري في منطقة حمرين بين محافظتي كركوك وصلاح الدين (أ.ف.ب)
TT

نفت مصادر حكومية وعسكرية عراقية وأميركية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أمس التقارير التي افادت باعتقال عزة الدوري، ثاني اهم مسؤول في النظام السابق بعد صدام حسين. وقال الدكتور برهم صالح، نائب رئيس الحكومة العراقية لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مدينة السليمانية في كردستان العراق، «لم استقبل الخبر بحماس، على الرغم من اهمية القبض على الدوري، باعتباره من رموز النظام السابق». واضاف «لقد طلبت معلومات دقيقة عن الخبر ساعة سماعي له، وتأكد لنا عدم صحته، وانتهى الموضوع بالنسبة لي».

ونفى محمد العسكري الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العراقية صحة الخبر وقال، «انا على اتصال مستمر مع قادة فرق الجيش وآمري الالوية وكبار ضباطنا، ولم نسمع منهم انه تم القبض على الدوري او من يشبه الدوري، ولو كانت هذه المعلومات صحيحة لكانت انطلقت منا وليس من جهة اخرى». واستغرب العسكري الخبر وقال: «لم يحصل اننا قبضنا على الدوري او شبيهه وسلمناه للقوات الاميركية»، مؤكدا انهم فوجئوا بالخبر. وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ايضا نفت التقرير، وقال مصدر في الوزارة: «سمعنا بهذه الاخبار وما نستطيع تأكيده هو انها مجرد شائعات ومعلومات ليست صحيحة». وأوضح المصدر ان قيادة قوات التحالف في بغداد اصدرت بياناً مقتضباً يقول: «لدينا علم بتقارير صحافية تفيد بان عزة ابراهيم الدوري قد اعتقل... حول هذه المسألة نستطيع التأكيد انه ليس في قبضة قوات التحالف وليس لدينا ما يفيد بانه اعتقل من طرف قوات الأمن العراقية».

مستشار الدائرة الإعلامية في قوات التحالف عبد اللطيف ريان قال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد: «لا نعرف كيف تم بث الخبر وما هي المصادر التي استند إليها، ونحن بدورنا لم نعط هذا الخبر ولم نصدر بيانا بشأنه، وكل ما نقوله كقوات تحالف هو انه ليست لدينا اية معلومات عن الدوري، ولو توفرت لدينا معلومات كنا سنعلنها على الفور، والدوري او شبيه له غير موجود لدينا». واضاف ريان قائلا: «لقد سألوني بعد بث الخبر عن نتائج فحص الحمض النووي، فقلت: أي فحص هذا ونفحص من، يجب ان يكون هناك شخص عندنا لنجري له فحصا»، مشيرا الى ان «القصة برمتها غير حقيقية ولا أدري كيف تم ترتيبها».

من جهته، قال النائب عباس البياتي عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب (البرلمان) العراقي، «ان المعلومات متضاربة لغاية الان، فلم تظهر لدينا مؤشرات تدلل على اعتقال الدوري، لذا لا نستطيع أن نؤكد او ننفي الخبر». وعما اذا كان هناك تعمد من جانب المسؤولين في الحكومة والجيش الاميركي في عدم الكشف عن اعتقال الدوري، اضاف البياتي لـ«الشرق الاوسط»: «اعتقد ان الدوري ليس اهم واخطر من صدام حسين، وان الظرف الأمني في الفترة الحالية افضل مما كان عليه وقت اعتقال صدام، لذا فان الحديث عن تجنب المسؤولين الاعلان عن الاعتقال هو كلام مردود»، مؤكدا ان المسألة «تتلخص حاليا في قضية تثبيت هوية شخص معتقل يحمل ملامح الدوري وبعمره لكيلا تتكرر مسألة التصريحات الخاطئة حول اعتقال الدوري كما حدث سابقا». وتابع النائب العراقي، «حاولنا الحصول على معلومات، لكننا لم نحصل على ما يؤكد او ينفي الخبر، فالكلام المتناقل حاليا بين الاوساط الرسمية وغير الرسمية هو كلام في العموميات وليست هناك اي تفاصيل حول الموضوع».