تمكن أغنى 1000 شخص في بريطانيا من رفع ثرواتهم بشكل ملحوظ، وبأكثر من 100 مليار دولار خلال عام واحد، رغم الاضطرابات التي تشهدها الاسواق العالمية وتراجع القطاع العقاري.
واظهرت امس لائحة اغنى اثرياء بريطانيا لعام 2008، التي تعدها صحيفة «صنداي تايمز» سنويا، ان ثروة اغنى 1000 شخص بريطاني ارتفعت الى 14.7 في المائة او 53 مليار جنيه استرليني (حوالي 106 مليارات دولار)، لتبلغ ثرواتهم الاجمالية حاليا 412.8 مليار جنيه استرليني (حوالي 826 مليار دولار) من 360 مليار جنيه استرليني (نحو 720 مليار دولار) في العام الماضي. وقالت الصحيفة البريطانية، في قائمتها السنوية الـ20، التي صدرت امس الاحد، والتي تشمل اصحاب الثروات الذين ولدوا او يقيمون في بريطانيا، ويقيم في بريطانيا 75 من المليارديرات مقابل 68 في العام 2007. وقد ولد 40 منهم في الخارج. ثلاثة فقط ممن يحتلون المراتب العشرة الاولى ولدوا في بريطانيا، بحسب اللائحة.
ويقول فيليب بيريسفورد، الذي يعد اللائحة منذ 1989 ان «السنوات الاحدى عشرة في ظل الحكومة العمالية شجعت ظهور اصحاب المليارات بطريقة نادرة الحصول في التاريخ الحديث في بريطانيا».
يشار هنا الى ان الحد الادنى لدخول قائمة عام 2008 كان 80 مليون جنيه استرليني (حوالي 160 مليون دولار) مقارنة بـ70 مليون جنيه استرليني في العام الماضي. كما تجدر الاشارة الى ان لائحة اغنى اثرياء بريطانيا التي تعدها «صنداي تايمز» تستند إلى الموجودات المنظورة، مثل الأملاك والاراضي والتحف الفنية والاسهم، من دون ان تشمل الحسابات المصرفية.
وتربع الملياردير الهندي وامبراطور الحديد والصلب ميتال لاكشمي على العرش وللعام الرابع على التوالي، بعد ان زاد ثروته بنحو 44 في المائة الى 27.7 مليار جنيه استرليني (حوالي 55.4 مليار دولار) من 19.25 مليار جنيه استرليني (حوالي 38 مليار دولار) في العام الماضي. وقدرت الصحيفة ثروة اغنى 10 اشخاص في بريطانيا (3 منهم فقط ولدوا في بريطانيا)، هذا العام بـ82.7 مليار دولار، ارتفاعا من 69.5 مليار جنيه استرليني (نحو حوالي 139 مليار دولار) في العام الماضي. وتضمنت القائمة 10 اسماء يتحدرون من اصل عربي بزيادة شخص واحد عن العام الماضي، فضلا عن عراقي كردي، بلغت ثرواتهم مجتمعة 19.69 مليار دولار. واللافت في قائمة هذا العام التراجع الملحوظ للثروات والمراكز العربية مقارنة بالعام الماضي. فقد حل رجل الاعمال الاماراتي مهدي التاجر، 76 سنة، اولا في قائمة اصحاب الثروات العرب والترتيب 26 في القائمة العامة نزولا من 21 في العام الماضي، رغم بقاء ثروته على حالها 2.2 مليار جنيه استرليني (نحو 4.4 مليار دولار).
كما تراجع مركز الملياردير من اصل عراقي نظمي أوجي، 70 عاما، الى 27 من 18 بعد ان هبطت ثروته الى 2.15 مليار جنيه استرليني (4.3 مليار دولار) من 2.575 مليار جنيه استرليني في عام 2007.
وتلقى تاجر العقارات سيمون حلبي، السوري الاصل، 49 سنة، ضربة قوية هذا العام، فقد تراجع تصنيفه الى الموقع 31 بعد ان كان 14 والاول عربيا في العام الماضي، بعد فقد نحو ثلث ثروته نتيجة تعثر شركة النوادي الصحية التي يملكها، حيث فقد من ثروته مليار جنيه استرليني (2 مليار دولار) لتصبح حاليا ملياري جنيه استرليني (4 مليارات دولار).
أما رجل الاعمال السوري وفيق سعيد، 68 سنة، فقد تقهقر موقعه ايضا الى 71 من 65، رغم ان ثروته بقيت على حالها عند مليار جنيه استرليني (2 مليار دولار). لكن في المقابل حسن رجل الاعمال المصري محمد الفايد، 75 سنة، صاحب محلات هارودز الشهيرة، موقعه الى الترتيب 145 من 149، كما ازدادت ثروته الى 555 مليون جنيه استرليني (حوالي 1.1 مليار دولار) من 507 ملايين جنيه. كما هبط ترتيب العراقي الكردي، شامان الملا 47 سنة، رغم ان ثروته بقيت على حالها عند 500 مليون جنيه استرليني (مليار دولار) حققها من نشاطاته في اعادة اعمار العراق، وجعلته يتربع على المركز 158 من 151 في العام الماضي.
الا ان ايمن اصفري 49 سنة، المولود في سورية ويعمل في مجال النفط، عزز مكانه الى الترتيب 211 من 235، بعد ان صعدت ثروته الى 415 مليون جنيه استرليني من 310 ملايين جنيه استرليني.
وتراجع مركز الشاب من اصل لبناني، مارلون ابيلا، 34 سنة، الذي كان والده يملك مجموعة ابيلا. ويملك حاليا مجموعة مطاعم، فقد هبط موقعه الى التصنيف 214 من 195، وبقيت ثروته على حالها 400 مليون جنيه (حوالي 800 مليون دولار).
كما نزل مكان السوداني محمد (مو) ابراهيم، 61 سنة، رئيس مجلس «سيلتيل» للهواتف الجوالة الى المركز 270 من 238، رغم ان ثروته بقيت كما هي عند 300 مليون جنيه استرليني (600 مليون دولار).
اما نمر قيردار، 71 سنة، رئيس مجلس ادارة مجموعة «انفستكورب» في البحرين، واصله من العراق ويقيم في لندن فقد تراجع ترتيبه الى 357 من 351، رغم زيادة ثروته الى 230 مليون جنيه استرليني (460 مليون دولار) من 200 مليون جنيه استرليني.
وانضم للقائمة لاول مرة رجل المال اللبناني سمير طرابلسي، الذي احتل المركز 784 بثروة بلغت 100 مليون جنيه استرليني (نحو 200 مليون دولار).
وتبع ميتال في المركز الثاني صاحب نادي تشيلسي لكرة القدم، الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، الذي رفع ثروته الى 11.7 مليار دولار من 10.8 مليار جنيه استرليني (21.5 مليار دولار). وأكد دوق ويست مينستر مركزه في الترتيب الثالث في اللائحة، الذي يحتله منذ سنوات، بعد ان حافظ على ثروته على حالها عند 7 مليارات جنيه استرليني (حوالي 14 مليار دولار).
وجاء في المركز الرابع الهنديان الاخوان هندوجا بثروة بلغت 6.2 مليار جنيه استرليني، ثم حل خامسا رجل الاعمال وتاجر الحديد والصلب الروسي اليشير اوسمانوف، الذي يملك 25 في المائة من نادي ارسنال الانجليزي لكرة القدم، وينضم لاول مرة لقائمة العشرة الاوائل بثروة بلغت 5.7 مليار جنيه استرليني.
كما انضم للقائمة ولاول مرة في المركز السادس عملاقا صناعة الصيدلة ارنستو وكيرستي بيرتاريلي بثروة قدرها 5.7 مليار جنيه استرليني. وحل سابعا هانس روسينغ وعائلته بثروة بلغت 5.4 مليار جنيه استرليني، بينما تقدم الى المركز الثامن قطب الشحن البحري المعروف جون فريدريكسين بثروة وصلت الى 4.7 مليار جنيه استرليني، في حين جاء تاسعا السير فيليب غرين والليدي غرين بـ4.3 مليار جنيه استرليني. اما المركز العاشر فكان من نصيب الاخوين ديفيد وسايمون روبين بثروة بلغت 4.3 مليار جنيه استرليني.
وكشفت «صنداي تايمز» ان ثروة ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية الشخصية لم تتغير منذ العام الماضي، حيث بلغت 320 مليون جنيه استرليني (640 مليون دولار). وعلى الرغم من ذلك، فان ترتيب الملكة تراجع الى المركز الى 264 من 229.
وضمت قائمة هذا العام 762 من العصاميين وشملت 96 امرأة (92 في العام الماضي) بلغت ثرواتهن اكثر من 42 مليار جنيه استرليني وتصدرتهن كيرستي بيرتاريلي بثروة وصلت الى 5.65 مليار دولار.
ورغم الازمة التي يعاني منها القطاع العقاري وفقدان شركاته نحو 30 في المائة من قيمتها السوقية وتلقي هذا القطاع ضربة قوية، الا ان اصحاب العقارات وملاك الاراضي مع ذلك شكلوا النسبة الاكبر في القائمة، حيث انها شملت نحو 231 من اصل 1000، او ما يعادل نحو 23 في المائة، ارتفاعا من 221 في العام الماضي.
واستحوذت لندن على نصيب الاسد من القائمة، حيث ضمت 415 شخصا (او ما يعادل 41.5 في المائة) بلغت ثرواتهم مجتمعة 60.5 مليار جنيه استرليني (حوالي 121 مليار دولار).