أحمدي نجاد: ثقافة الاستشهاد وسيلة لحل مشكلات العالم.. وطريق العظمة والعزة

الرئيس الإيراني يزور الهند وباكستان لدفع صفقة خط أنابيب

TT

قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال لقاء في مدينة همدان غرب إيران مع عائلات قتلى الحرب العراقية الايرانية «ان ثقافة الشهادة، هي وسيلة لتسوية المشكلات الاقتصادية والعالمية». وأوضح احمدي نجاد في تصريحات نقلتها وكالة «مهر» الإيرانية للانباء «اذا اردنا بناء بلادنا وصون عظمتها وتسوية المشكلات الاقتصادية، فنحن بحاجة لثقافة الشهادة». وأضاف أن «الشعوب الحرة في العالم اليوم، اختارت طريق شهدائنا، وهي طريق العظمة والعزة». وأكد الرئيس الايراني ان «العد العكسي لتدمير القوى العظمى قد بدأ». ويتعرض أحمدي نجاد المحافظ المتشدد لانتقادات كثيرة من الاصلاحيين والمحافظين على حد سواء، لتصريحاته النارية، ولكن ايضا لسياسته الاقتصادية التي كان من نتائجها تضخم بلغ رسميا 18.9% الا انه يتجاوز في الواقع الـ25%. الى ذلك ذكرت وسائل اعلام ايرانية امس، ان الرئيس الايراني يضغط من أجل خفض أسعار الفائدة، رغم ارتفاع التضخم، ولكن اللجنة الحكومية المختصة، ببحث الامر لم تتوصل حتى الآن الى اتفاق بشأن ذلك. وتنطوي تصريحات احمدي نجاد خلال جولة اقليمية هذا الاسبوع، على تناقض حاد مع تقارير ذكرت أن البنك المركزي، يريد رفع أسعار الفائدة ثلاثة أرباع نقطة مئوية فوق التضخم. ونقلت صحيفة «دنيا اقتصاد» وصحف اخرى عن الرئيس قوله «البعض يقول ان بعض الخبراء يعتقدون أن أسعار الفائدة في البنوك، ينبغي أن ترتفع ولكن.. ينبغي لهؤلاء الذين يعارضون خفض أسعار الفائدة التنحي جانبا». يأتي ذلك فيما يعتزم أحمدي نجاد القيام بأول زيارة رسمية له للهند الأسبوع المقبل، في بادرة على تطلع البلدين لتعميق العلاقات في مجال الطاقة، رغم معارضة الولايات المتحدة. وسيتوقف احمدي نجاد لبضع ساعات فقط في الهند يوم 29 ابريل (نيسان) في طريقه الى سري لانكا. ومن المقرر ان يجري محادثات مع رئيس الوزراء مانموهان سينغ في رحلة اثارت بالفعل جدلا دبلوماسيا بين نيودلهي وواشنطن. وقال مسؤول حكومي لرويترز، ان قضايا الطاقة ستتصدر جدول أعمال الزيارة.

وتتطلع الهند المتعطشة لمصادر جديدة للطاقة لتغذية اقتصادها المزدهر الى ايران كمورد للطاقة في الأجل الطويل. وتأمل نيودلهي في استئناف مفاوضات متعثرة بشأن خط انابيب بمليارات الدولارات ينقل الغاز الطبيعي الى الهند من ايران عبر باكستان. وتريد نيودلهي كذلك انعاش اتفاق ابرم في عام 2005 لاستيراد خمسة ملايين طن من الغاز الطبيعي المسيل من ايران. وعارضت واشنطن مشروع خط الأنابيب الذي تخشى ان يمول طموحات ايران النووية.

وحثت واشنطن الهند هذا الاسبوع، على الاستفادة من زيارة احمدي نجاد في اقناع ايران بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. وردت الهند قائلة، انها لا تحتاج لأية «خطوط ارشادية» في ادارة العلاقات الثنائية. وقال وزير الشؤون الخارجية في بيان إن «الدولتين قادرتان تماما على ادارة جميع مناحي علاقاتهما بالدرجة الملائمة من الرعاية والحذر». كما أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، ان الرئيس الايراني سيقوم بزيارة الاثنين الى باكستان، في توقف قصير في اطار جولته الآسيوية. وصرح الناطق باسم الوزارة محمد صديق «سيكون توقفا من عدة ساعات». وفي كوالالمبور أجبرت شركات ايرانية على مغادرة معرض للدفاع في كوالامبور، بعدما عرضت صواريخ في انتهاك لعقوبات مجلس الأمن الدولي المتعلقة ببرنامجها النووي المثير للجدل. وأعلن نائب رئيس الوزراء نجيب رزاق، ان الوفد الايراني الى المعرض أعلم مسبقا بالقوانين.

وصرح رزاق للصحافيين «مع الاسف عرضوا معدات تنتهك بوضوح قرار الأمم المتحدة، كالصواريخ والأنظمة الصاروخية». وذكرت صحيفة «نيو ستريتس تايمز» أن الجناح الايراني في معرض «خدمات الدفاع آسيا» في كوالالمبور اغلق في اليوم الثاني من المعرض، الذي اختتم أمس. واضافت الصحيفة، ان مسؤولين من السفارة الاميركية اعربوا عن استيائهم لدى المنظمين، ووزارتي الدفاع والخارجية الماليزيتين. كما هددوا بالانسحاب من المعرض، حيث ان هناك مشاركة كبيرة من الشركات الاميركية، بحسب الصحيفة.