تلقت سوق الأسهم السعودية في تداولات أمس انخفاضا حاد نسبيا كاد أن يطيح بها في خانة الخسارة الأسبوعية، بعد أن اقتربت التعاملات من شطب جميع أرباحها المحققة في تعاملات السبت الماضي والبالغة 148 نقطة، بعد أن رزح المؤشر العام تحت وطأة التراجع الذي أفقد السوق 136 نقطة، ليكون النشاط الايجابي في نصف الساعة الأخير بمثابة فرصة إنقاذ لنتيجة السوق قبل أن تدخل مناطق الخسارة قياسا في إغلاق تعاملات الأربعاء الماضي، حيث استسلم مؤشر قطاع المصارف والخدمات المالية لرغبة السوق الجامحة للدخول في مرحلة جني أرباح، بعد أن كان هذا القطاع هو المحرك الفعلي لتوجهات المؤشر العام منذ تعاملات أول من أمس وحتى بدايات فترة التعاملات أمس، لتتجه معظم قطاعات السوق إلى المنطقة الحمراء باستثناء قطاع الزراعة والصناعات الغذائية وقطاع الفنادق والسياحة. وساعد على ذلك التوجه التودد الذي ظهر على قطاع المصارف في تتبع خطى القطاعات الرئيسية الأخرى والتي كانت تعاني من الخمول في حركتها السعرية خلال الأيام القليلة الماضية، والذي انعكس بشكل قوي على حصيلة النقاط المفقودة في تعاملات السوق الأخيرة، والذي ظهر جليا بعد إقفال التداولات. وجاء هذا الانخفاض كارتدادات نفسية لامست مشاعر المتداولين بعد تراجع أسهم قائد القطاع المصرفي، بنسبة قوية نسبيا، بعد أن انخفضت أسهم مصرف الراجحي بمعدل 3.2 في المائة، والتي لحقت بها أسهم بنك البلاد المتراجعة بنسبة 3.3 في المائة، بعكس أسهم البنك السعودي الهولندي الذي حاول تخفيف وطأة تراجع القطاع على المؤشر العام بعد ارتفاعه 4.4 في المائة. وساهمت لمسة التشاؤم في تراجع أسهم أغلب شركات السوق، إلى تأثر بعض الشركات بالانخفاض الحاد، والذي لحق بأسهم شركة جبل عمر والتي لازمت النسبة الدنيا، قبل أن تتخلص منها في أواخر عمر التعاملات أمس مغلقة على تراجع 8.8 في المائة.
ورغم هذا التراجع إلا أن أسهم 20 شركة تمكنت من الانفصال في اتجاهها عن عموم السوق، والتي كانت في غالبها تتمثل في شركات مضاربية، بعد أن أصبحت هذه الشركات مصب اهتمام جمهور السيولة في الآونة الأخيرة، بعد انصراف المتعاملين عن أسهم الشركات الكبرى والقيادية بعد تراخي أدائها خلال أواخر الأسبوع الماضي.
إذ عاشت أسهم الشركات المضاربية أو ما يعرف باسم «الخشاش» في سوق الأسهم السعودية، نوعا من الفرحة السعرية بهذا الاهتمام الذي طال انتظاره من قبل المتعاملين، خصوصا وأن السوق قطعت شوطا كبيرا في اتجاه الصعود باستثناء أسهم هذه الشركات التي قابلت هذا الاهتمام المفاجئ متزينة بالنسبة القصوى.
واتضح ذلك من خلال معانقة أسهم شركة الباحة للاستثمار النسبة العليا أمس، بطلبات فاقت 800 ألف سهم دون عروض، والتي تفاعلت معها أسهم "ثمار" بارتفاع قوامه 4.5 في المائة تقريبا، ولم تتوانى أسهم «شمس» في محاولة اللحاق بركب هذه الشركات صاعدة 3.3 في المائة، مع مواصلة اسم شركة أنعام القابضة الدولية في تمسكها بالنسبة العليا. حيث لا تزال أسهم «أنعام» تتجه صعودا بقوة النسبة العليا لليوم الثامن على التوالي، لتكسب طيلة رحلة الارتفاع من مستوياتها الدنيا بمعدل 134.7 في المائة، لتصعد كمية الأسهم المتداول على الشركة بنسبة 23.7 في المائة قياسا بتعاملات الشركة يوم الأربعاء الماضي، لتصل إلى مستوى 90.09 ألف سهم. وأشار لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز السالم مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية تعيش فترة استغلال من قبل المضاربين لنشوة التفاؤل التي يعيشها المتعاملين في السوق، مفيدا بأن هذه المشاعر التفاؤلية التي تسيطر على المتعاملين عبارة عن مؤشر قياس يستخدم علميا، ويشير غالبا إلى أن محافظ عموم المتعاملين مليئة بالأسهم والذي يستدل به على قرب تغير المسار الجزئي كما حدث أمس. من ناحيته أوضح علي الفضلي محلل فني لـ«الشرق الأوسط» أن المؤشر العام دخل في موجة جني أرباح بعد اقتراب السوق أمس من منقطة الحاجز النفسي عند مستوى 10 آلاف نقطة، بعد ملامسة المؤشر العام مستوى 9957 نقطة مع بداية التعاملات، مفيدا بأن مستوى الدعم عند 9660 نقطة كفيل بوقف نزيف النقاط، التي تعد أيضا مستويات وقف خسارة للمضارب اللحظي.