قال الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، إن السلطة الفلسطينية «دخلت مفاوضات مفتوحة مع إسرائيل حول قضايا الوضع النهائي، لكن لم نصل إلى نتيجة». وأكد أبو مازن عقب لقائه امس مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ «أن جهدنا منصبٌّ الآن على الوصول إلى شيء أساسي مضمون قبل نهاية العام». وأضاف «أن أيَّ اتفاق سنصل إليه سيرتكز على حدود عام 1967، وهو ما لا ترغب إسرائيل في الاعتراف به حتى الآن».
وأطلع أبو مازن مبارك على نتائج زيارتيه للولايات المتحدة وروسيا، وكذلك نتائج المفاوضات مع إسرائيل. وقال أبو مازن للصحافيين «طلبنا من الاميركيين أمرين؛ أولهما العمل على إيقاف الاستيطان لأن استمراره في ظل المفاوضات أو حتى في عدم وجود مفاوضات هو أمرٌ لا يعطي أملا لأحد أن هناك حلاً قادماً في المستقبل. وعلى الجميع معرفة أن أي اتفاق سنصل إليه سيرتكز على حدود عام 1967، وهو ما لا ترغب إسرائيل في الاعتراف به حتى الآن. وأكد «أن أساس الحل يجب أن يكون على غرار ما حدث في سيناء والأردن وعلى النحو الذي يتم الحديث عنه بالنسبة لحالة الجولان، لذلك، فنحن نريد أن يكون الحل هو حدود عام 67، وهذا ما طلبنا به الرئيس بوش ليقوم به». وأوضح «أن المحادثات مع الأميركيين بهذا الخصوص ستستمر في المرحلة المقبلة، وبخاصة خلال زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش المتوقعة لشرم الشيخ في 17 مايو (ايار) المقبل، للمشاركة في منتدى دافوس العالمي، وما يتيحه هذا المنتدى من فرصة لعقد العديد من اللقاءات مع قادة دول العالم المشاركين».
وأكد أبو مازن أن الرئيس بوش عندما تحدث للصحافة اخيراً، وقال «نريد تعريف الدولة الفلسطينية هذا العام، فإن ما قاله، إنما يصب في هذا الاتجاه الذي طلبناه منه أثناء زيارتي الأخيرة لواشنطن». وتساءل أبو مازن «إلى أي مدى سيلتزم الرئيس الأميركي بهذا الكلام؟ وأجاب.. علينا أن ننتظر».
وردا على سؤال حول الضمانات الأميركية التي سبق أن أعطاها الرئيس الأميركي، لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون بخصوص المستوطنات، قال ابو مازن «نحن نعرف أن هذه الضمانات أعطاها الرئيس الأميركي لإسرائيل، ولكننا اعترضنا على ذلك في حينه، وما زلنا نعترض عليها. وأوضحنا للأميركيين والإسرائيليين خطورة هذه الأنشطة على عملية السلام». وقال «إن الرئيس بوش أعطى الضمانات لشارون في الوقت الذي تحدث فيه لنا من خلال مبادرته التي يؤكد فيها على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، والتي هي جزء من خريطة الطريق». وأضاف «علينا أن نبحث عن هذه الدولة المستقلة المتصلة القابلة للحياة. ومن ثم فلابد أن تنتهي المستوطنات حتى تكون هناك دولة مستقلة». وحول ما قد يبدو من نبرة عدم تفاؤل في تصريحاته بعد عودته من زيارته للولايات المتحدة، قال ابو مازن «إن كل الأطراف المعنية تبذل جهوداً جدية للوصول لسلام قبل نهاية عام 2008، وهو ما نريده وعلينا أن نبقى على الأمل لدينا ولكن لا نعرف هل سنصل إلى هذا الحل أم لا؟». وتناولت مباحثات أبو مازن مع الرئيس مبارك كذلك موضوع التهدئة والدور المصري في هذا المجال. واكد ابو مازن في هذا السياق دعم السلطة التام لهذا الدور المصري ولجهود الوزير عمر سليمان بهذا الخصوص بما ترتب على هذه التهدئة من تخفيف المعاناة عن شعبنا الفلسطيني وفتح المعابر. وقال إن السلطة تؤيد بدون أيِّ تحفظ «الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لتحقيق هذه التهدئة في غزة». وحول الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، قال أبو مازن «إن السلطة موافقة على أحدث المبادرات في هذا الخصوص المتمثلة في المبادرة اليمنية.. والسلطة ملتزمة تماماً بها»، مؤكداً استعدادها للتعامل معها والحوار مع حماس في اللحظة التي توافق فيها حماس على تنفيذها.